الجمعة، 4 ديسمبر 2015

مضادات التأكسد: وقاية الخلايا من الجذور الحرة

مضادات التأكسد: وقاية 


الخلايا من الجذور الحرة

استكشف العلماء دور الجذور الحرة في الشيخوخة والمرض، وكفاءة مضادات التأكسد في مكافحتهما معا. إن التضرر بالجذور الحرة مساهم رئيسي في أكثر أمراض الشيخوخة شيوعا، بما في ذلك السرطان والمرض القلبي والداء السكري وداء آلزهايمر وحتى التهاب المفاصل؛ كما أن المغذيات المضادة للتأكسد ذات فوائد وقائية من جميع هذه الأمراض.

إن التضرر بالجذور الحرة هو واحد فقط من عوامل عديدة تقود عملية التشيخ، وليس السبب الوحيد له. ومع ذلك، تبقى الوقاية من التضرر بالجذور الحرة حجر الزاوية في أي برنامج لاتقاء المرض ومكافحة عملية التشيخ.

ما هي الجذور الحرة؟

الجذر الحر Free radical مصطلح يدل على جزيء يحتوي على إلكترون مفرد (غير متزاوج) أو أكثر يدور حوله؛ وقد تكون الجذور الحرة صغيرة بشكل ذرة واحدة، أو كبيرة بشكل جزيئات أكثر تعقيدا. وفي حين توجد أنماط مختلفة من الجذور الحرة، هناك شيء مشترك بينها جميعا: يولد الإلكترون المفرد (غير المتزاوج) شحنة كهربية (كهربائية) غير متوازنة، وبذلك يسعى الجذر الحر إلى التصحيح بإيجاد إلكترون آخر لاستعادة توازنه.
وخلال بحث الجذور الحرة عن الإلكترونات، يمكن أن تسرق الإلكترونات من الجزيئات المستقرة التي يتصادف قربها منها؛ وقد يؤدي ذلك إلى بدء تفاعل تسلسلي في محاولة من الجزيء الجديد غير المستقر لتعويض الإلكترون الذي فقده وذلك بسرقته من جزيء مجاور وهكذا؛ يبدأ شلال من التخريب الجزيئي؛ وينتشر الضرر من خلية إلى خلية بطريقة مشابهة تماما لانتشار الصدأ في المعدن، ولكن بشكل أسرع.
ويمكن أن يرتبط الجذر الحر – بدلا من ذلك – بإلكترون من جزيء مجاور، ويحاول أن يشارك إلكترون مع مضيفه؛ وفي حالة الجزيء البيولوجي، مثل البروتين أو الإنزيم، قد تشوه إضافة الجذر الحر الجزيء المضيف بطريقة لا يعود معها يعمل أو يقوم بوظيفته بشكل صحيح.
وإذا أخذنا الضرر الناجم عن الجذور الحرة بعين الاعتبار، يكون من السهل النظر إلى الجذر الحر كنوع ما من الجرثوم الخطر أو العدو المتدخل؛ لكن الحقيقة هي أن الجذور الحرة منتوج ثانوي طبيعي ومحتوم للاستقلاب المعتمد على الأكسجين لدينا.
فعندما تنتج المتقدرات في كل خلية من خلايانا ATP، وهو جزيء الطاقة الخلوية التي تمد الحياة نفسها، تتولد أعداد كبيرة من الجذور الحرة؛ وحينما تلتهم كرياتنا البيضاء وتخرب الفيروسات أو الجراثيم، تتولد الجذور الحرة كجزء هام من عملية الدفاع. كما أنه عندما نتمرن، يغمر القلب والعضلات الأخرى بالجذور الحرة التي ينتجها تنفسنا الزائد واستعمال الطاقة لدينا. وتتولد الجذور الحرة أيضا عندما يقوم الكبد بإزالة السمية من المواد الكيميائية. وفي كل مرة نخرج من البيت ونشعر بدفء الشمس على جلودنا، يؤدي الإشعاع فوق البنفسجي إلى توليد الجذور الحرة في أجسامنا.
والخلاصة، تعد الجذور الحرة حصيلة طبيعية للحياة عند الأحياء التي تعتمد في طاقتها على الأكسجين. وقد لاحظ هانز سيلي Hans Selye كباحث في الإجهاد أن الغياب التام للإجهاد يعني الموت. وبالمثل، يدل الغياب الكامل لنشاط الجذور الحرة على نهاية الحياة؛ ولكن الجذور الحرة يمكن أن تؤدي في الوقت نفسه إلى خلل في بنية خلايانا ووظيفتها. ولكن، ولله الحمد، يمتلك الجسم جهازا رائعا يسمح له بالمحافظة على التوازن بين عمليات الأكسدة Oxidative processes التي تعطي الطاقة للحياة والآليات التي تحمي الخلايا من التضرر بالجذور الحرة.
تمثل مضادات التأكسد الدفاع الطبيعي في جسمك ضد الجذور الحرة، فهي تحمي نسجك وأعضاءك من الضرر التأكسدي بتنظيف الجذور الحرة قبل أن تتمكن من مهاجمة الخلايا غير المنيعة؛ فهذه المركبات الخاصة تضحي بنفسها من خلال التبرع بإلكترون لتثبيت الجذور الحرة. وبعد أن يتخلى مضاد التأكسد عن الإلكترون، يتحطم إلى مركب غير ضار (مثل الماء) أو يعاد شحنه بإلكترون جديد ويعود إلى عمله. ويحول هذا الجهاز دون حصول تأثير الدومينو Domino effect لسرقة الإلكترونات المتزايد أو المتتابع، كما ينقذ الخلايا والنسج المحيطة من الضرر.

