السبت، 7 نوفمبر 2015


شاع عند عموم الجمهور استخدام كلمة «روماتيزم» للتعبير عن كل الأمراض الروماتيزمية من دون استثناء
أو تفريق. وعليه أصبح واجبا على الأطباء إيضاح المقصود بالأمراض الروماتيزمية، وأنه ليس كل مريض
يعاني من الروماتيزم يكون بالضرورة مصابا بالتهاب في مفاصله.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة حنان عبد الله العصيمي رئيس وحدة الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى
العسكري بجدة واستشاري باطنة وأمراض روماتيزم الحمل، وأوضحت أن مصطلح «روماتيزم» ليس
تشخيصا لحالة مرضية، وإنما هو عبارة عن مجموعة من الأعراض، قد يكون القاسم المشترك بينها وجود
التهاب بالمفصل يبدأ بالشعور بألم، مع ظهور احمرار وتورم. وتقدر الأمراض الروماتيزمية بأكثر من 100
مرض، ومنها على سبيل المثال مرض الذئبة الحمراء.
* الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء هو نوع من أنواع الأمراض الروماتيزمية، وله
القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب

القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب
النساء في سن مبكرة، ونسبة إصابة النساء إلى الرجال 9 إلى 1. يصيب مرض الذئبة الحمراء الأطفال، أيضا،
وقد يأتي في بعض الحالات في سن الشيخوخة. ومن المعلوم أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد الأمراض
الروماتيزمية المناعية المزمنة، وليس مرضا معديا، ولم يحدد بعد سبب رئيسي للإصابة به، ولكن هناك
الكثير من الفرضيات حول أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء.
أما بالنسبة لتسميته بمرض الذئبة الحمراء، فلقد أخذ الاسم من الكلمة اللاتينية (lupus)، وهي تعني الذئب،
وذلك نتيجة إصابة المريض بالطفح الجلدي على الوجنتين وعظمة الأنف، على شكل الفراشة، التي تشبه
العلامات الموجودة على وجه الذئب.
تتفاوت درجة الإصابة بالمرض من مريض لآخر، وتعتمد بنسبة كبيرة على تأثر أعضاء الجسم، وهي بالتالي
تحدد مقدار المضاعفات التي من الممكن أن تلحق بالمصاب أو المصابة، وتختلف شدة أعراض مرض الذئبة
الحمراء من حالة لأخرى فقد تؤثر على الجلد أو المفاصل، وقد يكون تأثيرها أكبر على أعضاء مثل الكلية أو
الجهاز العصبي، أو كريات الدم، والصفائح الدموية، وبالتالي فإن العلاج هنا سيختلف حسب شدة المرض.
وقد يظهر المرض أثناء الحمل.
* الذئبة الحمراء والحمل
ن وجود المرض الروماتيزمي عند المرأة قبل الحمل أو أثناء الحمل، يمكن أن
يغير نشاط المرض. ومن ناحية أخرى فإن المرض في حد ذاته يمكن أن يؤثر على الحمل ومساره.
وللعلم، فإن الأمراض الروماتيزمية هي عبارة عن اختلال في الجهاز المناعي الذي ينتج أجساما مناعية
تهاجم أنسجة الجسم كلها ومنها المفاصل والكلى.. إلخ، وبالتالي يغير في سلوك المرض بالإيجاب أو السلب.
وهنا يأتي التركيز على نصح المرأة الحامل والمصابة بالذئبة الحمراء بالمتابعة من بداية التشخيص مع
طبيب متخصص بالأمراض الروماتيزمية، وذلك لما لتأثير العلاج المبكر من فعالية، وأيضا يجب الأخذ
بالاعتبار وجود تشابه في الأعراض بين نشاط الذئبة الحمراء فترة الحمل وفسيولوجية الحمل.
وفي الماضي كان الأطباء ينصحون المريضات بالأمراض الروماتيزمية ومنها مرض «الذئبة الحمراء» بعدم
الحمل، ولكن الوضع أصبح مختلفا حاليا حيث يسمح بالحمل للمصابات بالأمراض الروماتيزمية بعد وضع
الخطة المناسبة لوضعها الصحي. ومن أهم الأمراض الروماتيزمية التي تحتاج إلى متابعة مستمرة خاصة
أثناء الحمل مرض «الذئبة الحمراء».
وبالنسبة للمصابة بمرض «الذئبة الحمراء» أفادت د. العصيمي بأنها لا بد لها من استشارة طبيب الأمراض
الروماتيزمية قبل الحمل، وذلك لأهمية أن يكون مرض الذئبة الحمراء في مرحلة خمول على أقل تقدير 6
أشهر قبل السماح للمريضة بالحمل، ومن هنا تأتي أهمية متابعة صحة الأم ونمو الجنين بصفة مستمرة
ومتكررة خلال الحمل بمشاركة طبيب النساء والولادة في عيادة متخصصة بالحمل عالي المخاطر. وأهمية
الزيارات خلال حملها وعمل الفحوصات المخبرية الدورية، وُيفضل أن تراجع الحامل كل أسبوع إلى
أسبوعين عيادة الأمراض الروماتيزمية وعيادة النساء والولادة خلال الـ3 أشهر الأخيرة من الحمل، وحتى
موعد الولادة. وتكمن أهمية زيارة العيادات المذكورة سابقا لأخذ التاريخ المرضي للمريضة وخاصة وجود
تاريخ مرضي سابق، كالإجهاض أو الجلطات الدموية وأيضا مراجعة جميع الأدوية التيُتصرف للمريضة،
وآثار هذه الأدوية الجانبية على الأم والجنين، وذلك لأن هناك بعض الأدوية لا يمكن صرفها وإعطاؤها
للحامل لتأثيرها السلبي.
إن الأمر المطمئن لهذا الوضع حاليا أنه إذا بدأ الحمل في فترة خمول المرض، بمعنى السيطرة على نشاط
المرض، فإن احتمالية اكتمال الحمل تكون كبيرة، حيث إنها الفترة الأمثل والأنسب للحمل، وذلك لتجنب
المخاطر على الأم والجنين.
ومن الأهمية أن نذكر أن الحمل خلال نشاط مرض الذئبة الحمراء تكون فيه احتمالية إصابة المريضة بتسمم
الحمل عالية (تسمم الحمل هو حالة مرضية يصاحبها ارتفاع ضغط الدم والزلال في البول) وتزداد هذه
الاحتمالية أكثر إذا كان المرض له تأثير على الكلى، وأيضا قد يعرض الحامل للإجهاض أو الولادة المبكرة.
وقد أكدت الدراسات أن أغلب حالات الحمل لدى المصابات بالذئبة الحمراء تسير بشكل طبيعي وولادة
طبيعية إذا خضعت للمتابعة والعلاج اللازمين. وبالإضافة إلى السيطرة على نشاط المرض قبل وأثناء
الحمل، هناك بعض الفحوصات المهمة والأساسية لبعض الأجسام المضادة التي يجب على الطبيب المعالج
التأكد من وجودها أو عدم وجودها قبل حدوث الحمل، وذلك لما لهذه الأجسام المضادة من تأثير على
استمرار الحمل.
* متلازمة الأجسام المضادة
إن النساء اللاتي يصبن بمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد) كأحد الأسباب الثانوية لإصابتهن
بمرض «الذئبة الحمراء»، تكون إصابتهن على أحد الأشكال المحتملة التالية:
* إما أن تكون مريضة «الذئبة الحمراء»، تحمل نتيجة موجبة للأجسام المضادة ومن دون وجود أي أعرض
أخرى لمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد)، وفي هذه الحالة تتم معالجتها بجرعات صغيرة
من الأسبرين.
* وإما أن تكون المريضة قد أصيبت من قبل بجلطات في الأوعية الدموية، وهذه الجلطات قد تصيب
الشرايين أو الأوردة أيضا.
زوجتي لديها مرض الذئبة الحمراء وهي حامل في الشهر الرابع وخي تعاني بشدة من الارهان وحرقان في صدرها وتورم بعض الشي
قي قدمها وقاد ابلغتها الدكتورة بانها لن تحمل ولكنها حملت وهي تعاني من هذا المرض ماهي نصيحتكم رغم انها تاابع كل اسبوع او
اسبوعين مع الطبيبة ماهو رايكم في علاجها ، كما انني زوجها واراها تعبة ويقلني هذا الامر واحببت قبل ذلك ان تقوم بالاجهاض لكنها
رفضت واتمنى منكم الرد في هذا الموضوع شاكرا لكم مساعدتكم لنا ولبقية اخواتنا ..
أضف تعليقك
الشرايين أو الأوردة أيضا.
* أو أن يكون لدى المريضة حالة أو أكثر من حالات الإجهاض السابق في تاريخها المرضي، وهنا تكمن أهمية
بدء العلاج بمضادات التخثر عن طريق إعطاء إبر تحت الجلد في فترة الحمل، وفترة ما بعد الولادة التي قد
تمتد إلى أسابيع.
إن كل ماُذكر من خطوات علاجية يجب أن يتم بمتابعة وإشراف من الطبيب المختص.
* مواليد المصابات
تقول د. حنان العصيمي إنه من الأهمية بمكان أن نوضح أيضا أن هناك بعض الأجسام المضادة ضد نواة
الخلية (Anti ­ Ro­ Anti ­ La) قادرة على المرور إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولكن تأثيرها يختفي من دم
المولود بعد فترة بسيطة من الولادة. ومعظم الأمهات المصابات اللاتي يحملن هذه الأجسام المضادة يرزقن
بأطفال مواليد يتمتعون بالسلامة.
وقد يصاب الجنين للأم التي تحمل هذه الأجسام المضادة بطفح جلدي، ولكنه يكون لفترة معينة، ثم يختفي
ولا يترك أي آثار بعد ذلك.
وفي حالات نادرة، قد يحدث تأثير من الأجسام المضادة على قلب الجنين مسببا تباطؤا شديدا في عدد
ضربات القلب، وخاصة في الموصلات الكهربائية للقلب، وهذا يشخص ما بين (الأسبوع 15 والأسبوع 25)
من الحمل، وذلك عن طريق الأشعة فوق الصوتية لقلب الجنين.
قد يحتاج بعض الأطفال، بعد ولادتهم، إلى تركيب منظم لضربات القلب، وهنا تكمن أهمية عمل تحليل
الأجسام المضادة ضد نواة الخلية للمريضة المصابة بالذئبة الحمراء.
وأخيرا، فإن التخطيط الجيد لعلاج الأمراض الروماتيزمية عامة ومرض الذئبة الحمراء خاصة يخفض
مخاطر الحمل، ومن هنا تأتي أهمية المتابعة المستمرة والمنتظمة مع الطبيب المعالج، وخاصة أثناء الحمل،
وعلى ضرورة أن تتم ولادة الأم المصابة بالذئبة الحمراء في مستشفى يتوفر فيه عناية فائقة لحديثي
الولادة.

مضاعفات الذئبة



الذئبة الحمراء
 الذئبة (Lupus) هو مرض التهابي مزمن، ينشا عندما يهاجم الجهاز المناعي (Immune system) انسجة الجسم نفسه واعضاءه. الالتهاب الذي يشكل مرض الذئبة مصدره قد يصيب اجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل، الجلد، الكليتان، خلايا الدم، القلب والرئتان. والنساء اكثر عرضة للاصابة بمرض الذئبة من الرجال، لسبب غير واضح.