الإجهاد التأكسدي يعجل عملية التشيخ

ما دام الجسم لديه إمداد كاف بالمغذيات المضادة للتأكسد، يبقى التضرر بالجذور الحرة في حده الأدنى؛ ولكن إذا كانت المدخرات من مضادات التأكسد غير كافية للتعامل مع مقدار نشاط الجذور الحرة المتولدة في الجسم، تبدأ تلك الجذور الحرة بمهاجمة الخلايا والنسج السليمة، وينزلق الجسم إلى حالة من الإجهاد التأكسدي Oxidative stress.
يبدأ الإجهاد التأكسدي على المستوى الجزيئي والخلوي، حيث يؤدي نشاط الجذور الحرة إلى خلل في الأغشية الخلوية والـ د أن إي DNA والإنزيمات وفي تركيب البروتين ووظيفة المتقدرات؛ وسرعان ما يتقدم الضرر إلى المستوى البنيوي والوظيفي مسببا اضطرابا في الأوعية الدموية والخلايا العصبية والجلد والعضلات والأعضاء. وتقود الإصابات التراكمية في نهاية المطاف إلى شيخوخة مبكرة وأمراض مزمنة وتنكسية.
تعد الأغشية الخلوية – الغنية بالحموض الدهنية – هدفا مفضلا للجذور الحرة؛ وعندما يتضرر الغشاء الخلوي، يبدأ بمواجهة صعوبة في المحافظة على سلامة محتويات الخلية، وتتسرب السموم إلى داخل الخلية، بينما تتسرب المغذيات والماء إلى خارجها؛ وتصبح الخلية متجففة ومضعفة، وقد تموت. وقد يؤدي الإجهاد التأكسدي إلى تراكم الحطام الخلوي المسمى ليبوفوسين Lipofuscin، حيث يمكن أن تترافق رواسب الليبوفوسين أيضا بكل من التنكس البقعي Macular degeneration وداء آلزهايمر Alzheimer’s disease.
ويتلف الجذر الحر داخل الخلية البنية الدقيقة لجزيء الـ د أن إي، فسرقة الإلكترونات من الـ د أن إي DNA قد يولد بسرعة طفرات وعيوبا في النسخة الخلوية من تسلسل الـ د أن إي DNA sequence الذي يرشد الخلية إلى أسلوب التصرف. وقد تتوقف الخلية عن القيام بوظائفها على النحو الصحيح أو تموت أو تتحول إلى خلية تنمو بسرعة كبيرة (خلية سرطانية).
وعندما تسير الجذور الحرة في الدم، يمكنها أيضا أن تؤكسد الدهون (الكولستيرول) في الدم، فتجعل الكولستيرول أكثر لزوجة والتصاقا وأكثر ميلا إلى التراكم في الأوعية الدموية؛ ويزيد تضرر جدران الأوعية الدموية بالجذور الحرة خطر أمراض القلب والسكتة وداء آلزهايمر أكثر.
تهاجم الجذور الحرة بروتينات الجسم أيضا، فتمسخ (تشوه) الإنزيمات التي يحتاج إليها جسمك للقيام بالإصلاح الخلوي وصيانة الخلايا؛ كما يمكن أن تؤكسد الجذور الحرة البروتينات البنيوية في الجلد، مما يؤدي إلى التجاعيد ونصول اللون (تغير اللون) وسرطانات الجلد. وعندما يطلق للجذور الحرة العنان في النسيج الغضروفي الذي يبطن المفاصل، يمكن أن تؤدي إلى الألم المفصلي والفصال العظمي (التهاب العظم والمفصل) Osteoarthritis. كما يتهم الضرر التأكسدي في ظهور الساد (تكثف عدسة العين وغياب شفافيتها) المرتبط بالعمر Age-related cataract.
يعد الضرر الناجم عن الجذور الحرة مساهما رئيسيا في معظم الاضطرابات التنكسية والأمراض المرتبطة بالعمر.

من هم الذين يتعرضون لخطر الإجهاد التأكسدي؟

نحن جميعا عرضة للجذور الحرة، لكن بعض العوامل تزيد خطر الإجهاد التأكسدي؛ وتشتمل عوامل الخطر هذه على:
• القوت أو النظام الغذائي الفقير (بالمغذيات)
يكون الأشخاص الذين يقل مدخولهم من المغذيات المضادة للتأكسد في خطر مرتفع من الإجهاد التأكسدي؛ وبوجه عام، لا يحتوي النظام الغذائي المعاصر من الأطعمة المعالجة إلا على نسبة قليلة من مضادات التأكسد التي كانت تستهلك بشكل يومي من قبل أسلافنا.
• العمر
يزداد الضرر الناجم عن الجذور الحرة مع العمر، حيث تميل مدخرات الجسم من مضادات التأكسد إلى التراجع مع تقدمنا في العمر؛ ويصبح الجهاز الهضمي أقل كفاءة في استخلاص المغذيات المضادة للتأكسد وامتصاصها. كما أن التغيرات المبرمجة وراثيا في الوظيفة الخلوية تؤدي إلى بطء التصنيع الذاتي للمغذيات المضادة للتأكسد في الجسم.
• التمارين المكثفة
يكون الرياضيون في خطر مرتفع من الإجهاد التأكسدي بسبب الأعداد الكبيرة من الجذور الحرة المتولدة في العضلات والرئتين والقلب خلال التمارين الشاقة؛ كما أن أي شخص يمضي وقتا طويلا من الزمن خارج الظل يتعرض لعبء تأكسدي زائد نتيجة التعرض للإشعاع فوق البنفسجي في الشمس.
• التعرض للسموم
يزداد العبء التأكسدي عند الذين يتعرضون للملوثات البيئية، مثل الضباب الدخاني Smog ودخان السجائر ومبيدات الحشرات وغير ذلك من السموم الصناعية أو الزراعية؛ وقد أصبح التعرض الكثيف في مجتمعاتنا الصناعية – وللأسف – لهذه الملوثات البيئية في الهواء والطعام وموارد المياه سمة طبيعية.
• المرض
يكون نشاط الجذور الحرة عالي المستوى أيضا عند المصابين بأمراض مزمنة أو عدوى أو التهاب؛ ولا بد من المزيد من الوقاية للتقليل من تأثيرات الإجهاد التأكسدي خلال المرض.

قياس الإجهاد التأكسدي

هناك عدد من الاختبارات الطبية التي يمكن من خلالها تقييم مستوى الإجهاد التأكسدي و/أو الحالة التأكسدية لديك؛ ويمكننا أيضا قياس مستوى مضادات التأكسد المختلفة ونشاطها في الدم. كما نستطيع اختبار البول بحثا عن المستقلبات التي تدل على مقدار نشاط الجذور الحرة الجامحة. وهناك شواكل وراثية تقيم القدرة المتأصلة لدى الفرد على مكافحة الإجهاد التأكسدي. ونحن تستطيع حتى رؤية خلايا الدم تحت المجهر بحثا عن دليل على الخلل الغشائي أو غير ذلك من المؤشرات على الإجهاد التأكسدي.
إذا وجد لديك عامل أو أكثر من عوامل الخطر التي تجعلك في خطورة خاصة من الإجهاد التأكسدي، مثل التعرض الكثيف للملوثات أو السموم والاضطرابات الالتهابية المزمنة وأمراض المناعة الذاتية والأمراض الخطيرة كالسرطان، أو إذا كنت من محترفي الرياضة، فقد تحتاج إلى التفكير باختبارات الإجهاد التأكسدي بطريقة تضمن أن برنامج مضادات التأكسد لديك مكثف بما يكفي للتعامل مع الإجهاد التأكسدي الذي تقع تحت تأثيره. ولكن النظام العلاجي بالمغذيات المضادة للتأكسد المدرج لاحقا يؤمن حماية كافية من الإجهاد التأكسدي عند معظم الناس.