هنالك اربع انواع من مرض الذئبة: الذئبة الحمامية المجموعية (Systemic lupus erythematosus)، الذئبة الحمامية الجلدية (Cutaneous lupus erythematosus)، الذئبة المحدثة بالادوية (Drug - induced lupus) والذئبة الوليدية (Neonatal lupus). ويعتبر مرض الذئبة الحمامية المجموعية النوع الاكثر انتشارا وصعوبة من بين هذه الانواع الاربعة.

في الماضي، كان مرضى الذئبة يواجهون مصيرا تعيسا، لكن تقدم وتحسن كبيران تحققا في مجال تشخيص مرض الذئبة وفي طرق معالجته، اليوم، حتى اصبح مرضى الذئبة يحظون، اليوم، بعلاجات لائقة تتيح لهم عيش حياة فاعلة.

أعراض الذئبة
اعراض الذئبة وعلاماتها قد تظهر  بشكل فجائي، او قد تتطور ببطء وبشكل تدريجي. تختلف حالات الذئبة، الواحدة عن الاخرى ولا توجد حالتان متماثلتان من مرض الذئبة.  وقد تكون الاعراض طفيفة، خطيرة، مؤقتة او دائمة. ويعاني معظم مرضى الذئبة من نوبات المرض التي تستمر فترات زمنية مختلفة، تتفاقم خلالها العلامات والاعراض ثم تعود لتتحسن وقد تختفي كليا، لفترة معينة.

وتختلف العلامات والاعراض باختلاف الجهاز المصاب في الجسم. لكن هذه العلامات والاعراض تشمل، بشكل عام:

التعب
الحمى
ارتفاع الوزن، او انخفاضه
الام، تيبس وانتفاخ في المفاصل
طفح على شكل فراشة على الوجه (Malar rash)، يغطي منطقة الخدين وجسر الانف
جروح في الجلد تظهر، او تتفاقم، نتيجة التعرض للشمس،
تساقط الشعر (الصلع)
متلازمة رايوناود (Raynaud's phenomenon)- تصبح اصابع كفتي اليدين والقدمين بيضاء او زرقاء اللون جراء التعرض للبرد، او في الفترات التي يسودها التوتر الشديد
صعوبة التنفس
الام في الصدر
جفاف في العينين
حساسية مفرطة للاصابات
القلق والاكتئاب
فقدان الذاكرة
أسئلة وأجوبة
ما هي الذئبة؟ | اسئلة واجوبة من ويب طب
ما الذي يسبب للذئبة؟ | اسئلة واجوبة من ويب طب
هل يوجد انواع مختلفة للذئبة؟
كيف استطيع منع تفشي مرض الذئبة؟
لماذا يجري الناس عملية زرع الشعر؟
أسباب وعوامل خطر الذئبة
الذئبة هو مرض من امراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases)، اي حينما يهاجم الجهاز المناعي الانسجة السليمة في الجسم، بدل مهاجمة الاجسام الغريبة فقط، كالجراثيم والفيروسات. ونتيجة لذلك، تحدث التهابات واضرار لاجزاء/ اعضاء عديدة في الجسم، بما في ذلك المفاصل، الجلد، الكليتان، القلب، الرئتان، الاوعية الدموية والدماغ.
حتى الان، لا يعرف الاطباء السبب الحقيقي الذي يولد امراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة. ويعتقد، على الارجح، ان مرض الذئبة يتكون نتيجة اجتماع عوامل جينية / وراثية وعوامل بيئية، معا. ويؤمن الاطباء بان قابلية الاصابة بمرض الذئبة يمكن ان تكون وراثية، لكن ليس المرض نفسه. وقد يصاب الاشخاص ذوي القابلية الوراثية بالذئبة عند التعرض لعامل بيئي يحفز مرض الذئبة، مثل بعض الادوية او الفيروسات.

 انواع الذئبة:

هنالك اربع انواع من الذئبة، هي المرض نفسه من حيث التصنيف، لكن لها مميزات مختلفة وعلاجات مختلفة:

- الذئبة الحمامية المجموعية: قد تصيب اي عضو من اعضاء الجسم

- الذئبة االحمامية الجلدية: تصيب الجلد، فقط

- الذئبة المحدثة بالادوية: تظهر بعد استخدام ادوية معينة

- الذئبة الوليدية: نوع نادر، يصيب الاطفال حديثي الولادة

لا يعرف الاطباء ما هو سبب مرض الذئبة، لكنهم يتعرفون على عدد من العوامل التي قد تزيد من خطر تطور مرض الذئبة، من بينها:

الجنس: مرض الذئبة اكثر انتشارا بين النساء، مقارنة بالرجال
السن: قد يصيب مرض الذئبة الناس في اية مرحلة من العمر، بمن في ذلك الاطفال الرضع، الاولاد والكهول، لكن يتم تشخيصه، عادة، لدى الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 45 عاما
اشعة الشمس: قد يؤدي التعرض للشمس الى ظهور افات جلدية مرتبطة بمرض الذئبة، او قد يؤدي الى ردة فعل داخلية لدى الاشخاص ذوي القابلية للاصابة بمرض الذئبة
ادوية معينة: قد يؤدي تناول ادوية معينة لفترة طويلة الى الاصابة بمرض الذئبة
عدوى بفيروس ابشتاين - بار (Epstein - Barr virus - EBV)


مضاعفات الذئبة
قد يؤثر الالتهاب الناجم عن مرض الذئبة على اعضاء عديدة في الجسم، بينها:

الكليتان
الجهاز العصبي المركزي
الدم والاوعية الدموية
الرئتان
القلب
التلوث (عدوى)
السرطان
موت انسجة العظام (نخر العظام - Osteonecrosis)
مضاعفات خلال الحمل
تشخيص الذئبة
من الصعب تشخيص مرض الذئبة، لان الاعراض تختلف، كثيرا، من شخص الى اخر. قد تتغير علامات واعراض الذئبة مع مرور الوقت، وفي بعض الاحيان قد تتطابق مع علامات واعراض امراض اخرى. لذلك، يفكر الاطباء في هذا التشخيص فقط عندما تكون العلامات والاعراض اكثر وضوحا.     

وحتى في الحالات التي تكون فيها العلامات والاعراض واضحة، من الصعب تشخيص مرض الذئبة، لان هنالك تغيرات متواترة في درجة خطورة مرض الذئبة، لدى جميع مرضى الذئبة تقريبا. فاحيانا يتفاقم المرض واحيانا اخرى يختفي تماما.

 المعايير التي حددتها "الكلية الامريكية لامراض الروماتيزم" (ACR - American College of Rheumatology) لتشخيص الذئبة:

لقد حررت الكلية الامريكية لامراض الروماتيزم (ACR) قائمة المعايير السريرية والمخبرية التي تساعد الاطباء في تشخيص وتصنيف مرض الذئبة. الاشخاص الذين تتوفر لديهم اربعة معايير من اصل 11 في ان واحد، او تظهر بشكل منفصل الواحد تلو الاخر، يعانون في الغالب من مرض الذئبة. قد يفكر الطبيب في هذا التشخيص حتى لو ظهرت اقل من اربع اعراض عند بعض المرضى.

المعايير التي تم تحديدها هي:

طفح جلدي في الوجه، يسميه الاطباء (Malar rash) وهو طفح على شكل فراشة تغطي جسر الانف وتنتشر الى ما بعد الوجنتين.
طفح جلدي احمر ومتقشر، يسمى "الطفح القـرصي الشكل" (Discoid rash)، يبدو مثل الرقع القشرية على الجلد.
طفح جلدي مرتبط بالشمس، يظهر بعد التعرض لاشعة الشمس.
جروح في الفم، ليست مؤلمة، عادة.
الام وانتفاخ في مفصلين او اكثر.
انتفاخ في الاغشية المحيطة بالقلب والرئتين.
مرض كلوي.
اضطراب عصبي، مثل الاختلاج (Convulsion) او الذهان (Psychosis).
تعداد دم منخفض، مثل: قلة كريات الدم الحمراء، قلة الصفيحات الدموية (Thrombocytopenia) او قلة كريات الدم البيضاء (Leukopenia).
نتائج ايجابية لاختبار ANA، والتي تدل على ان المريض قد يكون مصابا بداء مناعة ذاتية.
نتائج ايجابية في فحوصات دم اخرى قد تدل على وجود داء مناعة ذاتية، كنتائج ايجابية في اختبار الاجسام المضادة لـ- DNA، نتائج ايجابية في اختبار الاجسام المضادة لـ- Sm، نتائج ايجابية في اختبار مضادات التخثر او نتيجة ايجابية خاطئة في اختبار الزهري (Syphilis).
الفحوصات المخبرية:

لتحديد التشخيص، قد يطلب الطبيب اجراء فحوصات الدم والبول التالية:

العد الدموي الشامل (Complete blood count)
سرعة تثفل الكريات الحمر (ESR - Erythrocyte sedimentation rate)
الاداء الوظيفي للكبد والكليتين
فحص بول
اختبار الاجسام المضادة للنواة (ANA - AntinuclearAntibody Test‏)
تصوير الصدر بالاشعة السينية (رنتجن - X - ray)
مخطط كهربية القلب (ECG - Electrocardiogram)
اختبار الزهري
علاج الذئبة
علاج الذئبة يتعلق  بالعلامات والاعراض. ويتطلب اتخاذ القرار بشان الحاجة الى معالجة الاعراض، العلامات وبشان انواع الادوية التي ينبغي وصفها، تقييما دقيقا للافضليات (الحسنات) مقابل المخاطر (المساوئ) من خلال التشاور طبيب الروماتيزم (Rheumatologist). وعندما تتفاقم الاعراض، او تهدا، يستطيع الطبيب والمريض معا اتخاذ قرار باستبدال الادوية او تغيير الجرعة.

ادوية شائعة لمعالجة مرض الذئبة:

هنالك ثلاثة انواع شائعة من الادوية لمعالجة مرض الذئبة، في حال وجود علامات واعراض طفيفة او معتدلة. وتتطلب معالجة الذئبة الحادة ادوية اقوى تاثيرا وفاعلية.

واجمالا، بعد تشخيص الذئبة بشكل اولي يتناقش الطبيب مع المريض حول الادوية التالية:

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية  (Non - steroidal Anti - Inflammatory Drug - NSAIDs / NAIDs)
ادوية مضادة للملاريا
كورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)
معالجة علامات واعراض محددة للذئبة:

يتم تحديد نوع العلاج بحسب العلامات والاعراض. وتشمل هذه المعالجات:

معالجة المفاصل المؤلمة والمنتفخة
معالجة الطفح الجلدي
معالجة التعب
معالجة الانتفاخ حول القلب والرئتين
معالجة الحالات الصعبة والحادة من الذئبة:

حالات الذئبة التي تشكل خطرا على الحياة تشمل تلك التي تؤدي الى مشاكل في الكليتين، التهاب الاوعية الدموية ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي، كنوبات الاختلاج -  فهذه قد توجب علاجا اكثر حدة. وفي مثل هذه الحالات قد يفكر الطبيب والمريض باستخدام:

الكورتيكوستيرويدات بجرعات كبيرة
ادوية كابتة (Suppressive) للجهاز المناعي
ابحاث سريرية:

يجري الباحثون ابحاثا سريرية لتطوير علاجات جديدة للذئبة. وتتيح هذه الابحاث لمرضى الذئبة فرصة تجربة علاجات جديدة، لكنها لا تضمن الشفاء.