التقليل من التعرض للجذور الحرة

يعد الكثير من الجذور الحرة في الجسم – مثلما رأينا – منتوجات ثانوية للاستقلاب لا يمكن تجنبها؛ لكن بعض ما نتعرض له منها يخضع لسيطرتنا. ويمكن أن يساعد التقليل من تعرضنا لمصادر الجذور الحرة التي يمكن تجنبها على الحد من خطر الإجهاد التأكسدي؛ فمثلا:
• تجنب التعرض المكشوف للشمس، والذي يؤدي إلى تضرر الجلد بالجذور الحرة (مما يسبب سرطان الجلد والشيخوخة الباكرة).
• قلل من التعرض للمواد الكيميائية الزراعية بتناول الأطعمة العضوية وشرب ماء منقى؛ فهذا ينقص من عبء السموم على كبدك، ويقلل من تولد الجذور الحرة.
• يمكن أن يولد الالتهاب المزمن جذورا حرة؛ ولذلك، يساعد الحد من الالتهاب على إنقاص التضرر بالجذور الحرة في الجسم.
• تجنب تنفس الأبخرة المنطلقة من الدهان الزيتي والغازولين ومواد التنظيف الكيميائية والمواد الكيميائية الطيارة الأخرى، حيث تولد هذه المواد نشاطا للجذور الحرة في الرئتين والدماغ.
• استعمل المرش الرأسي المزيل للكلور للتقليل من مقدار الكلور الممتص عبر الجلد.
• اجعل بينك وبين أفران المكرويف مسافة عند تشغيلها لا تقل عن 90 سم.
• يحميك الجيل الجديد من شاشات الحواسيب المسطحة Flat-screen LCD computer monitors (ويحمي عينيك) من الأشعة الضارة.
وبذلك، يمكنك التقليل من الإجهاد التأكسدي نوعا ما من خلال إنقاص تعرضك لهذه الأشياء المحرضة للجذور الحرة. وهناك وسيلة أخرى لدينا للتقليل من الإجهاد التأكسدي وهي زيادة مقدار مضادات التأكسد المتوفرة في الجسم للتغلب على نشاط الجذور الحرة قبل أن تؤذي نسجا أخرى. وتساعد المكملات على ردم الفجوة بين حاجات الجسم من مضادات التأكسد ومقدار الإمداد المتوفر له.

الوقاية من الإجهاد التأكسدي

يعتمد جسمك على عدد من المركبات المختلفة المضادة للتأكسد لحماية خلاياه ونسجه المختلفة من المصادر العديدة لنشاط الجذور الحرة؛ فلكل مضاد تأكسد مصادره وتأثيراته ومسالكه وأهدافه المميزة، وهي تؤمن بعملها معا كفريق دفاعا شاملا.
ومن الطرق التي تعمل من خلالها مضادات التأكسد معا تفعيل أو تجديد بعضها البعض؛ فمثلا، يمكن أن يعطي جزيء الفيتامين E أحد إلكتروناته لتثبيت الجذر الحر، ثم يعيد جزيء الفيتامين C شحن جزيء الفيتامين E من خلال تزويده بإلكترون جديد؛ ويعاد شحن جزيء الفيتامين C بالغلوتاثيون المضاد للتأكسد antioxidant glutathione، وهكذا دواليك.
ويدعى هذا التبادل الإلكتروني من الناحية الكيميائية دورة الأكسدة والاختزال (الإرجاع) Redox cycle، لأنه يشتمل على توليفة من تفاعلات الاختزال والأكسدة. ويعد نظام الأكسدة والاختزال في الحماية والتجديد المتبادلين أحد الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى ضروب مختلفة من مضادات التأكسد للحصول على فريق دفاعي قوي منها.

مضادات التأكسد تحميك من الأمراض

لقد أظهرت الدراسات مرة بعد مرة أن الذين يتناولون الكثير من المغذيات المضادة للتأكسد، سواء من مصادر غذائية أو من المكملات، يقل لديهم خطر المرض القلبي والأنواع المختلفة للسرطان (بما في ذلك الثدي والبروستاتة والمثانة والمبيض وغير ذلك) والساد (تكثف عدسة العين) وشيخوخة الجلد.

مضادات التأكسد الأساسية

يصنع الكثير من مضادات التأكسد التي نحتاج إليها في خلايانا؛ لكن بعض مضادات التأكسد لا يمكن أن تصنع في الجسم، بل يجب الحصول عليها من مصدر خارجي، وهي تدعى المغذيات الأساسية Essential nutrients، وتشتمل على الفيتامين C والفيتامين E والبيتا – كاروتين Beta-carotene والسيلينيوم Selenium.

الفيتامين C

الاسم الكيميائي للفيتامين C، أي حمض الأسكوربيك Ascorbic acid، فمشتق من كلمة Antiscorbutic (مضاد البثع) التي تعني “antiscurvy”.
يعطي الفيتامين C (يعرف أيضا باسم حمض الستريك Citric acid) طعما لاذعا بشكل مميز للأطعمة، ويستعمل على نطاق واسع كحافظ طبيعي للوقاية من أكسدة الأطعمة المحضرة مسبقا والمعلبة؛ وهو يوجد بشكل طبيعي في الفواكه والخضار، لاسيما الحمضيات والفواكه المدارية أو الاستوائية (الجوافة Guava، الكيوي Kiwi، البابايا Papaya، المنجة Mango) والبندورة (الطماطم) والفلفل والبطيخ.
يستعمل الفيتامين C في كامل الجسم للوظائف الخلوية والاستقلابية، مثل بناء العظام والغضاريف والجلد. كما يمارس دورا خاصا كمضاد تأكسد في الوقاية من تضرر الـ د أن إي DNA بالجذور الحرة. وبما أن الفيتامين C لا يختزن في الجسم، لذلك يستنفد أو ينضب بسرعة، ولا بد من تعويضه من خلال المدخول المنتظم له. ويبلغ المقدار الموصى به من الفيتامين C كمضاد تأكسد 2-4 غ (2000-4000 مغ) يوميا.
مفارقة الفيتامين C
يستعمل الكثير من الأطباء من ذوي التوجه الغذائي الفيتامين C بجرعات مرتفعة جدا لأهداف علاجية نوعية، مثل العدوى الفيروسية أو السرطان. كما يمكن إعطاء الفيتامين C فمويا بمقادير تصل حتى 10-20غ، أو أكثر من ذلك وصولا إلى 30-60غ عند تطبيقه وريديا، تحت إشراف مباشر من الطبيب.
ولكن الفيتامين C في هذه الحالة لا يستعمل كمضاد تأكسد لتنظيف الجذور الحرة، بل يعتقد أنه يعمل كطليعة تأكسد Pro-oxidant، فيخرب الجراثيم والفيروسات وحتى الخلايا السرطانية عبر أكسدتها. ويمكن أن تزيد الجرعات الكبيرة من الفيتامين C حمل الجذور الحرة فعليا في الجسم، مما يزيد حاجة الجسم من مضادات التأكسد الأخرى. ومع أن الفيتامين C بجرعات عالية (فموية أو وريدية) قد يكون معالجة فعالة جدا، لكن ينبغي ألا يعطى بهذه المقادير إلى من قبل طبيب مؤهل.