من بين العلاجات التي يتم بحثها في الابحاث السريرية:

زرع خلايا جذعية
ديهيدروايبياندروستيرون (DHEA - Dehydroepiandrosterone)
 ريتوكسيماب (Retuximab) (ريتوكسان - Rituxan)
العلاجات البديلة
المرضى الذين لا ينجحون في السيطرة على جميع اعراض مرض الذئبة بواسطة الادوية، او الذين تعبوا وملوا من نوبات مرض الذئبة، قد يبحثون عن حلول في مجال الطب المكمل (Complementary medicine) او الطب البديل (Alternative medicine). ويلاحظ في الاونة الاخيرة ان الاطباء التقليديين بداوا يبدون قدرا اكبر من الانفتاح في مناقشة هذه الامكانيات مع مرضاهم.

ولكن، بما ان جزء صغير فقط من طرق العلاج هذه قد تم بحثها من خلال التجارب السريرية، فمن الصعب تقدير مدى نجاعتها في معالجة مرض الذئبة، اضافة الى ان المخاطر المحتملة لهذه العلاجات في قسم من الحالات لا تزال غير واضحة.

وفي كل الاحوال، يوصى المرضى المعنيون بتجربة العلاجات المكملة او البديلة، باستشارة الطبيب المعالج اولا. فقد يساعد الطبيب في فحص الحسنات مقابل المخاطر، وتحديد ما اذا كان العلاج البديل (او التكميلي) يمكن ان يعيق فعالية الادوية التي يتناولها المريض.

العلاجات المكملة والبديلة الشائعة في معالجة مرض الذئبة تشمل:

زيت السمك: زيت السمك، كمضاف غذائي (Food additive)، يحتوي على الاحماض الدهنية من نوع اوميغا 3، التي قد تفيد المصابين بمرض الذئبة
بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على الحمض الدهني من نوع الفا - لينولينيك، التي قد تخفض من حدة الالتهاب في الجسم

الذئبة الحمراء الجهازية / تعريفها / أسبابها / أعراضها /تشخيصها/علاجها / مضاعفاتها


الذئبة الحمراء الجهازية / تعريفها / أسبابها / أعراضها /تشخيصها/علاجها / مضاعفاتها

 
تعريف /
هو مرض مزمن يصيب عدة أجهزة في جسم الإنسان والسبب الرئيسي ما زال مجهولاً ، إلا أن الأبحاث الحديثة أثبت وجود خلل في الجهاز المناعي الذاتي يتسبب في إظهار وعلامات هذا المرض .

ملاحظة/
اكتشف العلماء أحد أنواع الذئبة الحمراء والتي يصيب الجلد فقط.

مسببات وعوامل المرض / 
السبب الرئيس ما زال مجهولاً ، ولكن هناك عوامل أخرى وتشمل الوراثة والحمل والتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة والاشعاع أما عن العمر فالأشخاص الذين في سن الثلاثين فما فوق ويعتبر النوع مميزاً لهذا المرض فالإناث أكثر عرضة للمرض مقارنة بالذكور بنسبة 1:9 حسب آخر الأبحاث في الولايات المتحدة .

الأعراض والعلامات / 
غالباً ما تتميز أمراض المناعة الذاتية بنشاط المرض وظهور أعراضه الحادة ثم خمودها ، وقد أشرت في مقالات سابقة أن المرض المناعي الذاتي ناتج عن خلل مجهول السبب متمثلاً بمعركة تدور بين خلايا جسم الانسان المناعية والخلايا الطبيعية حيث تعتبر الخلايا المناعية خلايا الجسم الطبيعية أنها أجسام غريبة مما يدعو لاستخدام مضادات الالتهات ومثبطات المناعة ( الكورتيزون) للتقليل من الالتهابات والأعراض والعلامات الناشئة عن المرض ، لاحظ أني قد ذكرت أنه يصيب عدة أجهزة في جسم الإنسان وبذلك تزيد الأعراض والعلامات وتختلف باختلاف الأجهزة المصابة على النحو التالي :-

1. الجهاز العضلي الهيكلي :
آلام المفاصل والعضلات.
التهاب المفاصل وترومها وارتفاع درجة حرارتها .
يزداد الألم عند الحركة والإجهاد .
معظم أعراض الروماتويد (راجع مقال الروماتويد).

2. الجلد :
أكثر العلامات هي احمرار الوجه على شكل فراشة.
ظهور بثور حمراء على الوجه.
يزداد الاحمرار عند التعرض للشمس.
الذئبة الحمراء الجلدية تتميز باحمرار الجلد وزيادة سماكته عند التعرض للشمس ،والتعرق وسيل اللعاب.

3. القلب والأوعية الدموية :
التهاب عضلة القلب
التهاب التجويف الذي يوجد فيه القلب وزيادة افراز السوائل فيه.
قد يصاب المصاب بتصلب الشرايين واحتقان الأوردة والغرغرينا.
قد تظهر علامات الفشل الكلوي .

4. الرئتين والشعب الهوائية:
التهاب التجويف الذي توجد فيه الرئين وزيادة افراز السوائل فيها.
صعوبة وضيق التنفس.

5. الجهاز الليمفاوي "المناعي ":
تورم الغدد الليمفاويه ( في منطقة العنق غالباً).
تضخم الطحال أحياناً.

6. الجهاز البولي :
التهاب المجاري البوليه.
الالام الخاصرة نتيجة لالتهاب الكليه و محتوياتها .

7. الجهاز العصبي :
تغير في الاحساس ،و اضطراب الحركه .
الصداع ( ألم الرأس ) .


التشخيص /
يتم تشخيص الذئبة الحمراء الحمراء من خلال التاريخ الطبي و السجل الطبي ، و كذلك الأعراض و العلامات ، بالاضافة للفحص السريري و باقي التحاليل الاخرى و تشمل:
تحاليل الدم " CBC , Renal Function TEST ,ANA TEST,C-RP TEST , R. Factor TEST"
تخطيط كهربيه القلب ECG و الايكو .
الأشعه السينية ، و المقطعيه للصدر و البطن .
أخذ خزعات من العقد الليمفاوية المتورمه.
أخذ عنيات من السوائل المتجمعه حول القلب و الرئتين و تحليلها .

العلاج/ 
يعتمد العلاج على مضادات الإلتهاب و مثبطات المناعه و مسكنات الألم و تشمل :
Alkalyting Agents
NSAIDs
Purine Analogs
Anti-Malaria Drugs
Corticosteroids as Solu-Medrol
و لا ننسى ضرورة الدعم النفسي و الروحي للمريض .

المضاعفات/
تضخم عضلة القلب .
الفشل الكلوي .
ضعف عضلات التنفس.
البدانه ومضاعفاتها .
هشاشه العظام .
فقر الدم و نقص الصفائح الدمويه .
اضطرابات الجهاز العصبي .
مضاعفات الادوية .
المشاكل النفسيه ، و الاكتئاب و العزله .
و اخيراً اتمنى لكم دوام الصحة و العافيه ان شاء الله الشافي ، الذي نسأله دائماً ان يشفى سائر مرضى المسلمين و العالم بأسره ، إنه و لي ذلك و القادر عليه .

بقلم الحكيم/ أدهم أحمد.
.

ملاحظة/
اكتشف العلماء أحد أنواع الذئبة الحمراء والتي يصيب الجلد فقط.

مسببات وعوامل المرض / 
السبب الرئيس ما زال مجهولاً ، ولكن هناك عوامل أخرى وتشمل الوراثة والحمل والتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة والاشعاع أما عن العمر فالأشخاص الذين في سن الثلاثين فما فوق ويعتبر النوع مميزاً لهذا المرض فالإناث أكثر عرضة للمرض مقارنة بالذكور بنسبة 1:9 حسب آخر الأبحاث في الولايات المتحدة .

الأعراض والعلامات / 
غالباً ما تتميز أمراض المناعة الذاتية بنشاط المرض وظهور أعراضه الحادة ثم خمودها ، وقد أشرت في مقالات سابقة أن المرض المناعي الذاتي ناتج عن خلل مجهول السبب متمثلاً بمعركة تدور بين خلايا جسم الانسان المناعية والخلايا الطبيعية حيث تعتبر الخلايا المناعية خلايا الجسم الطبيعية أنها أجسام غريبة مما يدعو لاستخدام مضادات الالتهات ومثبطات المناعة ( الكورتيزون) للتقليل من الالتهابات والأعراض والعلامات الناشئة عن المرض ، لاحظ أني قد ذكرت أنه يصيب عدة أجهزة في جسم الإنسان وبذلك تزيد الأعراض والعلامات وتختلف باختلاف الأجهزة المصابة على النحو التالي :-

1. الجهاز العضلي الهيكلي :
آلام المفاصل والعضلات.
التهاب المفاصل وترومها وارتفاع درجة حرارتها .
يزداد الألم عند الحركة والإجهاد .
معظم أعراض الروماتويد (راجع مقال الروماتويد).

2. الجلد :
أكثر العلامات هي احمرار الوجه على شكل فراشة.
ظهور بثور حمراء على الوجه.
يزداد الاحمرار عند التعرض للشمس.
الذئبة الحمراء الجلدية تتميز باحمرار الجلد وزيادة سماكته عند التعرض للشمس ،والتعرق وسيل اللعاب.

3. القلب والأوعية الدموية :
التهاب عضلة القلب
التهاب التجويف الذي يوجد فيه القلب وزيادة افراز السوائل فيه.
قد يصاب المصاب بتصلب الشرايين واحتقان الأوردة والغرغرينا.
قد تظهر علامات الفشل الكلوي .

4. الرئتين والشعب الهوائية:
التهاب التجويف الذي توجد فيه الرئين وزيادة افراز السوائل فيها.
صعوبة وضيق التنفس.

5. الجهاز الليمفاوي "المناعي ":
تورم الغدد الليمفاويه ( في منطقة العنق غالباً).
تضخم الطحال أحياناً.

6. الجهاز البولي :
التهاب المجاري البوليه.
الالام الخاصرة نتيجة لالتهاب الكليه و محتوياتها .

7. الجهاز العصبي :
تغير في الاحساس ،و اضطراب الحركه .
الصداع ( ألم الرأس ) .


التشخيص /
يتم تشخيص الذئبة الحمراء الحمراء من خلال التاريخ الطبي و السجل الطبي ، و كذلك الأعراض و العلامات ، بالاضافة للفحص السريري و باقي التحاليل الاخرى و تشمل:
تحاليل الدم " CBC , Renal Function TEST ,ANA TEST,C-RP TEST , R. Factor TEST"
تخطيط كهربيه القلب ECG و الايكو .
الأشعه السينية ، و المقطعيه للصدر و البطن .
أخذ خزعات من العقد الليمفاوية المتورمه.
أخذ عنيات من السوائل المتجمعه حول القلب و الرئتين و تحليلها .