الفيتامين E

الفيتامين E هو فيتامين ذواب في الدهن، يمارس دورا خاصا في الوقاية من أكسدة الكولستيرول في الدم، وحماية أغشية الخلايا من الضرر الناجم عن الجذور الحرة؛ وهذا ما يجعل الفيتامين E ذا أهمية خاصة في الوقاية من أمراض القلب والسكتة، كما يعزز الوظيفة المناعية أيضا.
ولقد تبين في دراسات واسعة النطاق أن إعطاء الفيتامين E يقلل خطر أمراض القلب والنوبة القلبية، وينقص خطر سرطان البروستاتة والثدي والقولون، ويقي من ظهور داء آلزهايمر.
يختزن الفيتامين E في النسج الدهنية للجسم، بما في ذلك الجلد، ويساعد على حماية الجلد من الضرر الناجم عن الجذور الحرة والمحرض (المستحث) بالأشعة فوق البنفسجية؛ كما يساعد على حماية العينين من الضرر الناجم عن الجذور الحرة والذي يؤدي إلى الساد (تكثف عدسة العين أو الجسم البلوري).
توجد عائلتان من الفيتامين E، التوكوفيرولات Tocopherols والتوكوترينولات Tocotrienols؛ وتقسم كل عائلة إلى أربعة أشكال مختلفة على الأقل (ألفا وبيتا ودلتا وغاما). ومع أن معظم مكملات الفيتامين E (ومعظم الأبحاث السريرية حتى تاريخه) لا تستعمل إلا التوكوفيرول ألفا، لكن دراسات حديثة أكثر رأت أن مزيجا من التوكوفيرولات والتوكوترينولات تعطي وقاية أفضل بكثير ضد الضرر الناجم عن الجذور الحرة. كما تعد الأشكال الطبيعية أفضل من الأشكال التركيبية أو التصنيعية (التوكوفيريلات Tocopheryls). ويبلغ المقدار الموصى به من الفيتامين E كمضاد أكسدة 400-1200 وحدة دولية يوميا.

البيتا – كاروتين

البيتا – كاروتين Beta-carotene هو أحد أشباه الكاروتين Carotenoids، وهي عائلة كبيرة جدا من المغذيات المضادة للتأكسد التي أول ما اكتشفت في الجزر Carrots، ومن هنا جاء اسمها. كما أن من المصادر الجيدة للبيتا – كاروتين الفواكه والخضار الأخرى، لاسيما الصفراء أو البرتقالية منها كالبطاطا الحلوة والقرع والمنجة والبابايا Papaya، وكذلك الخضار ذات الأوراق الخضراء Leafy green vegetables.
يستعمل جسمك البيتا – كاروتين لتصنيع الفيتامين A، وهو فيتامين ذواب في الدهن؛ وفضلا عن أن الفيتامين A مضاد تأكسد قوي، فهو يساعد على حفظ صحة الشبكية ووظيفتها، ويرمم النسج، ويقاوم العدوى. وتكون مستويات البيتا – كاروتين والفيتامين A مرتفعة في الدم عند الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الأطعمة الغنية بالكاروتين، كما يقل لديهم خطر سرطان الرئة والقولون؛ ويشاهد هذا التأثير الوقائي عند كل من المدخنين وغير المدخنين.
كما تشتمل الأطعمة التي تحتوي على البيتا – كاروتين على ضروب مختلفة من أشباه الكاروتين الأخرى، بما في ذلك الكاروتينات ألفا وغاما ودلتا، فضلا عن الزيازانثين Zeaxanthin والكريبتوزانثين Cryptoxanthin والليكوبين Lycopene واللوتين Lutein؛ ومن بين جميع أشباه الكاروتين، يعد البيتا – كاروتين أقوى طليعة للفيتامين A على الإطلاق، وهو الكاروتين الذي أفرد للبحث كواق محتمل من السرطان. لكن الناس الذين يأكلون أطعمة غنية بالبيتا – كاروتين يستهلكون أيضا الكثير من أشباه الكاروتين الأخرى هذه أيضا. ويبدو أن مضادات التأكسد القوتية الأخرى هذه تمارس دورا هاما في الوقاية من السرطان.
عندما يؤخذ البيتا – كاروتين كمكمل غذائي أو قوتي، ينبغي أن يكون ذلك مع أشباه كاروتين ومضادات تأكسد أخرى؛ وتتجلى أهمية ذلك عند المدخنين؛ ويوصى في سياق الوقاية بمضادات التأكسد بمكمل يحتوي على مزيج من أشباه الكاروتين ويؤمن 5000-10000 وحدة دولية من البيتا – كاروتين.
كما يمكن أن يؤخذ الفيتامين A كمكمل، لكنه واحد من الفيتامينات القليلة ذات العتبة المنخفضة نوعا ما للتسمم؛ فالمقادير الزائدة أو المفرطة يمكن أن تؤدي مع الوقت إلى أعراض تشتمل على الصداع والدوخة وتساقط الشعر وتشوش الرؤية وجفاف الجلد أو تقشره؛ كما قد يسبب الفيتامين A بالجرعات العالية ضررا كبديا. ولذلك، يمكن أن يؤخذ الفيتامين A بأمان بمقادير تصل حتى 5000 وحدة دولية يوميا.

السيلينيوم

السيلينيوم Selenium معدن مضاد للتأكسد يحطم جذور البيروكسيد peroxide radicals الضارة إلى جزيئات ماء وأكسجين غير ضارة. وتظهر أدلة كثيرة أن السيلينيوم مغذ مضاد للسرطان قوي؛ ففي أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من السيلينيوم، يزداد خطر العديد من أنواع السرطان (بما في ذلك القولون والثدي والمبيض والبروستاتة والرئة). ولقد تبين أن إعطاء السيلينيوم ينقص وقوع سرطانات البروستاتة والرئة والقولون والجلد.
يختلف مقدار السيلينيوم في الأطعمة التي تأكلها اختلافا كبيرا حسب التربة التي نمت فيها؛ كما أن السيلينيوم في اللحم والأطعمة البحرية أيضا يرتبط بكميته في المصدر الطعامي للحيوان. وتبلغ الجرعة الموصى بها من مكمل السيلينيوم 200 مكغ يوميا، والشكل المفضل من السيلينيوم هو السيلينوميثيونين Selenomethionine المشتق من الخضار الصليبية Cruciferous vegetables مثل القنبيط Broccoli.

مضادات التأكسد التي يصنعها جسمك

فضلا عن مضادات التأكسد الأساسية المشتقة من المصادر الخارجية، تقوم خلايانا أيضا بتصنيع مضادات تأكسد هامة، وهي تشتمل على تميم الإنزيم Q10 والغلوتاثيون Glutathione وحمض ألفا – ليبويك Alpha-lipoic acid. ولكن، يمكن أن يبطؤ إنتاج الجسم لهذه المغذيات مع تقدمنا بالعمر، وذلك هو واحد من الكثير من التغيرات المبرمجة وراثيا في الوظيفة الخلوية والتي تساهم في الشيخوخة. ويمكننا التعويض عن النقص المرتبط بالعمر في مضادات التأكسد الخلوية بالمكملات التغذوية.

تميم الإنزيم Q10

يدعى تميم الإنزيم Q10 اليوبيكوينون Ubiquinone أيضا، وهو أغزر مضادات التأكسد الخلوية (اشتق اسم اليوبيكوينون من كلمة واسع الانتشار Ubiquitous التي تدل على “الوجود في كل مكان”). وبالإضافة إلى أن تميم الإنزيم Q10 مضاد تأكسد قوي بحد ذاته، فهو يساعد على إبقاء مستويات الفيتامينين C وE مرتفعة في الجسم.
يعد تميم الإنزيم Q10 هاما بشكل خاص في حماية النسج الدماغية والقلبية، وهي النسج العضوية التي تمتلك حاجات كبيرة جدا من الطاقة، وتتعرض لأعداد كبيرة من الجذور الحرة. عندما ينخفض الإنتاج الخلوي لتميم الإنزيم Q10 مع العمر، يتعرض القلب والدماغ بشكل متزايد للضرر الناجم عن الجذور الحرة.
يمكن أن يعيد تناول تميم الإنزيم Q10 كمتمم مستويات هذا المغذي في النسج التي نقص فيها إنتاجه الخلوي. وأظهرت الدراسات أن إضافة تميم الإنزيم Q10 تنقص الإجهاد التأكسدي، وتزيد المستويات الخلوية للفيتامينين C وE. وتتحقق وقاية أساسية جيدة من الضرر التأكسدي بجرعة 50-200 مغ يوميا؛ ويمكن أن يوصى بجرعة تصل حتى 400-600 مغ يوميا عند الذين لديهم مشاكل معينة، مثل أمراض القلب.

الغلوتاثيون

يتمتع الغلوتاثيون Glutathione GSH بدور نوعي في حماية الخلايا المناعية من الضرر الناجم عن الجذور الحرة؛ فكريات الدم البيضاء تقوم بجولة في مجرى الدم بحثا عن الدخلاء، مثل الجراثيم أو الفيروسات أو الخلايا السرطانية؛ وعندما تعثر على عامل ممرض Pathogen، تعطله بأكسدته، فتتحرر جذور حرة في هذه العملية، ويؤدي ذلك إلى إحداث تهديد لا يقتصر على النسج المحيطة وحسب، بل يتعداه إلى الكريات البيض نفسها.
ويعمل الغلوتاثيون كحارس لكريات الدم البيضاء، فيستعدل الجذور الحرة التي تتولد من الخلايا المناعية خلال قيامها بوظيفتها؛ كما يساعد الغلوتاثيون على إعادة دورة الفيتامينين C وE من خلال شلال الأكسدة والإرجاع Redox cascade. ويمثل الغلوتاثيون أيضا أهم مسلك لإزالة السمية في الكبد.
ويميل مستوى الغلوتاثيون في الخلايا، مثله مثل مضادات التأكسد الخلوية الأخرى، إلى الانخفاض مع تقدمنا بالعمر، كما يوجد نقص في مستويات الغلوتاثيون عند المصابين بالأمراض التنكسية مثل المرض القلبي وداء آلزهايمر وداء باركنسون.
ينطوي تناول الغلوتاثيون كمكمل على مشاكل، لأن الكثير من جزيئه يتحطم في الجهاز الهضمي قبل أن يمتص من الخلايا؛ لكن تناول المغذيات المضادة للتأكسد، مثل الفيتامين C وحمض ألفا – ليبويك، يساعد على زيادة تصنيع الغلوتاثيون في الخلايا.
كما يمكنك أن تساعد جسمك على إنتاج المزيد من الغلوتاثيون بإعطاء الحموض الأمينية التي تعمل كلبنات بناء له، حيث يتكون الغلوتاثيون من ثلاثة حموض أمينية مختلفة: الغلوتامين Glutamine والميثيونين Methionine والسيستئين Cysteine، وقد يكون السيستئين أقل هذه الحموض الثلاثة مدخولا؛ ويمكن الحصول عليه بشكل ن – أسيتيل سيستئين N-acetylcysteine (NAG)، وهو شكل يمتص جيدا. ويعد ن – أسيتيل سيستئين بحد ذاته مضاد تأكسد قويا، ويمكن أن يساعد على تعزيز إنتاج الغلوتاثيون في الخلايا. ويشكل مسحوق بروتين المصالة Whey protein powder مصدرا آخر للسيستئين الذي تبين أنه يعزز إنتاج الغلوتاثيون.
ولتعزيز إنتاج الغلوتاثيون، تناول 500 مغ من ن – أسيتيل سيستئين أو ملعقة إلى ملعقتين من بروتين المصالة الممزوج مع العصير أو الحليب يوميا.