العلاج/ 
يعتمد العلاج على مضادات الإلتهاب و مثبطات المناعه و مسكنات الألم و تشمل :
Alkalyting Agents
NSAIDs
Purine Analogs
Anti-Malaria Drugs
Corticosteroids as Solu-Medrol
و لا ننسى ضرورة الدعم النفسي و الروحي للمريض .

المضاعفات/
تضخم عضلة القلب .
الفشل الكلوي .
ضعف عضلات التنفس.
البدانه ومضاعفاتها .
هشاشه العظام .
فقر الدم و نقص الصفائح الدمويه .
اضطرابات الجهاز العصبي .
مضاعفات الادوية .
المشاكل النفسيه ، و الاكتئاب و العزله .

الذئبة الحمراء



الذئبة الحمراء

ما هو مرض الذئبة الحمراء؟
هو مرض من أمراض الجهاز المناعى المزمنة والتى تصيب أعضاء كثيرة من الجسم وأشهرها: الجلد، المفاصل، الدم،
والكلى. والذئبة الحمراء مرض مزمن يستمر لفترة طويلة. وتعنى كلمة مرض من أمراض الجهاز المناعى أن هذا المرض يحدث نتيجة خلل فى الجهاز المناعى للجسم تجعله بدلاً من حماية الجسم من البكتريا والفيروسات فإن الجسم يهاجم نفسه. ويرجع اسم الذئبة الحمراء إلى أوائل القرن العشرين. وكلمة الذئبة مشتقة من اللغة اللاتينية وهى تصف الطفح الجلدى على وجه المريض, والذى يذكر الطبيب بالعلامات البيضاء الموجودة على وجه الذئب، وكلمة الحمراء مشتقة أيضاً من اللغة اللاتينية وهى تصف لون الطفح الجلدى.

ما مدى شيوع هذا المرض؟
الذئبة الحمراء مرض نادر يصيب خمسة فى كل مليون طفل سنوياً، وبداية ظهور أعراض المرض نادراً ما تكون قبل سن الخامسة وغير شائعة قبل البلوغ. وتعتبر السيدات فى سن الخصوبة (من 15 إلى 45 سنة) هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتكون الإصابة بين السيدات إلى الرجال 1:9 ولكن فى الأطفال وقبل سن البلوغ تكون نسبة المرض فى الذكور أكثر من الإناث. وتكثر الإصابة بالمرض فى أطفال إفريقيا، أمريكا, آسيا.

ما هى أسباب المرض؟
لا يزال سبب الذئبة الحمراء غير معروف ولكن المعروف، وكما ذكر سابقاً، أنه مرض من أمراض اضطراب الجهاز المناعى حيث يفقد الجهاز المناعى قدرته على التفرقة بين الأجسام الغريبة وأنسجة الجسم نفسه فيقع الجهاز المناعى فى خطأ وينتج أجسام مضادة تهاجم خلايا الجسم نفسه وتقضى عليها على أنها أجسام غريبة. ونتيجة هذا الخطأ يكون حدوث التهاب فى أعضاء كثيرة من الجسم كالمفاصل والكلى والجلد. وكلمة التهاب تعنى أن المنطقة المصابة تكون دافئة، حمراء، منتفخة ومؤلمة, واستمرار الالتهاب فى هذه الأعضاء يؤدى إلى تلفها وفقدانها وظائفها الطبيعية ولذلك يهدف علاج المرض إلى تقليل الالتهاب.
ويعتقد أن تفاعل بعض العوامل الوراثية مع بعض العوامل البيئية هو المسبب لهذا الاضطراب فى الجهاز المناعى. ويعتبر اضطراب الهرمونات عند البلوغ أو التعرض لأشعة الشمس أو الإصابة ببعض الفيروسات أو تناول بعض الأدوية من أشهر العوامل التى تؤدى إلى الإصابة بالمرض.

هل هو مرض وراثى؟ هل يمكن منعه؟
لا يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض الوراثية إذ أنه لا ينتقل من الآباء إلى الأبناء إلا أنه من الممكن وراثة بعض الجينات التى تجعل الأبناء أكثر احتمالية للإصابة بالمرض. وقد أظهرت الدراسات أنه من الممكن أن يجد طفل الذئبة الحمراء أن فرداً آخراً من أسرته مصاب بالمرض ولكن من النادر أن تجد طفلين مصابين فى عائلة واحدة.

لماذا أصيب ابنى بالمرض؟ هل من الممكن منعه؟
نظراً لأن سبب المرض لا يزال غير معروف وأغلب الظن أن المرض يحدث نتيجة تفاعل بين بعض العوامل الوراثية والبيئية، لذا فإنه ينصح دائماً بالابتعاد عن بعض الأشياء والتى يمكن أن تلعب دوراً فى حدوث المرض مثل التعرض لأشعة الشمس بدون كريم واقى، الإصابة ببعض الفيروسات، الشد العصبى، الهرمونات وبعض الأدوية.

هل هو مرض معدى؟
لا، فهو لا ينتقل من شخص لآخر عند طريق العدوى.

ما هى أعراض المرض؟
تبدأ أعرض المرض فى الظهور تدريجياً خلال فترة تتراوح ما بين الأسابيع إلى الشهور وفى بعض الأحيان السنوات، ولعل الشعور بالإجهاد هو من أوائل أعراض المرض كما قد يحدث ارتفاع فى درجة الحرارة وانخفاض الوزن وفقدان الشهية فى نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض.
ومع مضى الوقت تبدأ الأعراض المميزة للمرض وتكون نتيجة إصابة أعضاء متعددة من الجسم مثل الجلد والذى يكون فى صورة طفح جلدى، حساسية للشمس، وقرح فى الفم والأنف، وقد يأخذ الطفح الجلدى على الوجه شكل الفراشة والذى يظهر عبر الأنف والخدين ويحدث ذلك فى نصف الأطفال المصابين بالمرض. كذلك قد يسقط الشعر فى بعض الأحيان ويتغير لون الأصابع من الأحمر إلى الأبيض ثم الأزرق عند التعرض للبرد ومن الممكن أيضاً أن يحدث تيبس أو تورم بالمفاصل، ألم فى العضلات، أنيميا، صداع، تشنجات أو ألم فى الصدر. كذلك قد تتأثر الكلى فى بعض الأطفال ويظهر ذلك فى صورة ارتفاع فى ضغط الدم، ظهور دم أو بروتين فى البول أو حدوث تورم فى القدمين والجفون.

هل يتشابه المرض عند كل الأطفال؟
تختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء من شخص لآخر وبالتالى فلا يتشابه المرض عند الأطفال المصابين ولكن تظهر الأعراض السابق ذكرها على فترات مختلفة من حدوث المرض سواءً عند بداية ظهور الأعراض أو بعد فترة من بداية المرض.

هل المرض فى الأطفال يختلف عن الكبار
؟بوجه عام لا يختلف المرض بين الأطفال والكبار ولكن بينما قد يتغير المرض سريعاً فى الأطفال، يكون المرض أكثر شدة عند البالغين.

كيف تشخص المرض؟
يعتمد تشخيص المرض على اجتماع ظهور الأعراض مع نتائج الاختبارات وبعد استبعاد الأمراض الأخرى; وللمساعدة فى التفرقة بين مرض الذئبة الحمراء والأمراض الأخرى وضع أطباء الكلية الأمريكية للروماتيزم لائحة مكونة من 11 عرض والتى تمثل أكثر الأعراض شيوعاً فى مرض الذئبة ولتشخيص المرض يجب ظهور 4 أعراض من بين هؤلاء الأحد عشر عرضاً فى أى وقت منذ حدوث المرض ويكون الطبيب المتمرس قادراً على تشخيص المرض وتشمل اللائحة الأعراض التالية:
1- الطفح الجلدى: يظهر الطفح الجلدى على شكل الفراشة ويكون لونه أحمراً ويظهر على الخدين وحاجز الأنف.
2- الحساسية من ضوء الشمس: وتحدث نتيجة تفاعل الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس بينما لا تتأثر الأجزاء المغطاة بالملابس بأشعة الشمس.
3- التهاب الذئبة الحمراء الجلدى الدائرى: ويظهر على شكل طفح جلدى دائرى مرتفع عن ما حوله من جلد ومغطى بالقشور ويظهر فى الوجه أو فروة الرأس، الأذن، القفص الصدرى أو الزراعين ويكون أكثر شيوعاً فى الأطفال الداكنى البشرة.
4- قرح الأغشية المخاطية: وهى قرح صغيرة تظهر فى الفم والأنف وتكون غير مؤلمة وقد تؤدى قرح الأنف إلى حدوث فصام أو نزيف من الأنف.
5- التهاب المفاصل: يعانى معظم الأطفال المصابين بالمرض من آلام بالمفاصل والتى قد تتورم أيضاً ولعل أشهر المفاصل تعرضاً للالتهاب هى مفاصل اليد، الرسغ، الكوع، الركبة. ومن الممكن أن تنتقل الآلام من مفصل إلى آخر. كذلك فقد تحدث الالتهابات فى نفس المفاصل فى الناحيتين من الجسم إلا أنه فى أغلب الأحوال لا يؤدى التهاب المفاصل فى مرض الذئبة الحمراء إلى حدوث تشوهات مزمنة.
6- التهاب الغشاء البللورى للرئة/القلب: قد يحدث التهاب فى الأغشية المحيطة بالقلب والرئة مما يؤدى إلى حدوث آلام بالصدر خاصة مع التنفس وقد يتجمع بعض السائل حول القلب أو الرئة.
7- الكلى: تتأثر الكلى فى معظم الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء وتتراوح الإصابة ما بين البسيطة والخطيرة. والبداية غالباً ما تكون بدون أعراض ويتم الكشف عنها بعمل تحليل للبول أو تحليل للدم لقياس وظائف الكلى وقد تتطور الإصابة فيظهر دم فى البول وتتورم القدمين والوجه.
8- الجهاز العصبى: لعل الصداع هو أشهر أعراض تأثر الجهاز العصبى فى مرض الذئبة الحمراء إلا أنه قد تحدث بعض التشنجات أو بعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب وتغير السلوك.
9- اضطراب خلايا الدم: فى مرض الذئبة الحمراء تتكون أجسام مضادة تهاجم خلايا الدم وحيث أن خلايا الدم الحمراء هى التى تنقل الأكسجين من الرئة إلى باقى أجزاء الجسم يؤدى ذلك إلى تكسير كرات الدم الحمراء وحدوث نوع من أنواع الأنيميا وإذا كان التكسير سريعاً فقد يؤدى ذلك إلى حالة حرجة وخطيرة. أما تكسير كرات الدم البيضاء فغالباً لا يكون خطيراً فى مرض الذئبة الحمراء أما تكسير الصفائح الدموية فينتج عنه حدوث كدمات ونزيف فى أجزاء مختلفة من الجسم سواء تحت الجلد أو فى الجهاز الهضمى، البولى، الرحم، أو المخ.
10- الاضطرابات المناعية: المقصود بها الأجسام المضادة الموجودة فى الدم والتى تشير إلى وجود مرض الذئبة الحمراء وتشمل:
أ- مضادات الأحماض النووية (مضاد د ن أ/ DNA-Anti): وهى أجسام مضادة للمادة الوراثية فى الخلية ويمكن تكرار قياس كمية هذه الأجسام المضادة أثناء المرض لأن كميتها تزيد مع مم زيادة نشاط المرض، ولذلك هى تعطى دلالة للطبيب عن نشاط المرض.
ب- مضادة س م (Sm-Anti): تحمل هذه الأجسام المضادة اسم أول مريض اكتشف وجودها عنده (سميث) وظهورها يؤكد تشخيص الذئبة الحمراء.
ج- مضادات الدهون الفسفورية (antibodies phospholipidAnti): ملحق (1) .
د- مضاد أ ن أ (ANA): وهى أجسام مضادة ضد نواة الخلية وتظهر فى كل مرضى الذئبة الحمراء تقريباً ولكن وجودها وحده ليس بدليل قاطع على مرض الذئبة الحمراء إذ أنه من الممكن تواجدها فى أمراض أخرى كما تتواجد فى 5% من الأطفال الأصحاء.