حمض ألفا – ليبويك

يعد حمض ألفا – ليبويك Alpha-lipoic acid ALA لاعبا متعدد المهارات في فريق مضادات التأكسد، لاسيما وأنه ذواب في كل من الماء والدهن؛ ويعزز حمض ألفا – ليبويك إنتاج الطاقة في المتقدرات، ويحمي الأغشية المتقدرية من الضرر التأكسدي، ويقي الجسم من المعادن الثقيلة السامة مثل الكادميوم والأرسينيك (الزرنيخ) والرصاص. ويكون حمض ألفا – ليبويك واقيا بشكل خاص للخلايا الدماغية، حيث يحميها من الضرر التأكسدي، كما يقي الدماغ من تأثيرات نقص الأكسجين (كما في السكتة).
يمثل حمض ألفا – ليبويك في نظام مضادات التأكسد الدفاعي لاعبا مكملا للفريق، فهو يزيد مستوى الغلوتاثيون المتوفر للخلايا، ويساعد على إعادة دورة (تطوير) الفيتامينين C وE. كما يبدو أن حمض ألفا – ليبويك يضعف إذا كانت مستويات مضادات التأكسد الأخرى منخفضة. وتظهر الدراسات أن حمض ألفا – ليبويك يقي بشكل كامل من أعراض عوز الفيتامين E.
يتمتع حمض ألفا – ليبويك بقدرة استثنائية على تحسين استجابة الجسم للغلوكوز واستعماله، وهو يستخدم على نطاق واسع في أوروبا لمعالجة الداء السكري والوقاية من مضاعفاته؛ وتفيد تأثيرات حمض ألفا – ليبويك المضادة للتأكسد بشكل خاص في وقاية مرضى السكري من الضرر التأكسدي على مستوى الأعصاب والقلب، وهو يعطى بجرعة 300-1200 مغ يوميا في هذه الحالة.
تبلغ الجرعة الموصى بها من حمض ألفا – ليبويك كمضاد تأكسد 250-500 مغ يوميا، حيث تقسم الجرعة إلى 2-3 دفعات خلال اليوم.

مضادات التأكسد الخلوية والتعب

يولد إنتاج الطاقة عددا كبيرا من الجذور الحرة، كما أن الخلايا الدماغية تنتج وتستعمل من الطاقة أكثر من أي نمط خلوي آخر؛ فإذا وجد نقص في مضادات التأكسد في النسيج الدماغي، تتعرض الخلايا الدماغية للجذور الحرة بشدة.
لكن يبدو أن الدماغ يمتلك آلية وقائية تتحسس مدخرات مضادات التأكسد المتوفرة للتغلب على الجذور الحرة.
وبتعزيز مستويات مضادات التأكسد الخلوية (تميم الإنزيم Q10 وحمض ألفا – ليبويك والغلوتاثيون)، يمكن أن ترسل الإشارة إلى الدماغ بأنه من المأمون زيادة إنتاج الطاقة؛ ولقد وجدت أن التغذية المكثفة بمضادات التأكسد تؤدي إلى نتائج هائلة عند المرضى الذين يعانون من متلازمات التعب.

مضادات التأكسد التي لا تحتاج إلى تناولها

فضلا عن المغذيات المضادة للتأكسد، يعتمد دفاع الجسم ضد الجذور الحرة على عدة إنزيمات مضادة للتأكسد يصنعها الجسم. وتشتمل الإنزيمات الثلاثة المضادة للتأكسد الأكثر أهمية على ديسموتاز فوق الأكسيد Superoxide dismutase SOD والبيروكسيداز Peroxidase والكاتالاز Catalase.
وخلافا للمغذيات المضادة للتأكسد التي يستعدل الجذور الحرة من خلال منح الإلكترونات، تحطم الإنزيمات المضادة للتأكسد الجذور الحرة ببساطة إلى قطع، وتعيد تركيب مركبات غير ضارة منها؛ فديسموتاز فوق الأكسيد مثلا يحول جذور فوق الأكسيد الخطرة إلى جزيئات فوق أكسيد الهيدروجين، ثم تحول الأخيرة إلى ماء بالكاتالاز الإنزيمي.
وتبقى الإنزيمات نفسها من دون تبدل، وهي – خلافا للمغذيات المضادة للتأكسد – لا تحتاج إلى إعادة الشحن أو الاستبدال. وفي حين أن المغذيات المضادة للتأكسد يمكن أن تنضب بفعل الأعداد الكبيرة من الجذور الحرة، تستطيع الإنزيمات المضادة للتأكسد مواصلة تعطيل الجذور الحرة حسب الحاجة.
يمكن أن تبتاع ديسموتاز فوق الأكسيد بشكل مكمل غذائي، لكن جسمك ينبغي أن ينتج جميع مضادات التأكسد الإنزيمية حسب حاجته ما دمت تمده بالتمائم الإنزيمية Cofactors الضرورية، حيث يحتاج جسمك إلى بعض المعادن، بما في ذلك الزنك (التوتياء) والنحاس والمنغنيز والحديد، لتنظيم إنتاج الإنزيمات المضادة للتأكسد؛ فإذا كان لديك نقص في النحاس مثلا، يمكن أن يؤدي إلى نقص نشاط ديسموتاز فوق الأكسيد في خلاياك، مما يسبب ضررا تأكسديا؛ غير أن النحاس في الوقت نفسه يعد مركبا مؤكسدا يولد جذورا حرة ضارة؛ كما أن الحديد اللازم لتنشيط الإنزيمين المضادين للتأكسد “الكاتالاز Catalase والبروكسيداز Peroxidase” هو مؤكسد قوي أيضا.
وقد فطر الجسم على حفظ التوازن الدقيق بين الوظائف المحرضة للتأكسد Prooxidative functions ووسائل الدفاع المضادة للتأكسد Anti-oxidative defenses فيه؛ وهذا ما يبرر الأهمية الكبيرة لوجود برنامج متكامل ومتوازن من المكملات؛ فالنحاس والمنغنيز والزنك تعزز نشاط ديسموتاز فوق الأكسيد، في حين يحمي الفيتامين E والبيتا – كاروتين وحمض ألفا – ليبويك الجسم من الجذور الحرة المحرضة (المستحثة) بالنحاس. كما يحطم حمض ألفا – ليبويك الفائض من الحديد، مما يساعد على الوقاية من ميوله المؤكسدة.