ما هى أهمية هذه الاختبارات؟
تساعد الاختبارات المعملية على تشخيص مرض الذئبة الحمراء وتحديد مدى إصابة أعضاء الجسم فاختبارات البول والدم الدورية تساعد على تقييم نشاط وشدة المرض، كما تحدد مدى استجابة جسم المريض للأدوية المستخدمة وبيان أية أعراض جانبية قد تظهر خلال فترة العلاج.

ويمكن تقسيم الاختبارات المعملية التى يتم عملها لمريض الذئبة الحمراء إلى الآتى:
1- التحاليل الروتينية:
مثل سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء ومعامل البروتين المتفاعل-س وكلاهما يزيد مع الالتهاب. وقد يتراوح مستوى البروتين المتفاعل-س ما بين الطبيعى إلى ارتفاع كبير خاصة عند حدوث بعض الالتهابات البكتيرية.
كذلك من المهم عمل صورة كاملة للدم لبيان وجود فقر دم (أنيميا) وعدد صفائح الدم وكرات الدم البيضاء. كذلك قد يظهر فصل بروتينات الدم زيادة فى شق الجاما جلوبيولين الدال على حدوث التهاب أو نقصان فى الزلال إشارة إلى إصابة الكلى.
كذلك من الهام عمل الفحوصات الكيميائية التى توضح مدى تأثر بعض الأعضاء خاصة الكلى (زيادة فى مستوى اليوريا والكرياتينين بالدم)، أو الكبد (ارتفاع فى منسوب إنزيمات الكبد)، أو العضلات (ارتفاع إنزيمات العضلات). كذلك تساعد تحاليل البول فى تشخيص مرض الذئبة الحمراء ومتابعة المريض لتقييم مدى إصابة الكلى. ومن الأفضل عمل هذه التحاليل فى مواعيد منتظمة حتى لو كان المرض غير نشط فظهور كميات كبيرة من الزلال فى البول أو كرات دم حمراء قد يشير إلى درجة إصابة الكلى، وفى بعض الأحيان قد يطلب من الطفل المصاب تجميع البول لمدة 24 ساعة كى يتمكن الطبيب المعالج من تقييم شدة إصابة الكلى.

2- الاختبارات المناعية:
- الأجسام المضادة للنواة (أ ن أ).
- مضاد الأحماض النووية (د ن أ).
- مضاد س م.
- مضاد الدهون الفوسفورى.
- الاختبارات المعملية لقياس المكمل الثالث والرابع وهذه هى بروتينات موجودة طبيعياً فى الدم ووظيفتها هى المساعدة فى تدمير البكتيريا وتنظيم رد فعل الجهاز المناعى فى حالة حدوث التهاب، لذلك عندما تكون نسبة هذه المكملات قليلة فى الدم يكون ذلك إشارة إلى نشاط المرض وخاصة إصابة الكلى.
كما أن هناك بعض الفحوصات الأخرى والتى تساعد على تقييم مدى تأثير مرض الذئبة الحمراء على أعضاء الجسم المختلفة مثل أخذ عينة من الكلى وهو اختبار هام لأنه يعطى معلومات عن نوع ودرجة إصابة الكلى مما يساعد على اختيار العلاج المناسب. كذلك قد يساعد أخذ عينة من الجلد على تشخيص التهاب الأوعية الدموية فى الجلد وطبيعة أنواع الطفح الجلدى. كذلك قد يحتاج الطبيب المعالج إلى عمل أشعة عادية على الصدر للكشف عن القلب والرئة، رسم قلب، عمل وظائف التنفس لتقييم مدى كفاءة الرئتين، رسم مخ، رنين مغناطيسى للمخ وأخذ عينات من الأنسجة المختلفة.

هل يمكن علاج مرض الذئبة الحمراء وشفائها؟
حتى الآن لا يوجد علاج ناجع وجذرى للمرض ولكن يهدف العلاج إلى منع المضادات وعلاج أعراض ومضاعفات المرض. وعندما يتم تشخيص مرض الذئبة الحمراء يكون المرض غالباً فى أشد مراحل نشاطه، وفى هذه المرحلة يحتاج الطبيب إلى استخدام كمية كبيرة من الأدوية للسيطرة على المرض ومنع تلف الأعضاء، وفى معظم الأطفال يكون العلاج ناجحاً وتتم السيطرة على المرض الذى يبدأ نشاطه فى التراجع ويتم سحب الأدوية تدريجياً حتى يحتاج المريض إلى جرعات قليلة أو قد يتم الاستغناء عن العلاج تماماً.

ما هو العلاج؟
معظم أعراض الذئبة تحدث نتيجة للالتهاب ولذلك يكون هدف العلاج هو تقليل هذه الالتهابات وبصفة عامة هناك 4 مجموعات من الأدوية هى الأكثر استخداماً فى علاج الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء وهى:

1- مضادات الالتهاب غير الكورتيزون: تستخدم هذه الأدوية للسيطرة على آلام المفاصل وينصح باستخدامها لفترات ليست بالطويلة ويتم تقليل الجرعة مع بدء تحسن التهاب المفاصل. وتشمل هذه العائلة مجموعة كبيرة من الأدوية منها الأسبرين (إلا أن استخدامه قل كثيراً فى الآونة الأخيرة كمضاد للالتهاب) ولكنه يستخدم فى حالة ارتفاع نسبة مضادات الدهون الفوسفورية لمنع تجلط الدم.

2- الأدوية المضادة للملاريا: مثل الهيدروكسى كلوروكين وهذا العقار مفيد جداً فى علاج أنواع الطفح الجلدى الذى يظهر فى مرض الذئبة الحمراء ويبدأ التأثير الإيجابى للدواء بعد فترة قد تستغرق عدة شهور إلا أنه يجب التأكيد هنا على أنه لا يوجد علاقة بين الذئبة الحمراء والملاريا.

3- الكورتيزون: مثل البريدنيزون والبريدنيزولون وهذا العقار هو العلاج الأساسى للذئبة الحمراء خاصة فى المرحلة الأولى من المرض لتقليل الالتهاب والحد من نشاط الجهاز المناعى وتتراوح فترة استخدام هذا العقار ما بين الأسابيع والشهور وفى أغلب الأحوال قد يحتاج الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء إلى العلاج بهذا الدواء لسنوات عديدة. وتعتمد الجرعة الأولى وعدد تكرارها اليومى على شدة المرض والأعضاء المصابة وقد يحتاج بعض المرضى جرعات كبيرة من الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو الحقن فى الوريد وذلك فى حالات إصابة الجهاز العصبى أو الكلى، كذلك فى حالات الأنيميا الناتجة عن تكسير كرات الدم الحمراء. ويشعر الطفل بتحسن كبير فى خلال أيام من بداية العلاج بالكورتيزون ويتم تقليل جرعة العقار تدريجياً بعد السيطرة على المرض حيث تقلل جرعة الكورتيزون مع تكرار التحاليل للتأكد من السيطرة على نشاط المرض حتى يصل الطفل إلى أقل جرعة ممكنة وفعالة فى نفس الوقت فى السيطرة على المرض.
كما يجب التنبيه هنا إلى توعية الأطفال المصابين بالمرض وذويهم بكيفية عمل الكورتيزون وكيف أن تقليل الجرعة أو وقفها دون استشارة الطبيب من الممكن أن تؤدى إلى خطورة بالغة حيث يفرز هرمون الكورتيزون بصورة طبيعية فى جسم الإنسان عن طريق الغدد جار الكلوية وعندما يأخذ المريض عقار الكورتيزون يتوقف افراز هرمون الكورتيزون من الغدة الجار كلوية التى تصاب بالكسل لذلك فإنه عندما يؤخذ الكورتيزون من مصدر خارجى لفترة ثم يتم إيقافه فجأة يكون المريض غير قادر على إنتاج الكمية الكافية لجسمه فى هذا الوقت وتكون النتيجة تعرض حياة المريض للخطر بسبب نقص الكورتيزون.

4- الأدوية المثبطة للجهاز المناعى: مثل عقار الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفاميد وهما يعملان بطريقة مختلفة عن الكورتيزون إذ أنهما قادران على تثبيط الجهاز المناعى وتقليل نشاطه. وتستخدم هذه العقارات حينما يكون الكورتيزون وحده غير قادر على إيقاف نشاط المرض أو عندما يسبب الكورتيزون أعراضاً جانبية خطيرة. ويعتقد أن استخدام مثل هذه الأدوية بالإضافة إلى الكورتيزون يعطى نتيجة أفضل من استخدام الكورتيزون وحده. ولكن يجب الإشارة إلى أن هذه الأدوية المثبطة للمناعة لا تحل محل الكورتيزون كما لا يستخدم عقارى الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفامين معا.ً ويمكن أخذ العقارين فى صورة أقراص ولكن فى حالات الإصابة الشديدة للكلى أو فى حالة حدوث بعض الأعراض الخطيرة قد يعطى عقار السيكلوفوسفاميد فى صورة حقن وريدى وهو فى هذه الحالة يعطى بجرعات كبيرة قد تصل إلى 10-15 مرة أكبر من الجرعة اليومية عن طريق الفم.

5- العلاج البيولوجى: وهى أدوية تمنع تصنيع الأجسام المضادة; واستعمالها فى الذئبة لا يزال تحت الاختبار والأبحاث. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأبحاث فى مجال الأمراض المناعية وبالذات فى مرض الذئبة الحمراء مكثفة وتهدف إلى معرفة كيفية حدوث الالتهاب وماهية خلل الجهاز المناعى وذلك من أجل توجيه العلاج إلى نقطة محددة بدلاً من إثباط كل الجهاز المناعى، وتفتح مثل هذه الأبحاث مستقبلاً مشرقاً لمرض الذئبة الحمراء.