هل تحصل على الحماية الكافية؟

يعطي الجدول اللاحق المقادير الموصى بها من أهم مضادات التأكسد وتمائم العوامل Cofactors المتعددة؛ وفي حين يوجد الكثير من هذه المغذيات في المستحضرات المتعددة الفيتامينات، لكن معظمها لا يحتوي على مقادير كافية للوقاية من الإجهاد التأكسدي. وعليك أن تكمل المستحضر المتعدد الفيتامينات بالمغذيات الفردية حسب الحاجة للحصول على المدخول اليومي الكامل وصولا إلى المستويات الموصى بها لاحقا.
برنامج الوقاية بمضادّات التأكسد
مضادّ التأكسد الأساسيالجرعة المقترحةملاحظات
الفيتامين C2000-4000 مغيمكن الحصول على الفيتامين C بشكل أقراص أو مسحوق بلّوري يحلّ في الماء أو العصير؛ وقد يقي الشكل المدروء (المغلّف)
من الانزعاج المعدي عند الذين لديهم تحسّس زائد للأطعمة الحمضيّة.
الفيتامين E400-1200 وحدة دوليةاختر مزيجا طبيعيا (غير تركيبي) من
التّوكوفيرولات والتّوكوترينولات.
البيتا – كاروتين5000-10000 وحدة دوليةتناول مكمّلا من مزيج أشباه الكاروتين.
السّيلينيوم200 مكغ
مضادّات التأكسد الخلويّة
تميم الإنزيم Q1050-200 مغأفضل ما يمتصّ تميم الإنزيم Q10 عندما يؤخذ مع الأطعمة أو المكمّلات التي تحتوي على الدهون (مثل الفيتامين E أو كبسولة زيت السمك).
حمض ألفا – ليبويك250-500 مغ (وحتّى 1200 مغ عند المصابين بالدّاء السكّري أو هم في خطر منه)تتعزّز كفاءة حمض ألفا – ليبويك بتقسيم الجرعة إلى جرعتين أو ثلاث خلال اليوم، أو بتناول مستحضر بطيء التحرّر.
ن – أسيتيل سيستئين لتعزيز إنتاج الغلوتاثيون500 مغويمكن بدلا منه تناول غرفة أو غرفتين من مسحوق بروتين المصالة.
تمائم العوامل المضادّة للتأكسد
الزّنك35 مغ
النحاس2 مغ
المنغنيز5 مغ
الحديدحسب الحاجة فقط
يميل الحديد إلى التراكم في أجسام الرجال والنساء غير الحائضات، مما يشكل تهديدا مؤكسدا ويساهم في المرض القلبي؛ ولا يحتاج معظم البالغين والنساء بعد سن اليأس إلى الحديد التكميلي، بل ينبغي أن يختاروا مستحضرات غذائية غير محتوية على الحديد.

تعزيز مضادات التأكسد في نظامك الغذائي

مع أنني أعتقد أن التكميل الغذائي ضروري للحصول على وقاية كافية بمضادات التأكسد، لكن ذلك لا يعني أن الأطعمة الغنية بمضادات التأكسد ليست هامة؛ فالفواكه والخضار الغنية بالفيتامينات والمعادن المضادة للتأكسد تحتوي أيضا على الكثير من أنواع المواد الكيميائية النباتية المضادة للتأكسد، بما في ذلك الفلافونويدات Flavonoids والكاتيكينات Catechins وأشباه الكاروتين Carotenoids. كما أن الأشخاص الذين يستهلكون الكثير من الفواكه والخضار تقل لديهم معدلات الأمراض كثيرا.
وما يزال العلماء يتعرفون إلى المواد الكيميائية النباتية المختلفة التي لا تحصى، ويكتشفون كيفية مساهمتها في الصحة، لكن يبدو أن هذه المواد الكيميائية الطبيعية جزء هام من الشبكة الدفاعية المضادة للتأكسد في الجسم. واليوم، تشتمل بعض المستحضرات المتعددة الفيتامينات على معقدات من المغذيات النباتية والخلاصات الطعامية في تركيبها، غير أن الجرعات تتفاوت كثيرا، ويمكن أن تكون قليلة تماما بسبب غياب المعايير الراسخة.
كما أننا لا نفهم تماما جميع الطرق التي تعمل فيها هذه المغذيات مع بعضها البعض بشكل تآزري. وفضلا عن تناول مكملات الفيتامينات، لا بد من أن تعزز نظامك الغذائي بضروب واسعة من الفواكه والخضار الطازجة لزيادة مدخولك من هذه المواد الكيميائية الطبيعية ضمن توليفاتها الطبيعية.
المواد الكيميائيّة النباتيّة المضادّة للتأكسدالوظائف المعروفةالمصادر الطعاميّة
طليعة الأنثوسيانيدين
Proanthocyanidin، الرّيزفيراتول Resveratrol، البيسنوجينول Pycnogenol OPC
تحمي النسج من
الضرر الناجم عن الجذور الحرّة، لاسيّما القلب والجلد
العنب، التوت
الإندولات lndoles
(l3 C and DIM)
تقي من السرطاناللفت، الكرنب، القنبيط
الليكوبين Lycopeneيقي من السرطان،
لاسيّما سرطان البروستاتة
البندورة ومنتجاتها، الليمون الهندي (الكريب
فروت) الأحمر، البطّيخ الأحمر
اللوتيين Lutein، الزيازانثين
Zeaxanthin
يقيان من التنكّس
البقعي Macular degeneration وسرطان الثدي
السبانخ، الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة
(اللوتيين)؛ الذرة، الخوخ، المنجة، البرسيمون Persimmons (الزيازانثين)
الكاتيكينات Catechinsتحمي الأغشية الخلوية، وتقي النسج من الأشعّة فوق البنفسجيّة والمواد الكيميائيّة المسرطنةالشاي الأسود والأخضر

حماية الجلد من الشيخوخة الباكرة

لقد أصبحت مضادات التأكسد آخر شيء في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالجلد، ولسبب جيد؛ فالتغيرات في الجلد والتي تصاحب الشيخوخة (الخطوط، التجاعيد، البقع العمرية، سرطان الجلد) – مثلما تدرك – تتعجل بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية؛ فعندما يسقط الإشعاع فوق البنفسجي على الجلد، تنتج أعداد كبيرة من الجذور الحرة في الجلد، وتبدأ سلسلة من التفاعل الضار بالنسج؛ فالجذور الحرة تبدل الـ د أن إي DNA في الخلايا الجلدية، مما يوفر الأساس لسرطانات الجلد مستقبلا. كما تخرب الجذور الحرة المادة الأساسية الكولاجينية (المطرس الكولاجيني) Collagen matrix التي تدعم الجلد. ويؤدي تضرر المطرس الكولاجيني إلى رخاوة الجلد وتخططه وزيادة تعرضه لشد الجاذبية.
ويمكن لاستهلاك المغذيات المضادة للتأكسد في القوت والمكملات أن يساعد على حماية خلايا جلدك من ضرر الشمس؛ كما يمكن لوضع بعض المغذيات المضادة للتأكسد على سطح الجلد مباشرة أن يكون ذا تأثيرات فائقة في الوقاية من علامات الشيخوخة في الجلد، بل وحتى إزالتها.
يعد الفيتامين E مغذيا قيما واقيا للجلد؛ لكن عندما يطبق مباشرة على سطح الجلد، يكون الشكل التوكوترينولي Tocotrienol form منه أفضل امتصاصا واستعمالا في الخلايا من الشكل التوكوفيرولي Tocopherol form. كما قد يساعد الاستعمال الموضعي لتميم الإنزيم Q10 والفيتامين C وحمض ألفا – ليبويك على إصلاح شيخوخة الجلد. وتروج الكثير من منتجات العناية بالجلد للمغذيات المضادة للتأكسد، لكن القليل منها لا يحتوي على أكثر من مقادير زهيدة؛ ولذلك، ابحث عن المنتجات التي تستعمل المغذيات المضادة للتأكسد بتراكيز تصل حتى 1-5%. وينبغي أن يستعمل الفيتامين C شكلا ذوابا في الدهن من الفيتامين (بالميتات الأسكوربيل Ascorbyl palmitate). كما أن المنتجات المحتوية على مزيج من مضادات التأكسد المختلفة قد تمنح وقاية أفضل باستثمار الخواص التآزرية لمضادات التأكسد المختلفة هذه. ومع أن الفيتامين C فعال جدا عندما يستعمل موضعيا، لكنه يتصف بعدم استقرار شديد.
إن حماية الجسم من الداخل والخارج من التأثيرات الضارة للأكسدة هي سياج هام ضد الشيخوخة والمرض؛ لكن الوقاية من الأمراض المرتبطة بالعمر تتطلب أسلوبا متعدد العوامل.