ما هى الأعراض الجانبية للأدوية؟
تمتاز الأدوية المستخدمة فى علاج مرض الذئبة الحمراء بأنها فعالة جداً إلا أنها أيضاً لها أعراض جانبية كثيرة.
فمضادات الالتهاب غير الكورتيزون قد تؤثر على الجدار الداخلى للمعدة، لذا ينصح بأخذها بعد الأكل. كذلك قد تسبب هذه الأدوية تغيرات فى وظائف الكبد والكلى.
أما الأدوية المضادة للملاريا فقد تؤدى إلى تغيرات فى شبكية العين، ولذلك ينصح المريض بعمل فحص دورى للعين عند أخصائى العيون. بينما يؤدى استخدام عقار الكورتيزون إلى أعراض جانبية كثيرة سواء على المدى القريب أو البعيد وتزيد هذه الأعراض مع زيادة الجرعة والاستخدام لفترات طويلة، وهذه الأعراض تشمل: تغيرات فى هيئة الجسم (زيادة فى الوزن، انتفاخ فى الوجه، كثافة فى نمو الشعر فى الجسم، تغيرات فى الجلد مثل حب الشباب وظهور كدمات) ومن الممكن السيطرة على زيادة الوزن عن طريق تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة. كذلك يجعل عقار الكورتيزون الشخص عرضه للإصابة بالميكروبات خاصة السل والجديرى. ولذا فإذا تعرض الطفل الذى يأخذ الكورتيزون إلى فيروس الجديرى وجب عليه أن يتوجه للطبيب سريعاً لأخذ الأجسام المضادة لحمايته من هذا المرض. كذلك قد يسبب عقار الكورتيزون مشاكل فى المعدة مثل عسر الهضم وحرقان فى فم المعدة وهذه المشاكل تحتاج إلى أدوية مضادة للحموضة أو للقرحة المعدية. كذلك قد يسبب الكورتيزون ارتفاعاً فى ضغط الدم، وضعفاً فى العضلات حيث من الممكن أن يجد الطفل صعوبة فى صعود السلم أو القيام من الكرسى، وقد يلاحظ الأبوين تغيرات فى الحالة المزاجية للطفل أو اكتئاب نفسى، وقد تحدث اضطرابات فى نسبة الجلوكوز فى الدم خاصة إذا كان هناك عوامل وراثية تساعد فى الإصابة بمرض السكر، وقد يؤدى استخدام الكورتيزون أيضاً إلى حدوث مشاكل فى العين مثل المياه البيضاء أو الزرقاء، هشاشة العظام (وهذه من الممكن السيطرة عليها ومقاومتها عن طريق ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د)، ضعف النمو.
ومن المهم أن نشير إلى أن الأعراض الجانبية للكورتيزون تذهب مع تقليل الجرعة أو وقف الدواء.
الأدوية المثبطة للجهاز المناعى لها أيضاً أعراض جانبية خطيرة ويجب أن يكون الطفل تحت إشراف الطبيب بصورة دورية منتظمة.

كم من الزمن يستغرق العلاج؟
يظل العلاج طيلة وجود المرض وبوجه عام وجد أن الأطفال المصابين بالذئبة الحمراء
يستغنون عن الكورتيزون بصعوبة بالغة خاصة فى السنوات الأولى لتشخيص المرض. وقد وجد أن كمية ضئيلة من الكورتيزون لفترة طويلة تكون ناجحة فى السيطرة على المرض وتمنع نشاطه، لذلك وجد أنه من الأفضل لمرضى كثيرين الاستمرار على جرعة ضئيلة من الكورتيزون بدلاً من التعرض لنشاط المرض.

ماذا عن الطب الشعبى / العلاج غير التقليدى؟
لا توجد علاجات سحرية لمرضى الذئبة الحمراء وقد يسمع المريض عن علاجات غير تقليدية عديدة إلا أنه يجب التفكير بمعية فى مثل هذه النصائح الغير طبية وتبعتها. وإذا رغب المريض فى تجربة أية علاجات غير تقليدية وجب عليه أولاً استشارة الطبيب ومعظم الأطباء لن يعارضوا محاولة تجربة أشياء غير مضرة بشرطة اتباع النصائح المرضية. وتكمن المشكلة عندما تقتضى مثل هذه العلاجات غير التقليدية توقف المريض عن أخذ الأدوية الطبية الأخرى، وعندما نحتاج دواء مثل الكورتيزون للسيطرة على المرض يكون من الخطورة إيقافه خاصة إذا كان المرض لا يزال نشطاً.

ما هى المتابعة المطلوبة؟
يتطلب العلاج زيارات منتظمة للطبيب وذلك مهم جداً إذ أن معظم مشاكل الذئبة من الممكن تفاديها أو علاجها بسهولة إذا اكتشفت مبكراً.. كما يجب عمل المتابعة الدورية لقياس ضغط الدم، تحليل البول، عمل صورة دم كاملة، قياس نسبة السكر فى الدم، قياس عوامل التجلط والكشف عن منسوب المكمل فى الدم وكذلك الأجسام المضادة للأحماض النووية. وتكون اختبارات الدم الدورية هامة جداً أيضاً عندما يبدأ المريض أخذ العقاقير المثبطة للجهاز المناعى، إذ يجب التأكد من أن الخلايا المصنعة لكريات الدم (وهى خلايا موجودة فى النخاع العظمى) لا تزال تعمل فى معدلاتها الطبيعية ولم تقل بصورة كبيرة ومن الأفضل أن يوجد طبيب متخصص فى الأمراض الروماتيزمية فى الأطفال يكون المسئول عن متابعة الطفل مع اتخاذ آراء التخصصات الأخرى مثل طبيب الأمراض الجلدية، أمراض الدم، الكلى إذا لزم الأمر. كذلك يمكن الاستعانة بالأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وأخصائيى الأغذية.

إلى أى وقت يستمر المرض؟
تستمر الذئبة الحمراء لسنوات طويلة تمر خلالها بفترات من النشاط والتراجع ومن الصعب التكهن بالطريق الذى سيسلكه المرض حيث أنه من الممكن أن ينشط المرض أى وقت وبدون أية مسببات ملحوظة كما أنه قد يحدث تراجع تلقائى لنشاط المرض ولذلك يصعب الإجابة عن ماهية الفترة التى سيستمر فيها نشاط المرض أو كمونه.

ما هى تطورات المرض على المدى الطويل؟
تتحسن الذئبة الحمراء سريعاً مع أول استعمال للكورتيزون والأدوية المثبطة للجهاز المناعى ومعظم المرضى يتحسنون بدرجة كبيرة إلا قلة قليلة قد يكون المرض عندها شديداً ليستمر نشاطه حتى فترة البلوغ وتعتمد النتائج الإيجابية للعلاج على شدة إصابة الأعضاء الداخلية مثل الكلى والجهاز العصبى والتى تحتاج إلى علاج مكثف، وعلى النقيض فمن الممكن السيطرة على الطفح الجلدى والتهاب المفاصل بجرعات قليلة من الأدوية.

هل من الممكن الشفاء التام من المرض؟
إذا تم تشخيص المرض فى مراحله الأولى وأعطى المريض العلاج المناسب فغالباً ما يتراجع المرض، ولكن وكما ذكر من قبل فمرض الذئبة الحمراء من الأمراض المزمنة الغير متوقع مسارها أو نتائجها لذلك يستمر الطفل تحت الرعاية الصحية والعلاج المستمر، وفى معظم الأحوال يحتاج الطفل المريض إلى الاستمرار فى المتابعة مع طبيب متخصص عندما يبلغ.

كيف يؤثر المرض على الحياة اليومية للطفل وعائلته؟
بمجرد أن يتلقى الطفل المصاب علاجه يستطيع أن يحيا حياة طبيعية آلا أنه يجب أن يتفادى التعرض المباشر لأشعة الشمس لأنها من الممكن أن تؤدى إلى تدهور الحالة، وذلك يشمل تفادى الذهاب إلى الشاطئ فى الصباح أو الجلوس فى الشمس عند حمام السباحة. وعندما يكبر الطفل ليبلغ من العمر 10 سنوات أو أكثر يجب أن يتعلم الاعتناء بنفسه ووسائل العلاج، كما يجب على الأهل أن يكونوا على دراية بمرض الذئبة الحمراء ليستطيعوا منع حدوث أى نشاط للمرض.
وقد تستمر بعض الأعراض مثل الشعور المزمن بالتعب لشهور طويلة حتى بعد السيطرة على نشاط المرض إلا أنه فى نفس الوقت ومع مراعاة هذه العوامل يجب أن نشجع الطفل على ممارسة حياته ونشاطاته قدر الإمكان مثل باقى نظرائه من الأطفال.

ماذا عن المدرسة؟
يجب أن يذهب الطفل المصاب بالذئبة الحمراء إلى مدرسته بصورة طبيعية ماعدا فى أوقات النشاط الشديد للمرض. وفى معظم الأحوال وعندما لا يكون هناك أى تأثير على الجهاز العصبى للطفل يكون الطفل قادراً على التعلم والتفكير بصورة جيدة. أما فى حالة إصابة الجهاز العصبى قد تحدث بعض المشاكل مثل عدم القدرة على التركيز والتذكر، كذلك قد يعانى الطفل من الصداع وتغير الحالة المزاجية، وفى هذه الحالة يجب تطوير الخطة التعليمية للطفل، وفى كل الأحوال يجب تشجيع الطفل على الاشتراك فى النشاطات المختلفة بالقدر الذى يسمح به المرض.

ماذا عن الرياضة؟
لا ينصح نهائياً بوضع قيود على نشاط الطفل، بل يجب أن نشجع الطفل على ممارسته الرياضة بصورة منتظمة خاصة خلال فترات كمون المرض وتعتبر رياضات العدو، المشى، السباحة، ركوب الدراجات من أفضل الرياضات التى يمكن أن يمارسها الطفل وينصح دائماً بألا يصل الأمر إلى إجهاد الطفل نفسه أو بذل مجهوداً فوق طاقته. أما خلال فترات نشاط المرض فينصح دائماً للطفل بالراحة.

ماذا عن الطعام؟
لا يوجد طعام خاص يساعد فى علاج المرض ويجب أن يحرص الأبوين على أن يتناول الطفل وجبات صحية متوازنة وإذا ما كان الطفل يأخذ عقار الكورتيزون فيجب إنقاص كمية الملح فى طعامه لتفادى ارتفاع ضغط الدم، كما يجب إنقاص كمية السكر الذى يتناوله لتفادى الإصابة بمرض السكر أو الزيادة المفرطة فى الوزن. كذلك يجب الاهتمام بتناول كميات كافية من الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د" لتفادى الإصابة بهشاشة العظام. ولا يوجد أى دليل على أهمية أية فيتامينات أخرى قد تكون ذات فائدة لمرضى الذئبة الحمراء.

هل يمكن أن يؤثر الطقس على مسار المرض؟
كما أوضحنا سابقاً فإن التعرض لأشعة الشمس قد يساعد فى ظهور أعراض جلدية جديدة ومن الممكن أن يؤدى إلى نشاط المرض ولتفادى ذلك ينصح دائماً باستخدام الكريمات الواقية من أشعة الشمس خاصة على الأماكن المكشوفة من الجسم عندما يكون الطفل خارج المنزل. ومن المهم تذكر أن يوضع الكريم على الأقل نصف ساعة قبل خروج الطفل وتعرضه للشمس وذلك حتى يأخذ الكريم وقتاً كافياً للتغلغل فى الجلد وفى الأيام المشمسة ينصح بإعادة وضع الكريم كل 3 ساعات، وبعض هذه الكريمات تكون مقاومة للماء أيضاً إلا أنه ينصح دائماً بإعادة استخدام الكريم بعد أخذ حمام أو السباحة. كما ينصح باستخدام الملابس الواقية من أشعة الشمس مثل القبعات والملابس ذات الأكمام الطويلة عند خروج الطفل وتعرضه لضوء الشمس حتى لو كان ذلك فى يوم ملبد بالغيوم إذ أن الأشعة فوق البنفسجية تستطيع اختراق السحب بسهولة. كما تجدر الإِشارة إلى أن بعض الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء حدثت لهم بعض المشاكل عند تعرضهم لضوء مصابيح النيون (الفلورسنت) المستخدمة بكثرة فى المنازل، كذلك مصابيح الهالوجين وشاشات الكمبيوتر قد يكون لها بعض التأثير وينصح باستخدام العوازل الواقية من الأشعة فوق البنفسجية إذا شعر الطفل ببعض المشاكل عند استخدامه لشاشات الكمبيوتر.

وماذا عن التطعيمات؟
الأطفال المصابة بمرض الذئبة الحمراء معرضة للإصابة بالالتهابات الميكروبية، ولذا كان التطعيم ذو أهمية كبيرة لمثل هؤلاء المرضى.
وينصح دائماً بأن يأخذ الطفل التطعيمات المقـررة له فى أوقاتهـا إلا أن هناك بعض الاستثناءات مثل:
- الأطفال الذين يشمل علاجهم الأدوية المثبطة للجهاز المناعى أو الكورتيزون لا يجب أن يأخذوا أية تطعيمات تحتوى على فيروسات حية مضعفة مثل تطعيمات الحصبة، التهاب الغدة النكفية، الحصبة الألمانى، شلل الأطفال والجديرى المائى. كما يجب ألا يعطى تطعيم شلل الأطفال الذى يؤخذ عن طريق الفم لأى من أفراد عائلة المريض والذين يعيشون معه فى البيت.
- ينصح دائماً بالتطعيم ضد الالتهاب الرئوى خاصة للأطفال الذين يعانون من نقصان فى وظيفة الطحال.

ماذا عن حياة المريض الزوجية والقدرة على الحمل وإنجاب الأطفال؟
تستطيع معظم السيدات الذين يعانون من مرض الذئبة الحمراء الحمل وإنجاب الأطفال بصورة طبيعية، ويعتبر الوقت الذى يكون فيه المرض كامناً هو الوقت الأمثل للحمل خاصة إذا كان المريض لا يأخذ أية أدوية سوى جرعة صغيرة من الكورتيزون (باستثناء الكورتيزون، فإن باقى الأدوية تؤثر على الجنين). وقد تصادف بعض السيدات اللاتى تعانين من المرض بعض الصعوبات فى الحمل خاصة مع نشاط المرض أو مع استخدام الأدوية. كذلك فقد تحدث بعض حالات الإجهاض أو الولادة المبكرة أو قد تحدث بعض تشوهات بالجنين وهو ما يسمى "الذئبة الحمراء فى الأطفال حديثى الولادة" (ملحق 2). كذلك فإن بعض السيدات قد تعانى من ارتفاع مستوى مضادات الدهون الفوسفورية (ملحق 1) فى الدم وهو ما قد يسبب مشاكل مع الحمل.
كما تجدر الإشارة أن الحمل ذاته قد يؤدى إلى نشاط فى مرض الذئبة الحمراء، ولذلك ينصح دائماً بمتابعة المريضة مع طبيبها المعالج ومن الأفضل التعاون الدائم بين طبيب أمراض النساء والولادة من جهة وطبيب الروماتيزم من جهة أخرى.
ولعل أفضل وسائل الوقاية من الحمل لمرضى الذئبة الحمراء هى العازل الطبى الذكرى أو الأنثوى كما يمكن استخدام مضادات الحيوانات المنوية الموضعية. أما حبوب منع الحمل فنظراً لأنها تحتوى على هرمون الأستروجين فإنها قد تؤدى إلى نشاط الذئبة الحمراء.

ملحق (1): مضادات الدهون الفوسفورية.
هذه هى أجسام مضادة تتكون داخل الجسم لتهاجم الدهون الفوسفورية والموجودة طبيعياً فى جسم الإنسان (فى جدار الخلايا). ولعل أشهر هذه المضادات هى مضاد الكارديوليبين ومضاد التجلط المصاحب للذئبة. وتظهر مضادات الدهون الفوسفورية فى 50% من الأطفال المصابين بالذئبة الحمراء إلا أنه يجب الإشارة إلى أن هذه المضادات قد تظهر أيضاً فى بعض الأمراض الروماتيزمية الأخرى، بعض الالتهابات الميكروبية، كذلك قد تظهر فى نسبة صغيرة من الأطفال الأصحاء.
ويؤدى وجود هذه المضادات فى دم المريض إلى حدوث تجلط للدم فى الأوعية الدموية قد تكون مصحوبة بنقصان عدد صفائح الدم، صداع نصفى، صرع، ظهور بقع جلدية. ولعل من أشهر الأماكن التى قد يحدث بها تجلط بالأوعية هى المخ والذى من الممكن أن يؤدى إلى حدوث شلل أو سكتة دماغية. وقد أطلق اسم "لزمة مضاد الدهون الفوسفورية" على هذا المرض.
ولعل أهمية مضادات الدهون الفوسفورية يكون أقوى عندما تظهر مع الحمل إذ أنها قد تؤثر على المشيمة وقد يؤدى حدوث تجلطات فى الأوعية الدموية فى المشيمة إلى حدوث إجهاض، تأخر نمو الطفل، حدوث تسمم حملى (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل) وقد تجد بعض السيدات اللاتى يحملن هذا المضاد فى الدم بعض الصعوبة فى الحمل.
ولعل من المهم أن نذكر أن معظم الأطفال الذين يظهر عندهم مضاد الدهون الفوسفورية فى الدم لم يحدث لأى منهم أية تجلطات. وفى الوقت الحالى فينصح لهؤلاء الأطفال بتناول جرعات صغيرة من الأسبرين حيث يعمل الأسبرين على منع تجمع صفائح الدم وبالتالى يقلل من نسبة حدوث أية تجلطات، وعندما يكبر المريض فينصح أيضاً بتفادى بعض العوامل الأخرى والتى قد تؤدى إلى حدوث التجلط مثل التدخين وأقراص منع الحمل.
أما عندما يتم التأكد من وجود مثل هذه المضادات وتشخيص لزمة مضاد الدهون الفوسفورية فإن العلاج الأمثل هو الحفاظ على الدم فى حالة سيولة، وهذا يتم عن طريق بعض الأدوية مثل عقار الوارفرين والذى يأخذه المريض بصورة يومية مع إجراء تحاليل دورية للدم لقياس نسبة سيولة الدم لتحديد جرعة الوارفرين المناسبة للمريض.
أما فى السيدات اللاتى تعانين من إجهاض متكرر فلا يستخدم عقار الوارفرين فى مثل هذه الحالات حيث قد يؤثر على الجنين إذا أعطى أثناء الحمل، وفى مثل هذه الحالات يفضل استخدام عقارى الأسبرين والهيبارين، ويعطى عقار الهيبارين عن طريق الحقن تحت الجلد ومع استخدام مثل هذه الأدوية يكون الحمل آمناً ويستمر بصورة طبيعية فى 80% من الحالات.

ملحق 2: الذئبة الحمراء فى حديثى الولادة.
يعتبر هذا المرض من الأمراض النادر حدوثها ويحدث المرض نتيجة مرور الأجسام المضادة خلال المشيمة من الأم إلى الجنين ولعل الأجسام المضادة المعروفة باسم مضاد "رو" (antibodies Ro)، مضاد "لا" (antibodies La)، وتظهر هذه الأجسام فى ثلث المرضى المصابين بمرض الذئبة الحمراء ولكن فى معظم الحالات التى قد يظهر مثل هذه الأجسام المضادة فى دمها يولد الجنين سليماً بدون أية أعراض. ويختلف هذا المرض عن مرض الذئبة الحمراء إذ أن أعراضه غالباً ما تختفى بعد مرور 3-6 شهور بعد الولادة وبدون ترك أية آثار على المريض، ولعل أشهر أعراض المرض هى ظهور طفح جلدى والذى قد يظهر بعد أيام أو أسابيع من الولادة، وغالباً ما يحدث عقب تعرض الوليد لضوء الشمس. وهذا الطفح الجلدى غالباً ما يكون مؤقتاً ولا يترك أية تشوهات، أما العرض الآخر الذى قد يظهر فى مثل هذه الحالات فهو حدوث بعض التغيرات فى عدد خلايا الدم إلا أن مثل هذا العرض غالباً ما يكون مؤقتاً ويتحسن تلقائياً خلال أسابيع وبدون علاج.
وفى بعض الحالات النادرة قد يحدث بعض الاضطراب فى ضربات القلب مسبباً بطئاً فى عدد ضربات القلب، وهذا العرض يكون دائماً ويمكن تشخيصه ما بين الأسبوع الـ 15 والأسبوع الـ 25 من الحمل وذلك عن طريق عمل الموجات فوق الصوتية لفحص قلب الجنين داخل رحم أم، وفى بعض الحالات يمكن علاج الجنين وهو لا يزال داخل رحم أمه أما بعد الولادة فيحتاج معظم الأطفال إلى تركيب منظم لضربات القلب. وإذا رزقت الأم بمولود يعانى من مثل هذا المرض فإنه هناك احتمالية ما بين 10-15% لحدوث نفس الإصابة فى الجنين الذى يليه.
إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن مثل هؤلاء الأطفال الذين يعانون من مثل هذا المرض يكون نموهم حول المعدلات الطبيعية، وتعتبر احتمالية إصابتهم بمرض الذئبة الحمراء عندما يكبرون ضعيفة جداً

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

الذئبة والجلدية

مرض الذّئبة الحمراء مرض الذئبة الحمراء هو مرض مناعي ذاتي يصيب الأنسجة الضامّة، وبالتّالي فهو يصيب العديد من أجهزة الجسم، ومن أهمّها المفاصل والجلد والجهاز العصبي والكليتين والقلب والرّئتين. هو مرض يصيب الإناث أكثر من الذّكور، وتبلغ ذروة المرض في العقد الثّاني والثّالث من العمر، وينتشر في إسبانيا وإيطاليا ودول البحر الكاريبي. من أهمّ العوامل الّتي تؤدّي إلى حدوث المرض هي الاستعداد الوراثي للإصابة، بالإضافة إلى التعرّض للمستضدات، وتشكّل الأجسام المضادّة والمركّبات المناعيّة الّتي تهاجم أنسجة الجسم وتسبّب الالتهابات. يتمثّل تشخيص المرض بوجود أربعة أو أكثر من أحد عشر معياراً حدّدتها الكليّة الأمريكيّة لأمراض الروماتيزم، والمعايير تعتمد على الفحص السريري للمريض بالإضافة إلى الفحوصات المخبريّة الّتي تشمل فحص لخلايا الدم والأجسام المضادّة. النّصائح التي يجب إعطاؤها في حالة المرض هي تعريف المريض وعائلته بالمرض والآثار الجانبيّة للأدوية، وتجنّب التعرّض للشّمس والأشعّة فوق البنفسجيّة واستخدام الحاميات من الشمس، وتجنّب الأماكن المكتظّة لعدم الإصابة بالالتهابات، وبالنسبة للنساء يجب أن يتجنّبن أقراص منع الحمل لمنع تدهور الحالة. أشكال الأعراض الجلديّة في الذئبة الحمراء طفح جلدي في الوجه ويسمّى ( malar rash ) وهو على شكل فراشة في الوجه على منطقة الخدّين وجسر الانف من دون إصابة الطيّات الأنفيّة ( nasolabial fold ). وهو يصيب 20-30 % من المصابين بالمرض، وتكون الإصابة على شكل احمرارٍ مرتفع عن سطح الجلد ومؤلم مع حكّة في بعض الأحيان. طفح جلدي ناتج عن الحساسيّة للضوء وهو يظهر على شكل بقع حمراء على المناطق المعرّضة للشّمس من الوجه واليدين. الطّفح الجلدي المستدير أو القرصي ( discoid ): وهو يصيب 20 % من المصابين، ويظهر على شكل احمرار قرصي يشبه العملة على المناطق المعرّضة للشمس ومنها الخدّين والأنف والذّراعين، ويمكن أن يصيب الرّقبة والشفتين وفروة الرأس. ويصاحب الاحمرار وجود القشور، كما أنّ هذا النوع يمتاز بترك أثر دائم، وقد يؤدّي إلى فقد الشّعر في حالة إصابة فروة الرأس وظهور الثّعلبة. تشكّل التقرّحات الّتي قد تكون مؤلمة وقد تكون غير مؤلمة على الجلد أو في الفم. ظاهرة راينويد ( Raynaud's phenomenon ) و هي ازرقاق في لون اليدين والقدمين نتيجة التعرّض للبرد أو في حالات التوتّر الشديد. وجود التزرّق الشبكي ( livedo reticularis ) وهو عبارة عن تغيّر لون الأطراف إلى لون زهري أو أزرق، ويكون الجلد على شكل شبكة مزركشة نتيجة التّأثير على الأوعية الدمويّة. وهناك بعض الحالات الّتي تصيب الجلد في مرضى الذئبة الحمراء ومنها توسّعٌ في الشّعيرات الدمويّة ( telangiectasias ) والآفات الفقاعيّة ( bullous lesions ) والارتيكاريا ( urticaria). أعراض وعلامات الذئبة الحمراء تختلف أعراض وعلامات المرض باختلاف الجهاز المصاب، وأهمّها: التهاب المفاصل ظهور الطفح الجلدي على المناطق المعرّضة للشّمس. إصابة الجهاز العصبي بالتشنّجات والصّداع تغيّر الحالة المعرفيّة العقليّة والاضطرابات النفسيّة كالذّهان والاكتئاب . إصابة الكليتين؛ وتتمثّل بالتهاب الكلى أو المتلازمة الكلويّة المرضيّة. إصابة الرّئتين وتتمثّل بشكل رئيسي في التهاب الغشاء المحيط بالرّئتين، وما ينتج عنه من ارتشاح. إصابة القلب وتتمثّل في التهاب الغشاء المحيط للقلب. التهاب عضلة القلب وما ينتج عنه من عجز في القلب، وعدم الانتظام في دقّات القلب، والتهاب شغاف القلب. علاج الذّئبة الحمراء يشمل علاج المرض مضادّات الالتهاب والمسكّنات الموضعيّة، واستخدام الستيرويد، وهو العلاج الرئيسي للمرض، بالإضافة إلى استخدام مثبّطات المناعة وخاصّة في الحالات النّشطة للمرض. كما تستخدم مضادّات الملاريا والمواد البيولوجيّة في هذا المرض، وتستخدم الأجسام المضادّة الوريديّة وتبادل بلازما الدم في حالات النّزيف الدموي داخل الرّئتين. ويكون العلاج أيضاً باستخدام الطب البديل عن طريق بذور الكتان وزيوت السمك والأوميغا 3، واستخدام الأعشاب الصينيّة، واستخدام الأعشاب الغنيّة بحمض جاما لينولينيك مثل زيت زهرة الرّبيع وزيت الزبيب، كما يجب تجنّب اللحوم الدهنيّة وتجنّب الفول السوداني والألبان.
@@@@@@@@@@@@@@@

التشخيص


تشخيص الذئبة الحمراء وفقا للكلية الامريكية لامراض الروماتيزم فان هناك احد عشر معيارا لتشخيص مرض الذئبة الحمراء ( وهي تعتمد على الفحص السريري بالاضافة الى الفحوصات المخبرية ) , ووفقا للكلية فان وجود اربعة او اكثر من المعايير يعتبر تشخيصا للمرض . فالمعيار الاول هو طفح جلدي في الوجه ( malar rash ) : وهو على شكل فراشة في الوجه , على منطقة الخدين وجسر الانف من دون اصابة الطيات الانفية ( nasolabial fold ) , والمعيار الثاني هو الطفح الجلدي المستدير او القرصي ( discoid ) والذي يصاحبه قشور ويمتاز بترك اثر دائم , والمعيار الثالث هو الحساسبة اتجاه الضوء واما ان تكون شكوى من المريض او تتبين في الفحص السريري , والمعيار الرابع هو وجود تقرحات في الفم وتكون غير مؤلمة , ويلاحظها الدكتور عند الفحص , والمعيار الخامس هو وجود التهاب المفاصل الذي يمتاز بانه غير تاكلي , و يصيب مفصلين او اكثر , و يظهر على شكل الم في المفصل وتورم وانتفاخ مع تجمع السوائل. والمعيار السادس هو التهاب الاغشية المبطنة للاحشاء ( serositis ) وهي اما ان تكون التهابا في الغشاء المحيط حول الرئتين ( pleuritis ) وما ينتج عنه من الم و ارتشاح او التهاب الغشاء المحيط للقلب ( pericarditis ) وما ينتج عنه من تغيرات في تخطيط القلب وارتشاح , والمعيار السابع هو تاثر في الكليتين والتاثير اما ان يكون على شكل وجود البروتين في البول بتركيز اكبر من 0.5جم/ ديسيليتر او ظهور خلايا الدم الحمراء او الهيموغلوبين ( خضاب الدم ) في البول , والمعيار الثامن هو تاثر الجهاز العصبي و هي اما ان تكون على شكل تشنجات مع عدم وجود اسباب ثانوية مثل ادوية يتعاطاها المريض او اختلال في تراكيز الاملاح في الدم , او على شكل ذهان عصبي من دون وجود اي اسباب ثانوية . والمعيار التاسع هو تاثر فحوصات الدم وهي فقر الدم الانحلالي ( hemolytic anemia) مع وجود خلايا الريتيكيلوسايت , و نقص في كريات الدم البيضاء ( leukopenia ) وتكون اقل من 4000 لكل مم مكعب في فحصين مختلفين او اكثر , و نقص في الخلايا الليمفاوية ( lymphopenia ) وتكون اقل من 1500 لكل مم مكعب في فحصين مختلفين او اكثر , و نقص في الصفائح الدموية ( thrombocytopenia ) وتكون اقل من 100000 لكل مم مكعب من دون اسباب ثانوية لهذا النقصان , والمعيار العاشر وهو وجود التاثيرات المناعية وتكون بوجود واحد من ثلاثة اجسام مضادة , فالاول هو وجود اجسام مضادة ضد الحامض النووي ( anti-DNA ) بمعيار حجمي ( titer ) غير طبيعي وخاصة ds-DNA , والثاني هو وجود اجسام مضادة ضد مستضاد ( انتيجن ) يدعى سميث Sm ( anti-smith ) , والثالث هو وجود اجسام مضادة ضد الفوسفوليبيد وهي تتكون من اجسام مضادة ضد الكارديوليبين ( anticardiolipin ) و اجسام مضادة تدعى ( anticoagulant antibodies ) . والمعيار الحادي عشر والاخير هو وجود معيار حجمي ( (titer للاجسام المضادة ضد نواة خلايا الجسم وتدعى ANA ( antinuclear antibodies )


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@


النسبة
اما عن نسبة حدوث المرض فهي تختلف باختلاف الموقع الحغرافي والاختلاف العرقي حيث ينتشر في ايطاليا واسبانيا ودول البحر الكاريبي , ففي الاشخاص القوقازيين نسبة الاصابة 30 لكل 100000 بينما في الاشخاص المنحدرين من البحر الكاريبي فان نسبة الاصابة هي 200 لكل 100000 . و 90% من المصابين هم من الاناث وخاصة في فترة الخصوبة ونسبة الاناث الى الذكور المصابين 1:11 , مع ذروة في المرض في العقد الثاني والثالث من العمر ( 10-30 سنة ) ويذكر ان الاجسام المضادة الذاتية تكون ضد عدد من المستضادات ( الانتيجن ) لا تقل عن 50 , وعلى الرغم من ان المسببات التي تؤدي الى انتاج الاجسام المضادة غير معروفة الا ان الالية هي التعرض للمستضدات في الخلايا خلال الموت المبرمج للخلايا (apoptosis ) . و تدعم هذه الالية من خلال العوامل البيئية التي اقترنت بتحفيز هذا المرض مثل اشعة الشمس والاشعة فوق البنفسجية و الحمل والعدوى وتناول بعض الادوية والذي بدوره الى زيادة الاكسدة وموت الخلايا المبرمج لاحقا . وفي الاشخاص الذين يملكون الاستعداد الوراثي تكون الاستجابة لهذه المحفزات بتكوين اجسام مضادة تهاجم انسجة الجسم وتحدث التهابات وتكون مركبات مناعية ( Immune complex ) والتي تترسب في الاوعية الدموية واعضاء الجسم . ومعدل الوفبات في المرضى الذين يعانون من مرضى الذئبة الحمراء قد انخفض على مدى السنوات العشرين الماضية , فقبل عام 1955 معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمرضى الذئبة الحمراء كان اقل من 50% وفي الوقت الحالي فان متوسط معدل البقاء على قيد الحياة لعشرة اعوام تتجاوز 90% , ومعدل البقاء على قيد الحياة لمدة 15 عاما ما يقارب 80% , ويعتبر السبب الرئيسي للوفاة هو امراض القلب المتعلقة به . ويمكن ان يعزن انخفاض معدلات الوفيات المرتبطة بهذا المرض الى التشخيص المبكر لهذا المرض , والتحسن في علاج المرض , والتقدم في الرعاية الطبية العامة . ووفقا لمراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها فان ثلث الوفيات الناجمة عن مرض الذئبة الحمراء في الولايات المتحدة تحدث في المرضى الذين تقل اعمارهم عن 45 سنة مما يجعل هذه القضية خطيرة رغم انخفاض معدلات الوفيات الشاملة

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@