الالتهاب الجهازي : السيطرة للوقاية من الأمراض



الالتهاب الجهازي : السيطرة للوقاية من الأمراض



يعد فهم الالتهاب الجهازي systemic inflammation والسيطرة عليه أمرا هاما جدا للوقاية من الأمراض؛ فمن خلال التقليل من الالتهاب الجهازي
، ستبتر خطر المرض القلبي والكثير من أنماط السرطان إلى النصف (كما سيقلل ذلك كثيرا من الأوجاع والآلام الناجمة عن التهاب المفاصل والحالات الالتهابية الأخرى). وربما يكون الأهم من كل ذلك إمكانية أن تؤدي السيطرة على الالتهاب الجهازي في نهاية المطاف إلى إيجاد المفتاح نحو الوقاية من داء آلزهايمر Alzheimer’s disease.

الالتهاب يمكن أن يساعدك أيضا

يعد الالتهاب عند مستواه الأكثر ضرورة تفاعلا دفاعيا ضد عامل معد نوعي Specific infectious agent أو سم أو إصابة؛ وتدار الاستجابة الالتهابية على المستوى الخلوي (ثم توقف) بفعل ضروب مختلفة من المواد الكيميائية المبدئة للالتهاب والمضادة له، وهي تدعى السيتوكينات Cytokines؛ فالحمى والتورم في الوثي Sprain أو وجع الأسنان والاحمرار في التهاب الحلق Sore throat أو حرق الشمس، كل ذلك مؤشرات على تأثير السيتوكينات المبدئة للالتهاب Pro-inflammatory cytokines، حيث تعطل العوامل الممرضة وتصلح النسيج المتضرر.
ومن المنطقي بعد إصابة خطيرة أو جراحة، على سبيل المثال، أن ترتفع مستويات المواد الكيميائية الالتهابية في دمك؛ ولكن عندما تبدأ عملية الشفاء، يخمد الالتهاب، وتعود مستويات المواد الكيميائية الالتهابية في الدم إلى طبيعتها.
لكن كثيرا جدا من المرضى الذين أشاهدهم يظهرون العديد من المواد الكيميائية الالتهابية في دمهم، ولسبب طبي غير واضح؛ ويدل ذلك على التهاب جهازي أو مجموعي، وهو حالة مزمنة من الالتهاب الخفيف في كامل الجسم. ويذكر أن الالتهاب يمكن أن يتحرض بالتعرض المستمر للسموم أو الذيفانات Toxins في البيئة أو الخيارات القوتية السيئة (مثل النظام الغذائي الأميركي المعياري) أو الحالة المغذية الضعيفة أو وجود الجراثيم بشكل مستمر في الدم. ومع تقدمنا بالعمر، تميل خلايانا أيضا إلى إنتاج مواد كيميائية التهابية أكثر مما تفعل ونحن في سن الشباب.

المؤشرات الالتهابية

يمثل كل من البروتين التفاعلي C (C-Reactive Protein) ومولد الفبرين (الفبرينوجين Fibrinogen) بروتينين يعملان كمؤشرين أو واسمتين دالتين على درجة الالتهاب الموجود في الجسم؛ وفي حين لا يضمّن هذان البروتينان في كل اختبار دموي روتيني، فهما يدخلان في جداول الاختبارات الدموية الأكثر شمولية.
ويظهر تحليل هذه المعطيات اليوم أن المصابين بارتفاع مستويات البروتين التفاعلي C أو مولد الفبرين (الفبرينوجين) يزداد مدى وقوع أمراض القلب والنوبة القلبية والسكتة عدة مرات بالمقارنة مع الذين لديهم مستويات منخفضة. كما أن الارتفاع الطفيف فقط في هاتين الواسمتين الالتهابيتين يمكن أن يضاعف خطر المرض القلبي، حتى عند الذين ليس لديهم عوامل خطر أخرى للمرض القلبي، مثل ارتفاع الكولستيرول.
يمثل مرض القلب والأوعية Cardiovascular disease القاتل الأول لكل من الرجال والنساء، حيث يكون مسؤولا عن أكثر من أربع حالات من بين كل عشر وفيات. وتكفي العلاقة ما بين الالتهاب والمرض القلبي وحدها إلى الدفع نحو تحقيق السيطرة على الالتهاب المزمن كأولوية كبيرة؛ لكن البروتين التفاعلي C ومولد الفبرين (الفبرينوجين) ليسا عامل خطر قلبي فقط. ويرى الباحثون اليوم أن الالتهاب عامل مركزي في ظهور كل من السرطان وداء آلزهايمر وتقدمهما.

الاضطرابات الطبية المصحوبة بالالتهاب

•    السرطان.
•    المرض القلبي، النوبة القلبية، السكتة، فشل القلب الاحتقاني Congestive heart failure.
•    داء آلزهايمر.
•    الاضطرابات الأرجية (التحسسية) Allergic conditions، بما في ذلك التهاب الجيوب Sinusitis والإكزيمة والربو.
•    اضطرابات المناعة الذاتية Autoimmune conditions، بما في ذلك الذئبة Lupus والصدفية Psoriasis والألم الليفي العضلي fibromyalgia والتهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis.
•    التهاب البنكرياس Pancreatitis.
•    الفشل الكلوي.
•    الفصال العظمي (التهاب العظم والمفصل) Osteoarthritis والتهاب الجراب Bursitis والتهاب الوتر Tendinitis.
•    المضاعفات الجراحية، بما في ذلك ضعف شفاء الجروح.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: بناء حالة مضادة للالتهاب

يلعب الالتهاب الجهازي دورا بارزا في الشيخوخة والمرض؛ وقد كانت حقيقة أن عددا من الدراسات الكبيرة أثبتت العلاقة القاطعة بين الواسمات الالتهابية ومرض القلب هي الأساس في هذه النظرية؛ وتمثل الجزء الكبير اللاحق من الأدلة على ذلك في حقيقة أن الأشخاص الذين يستعملون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية Nonsteroidal anti-inflammatory drugs NSAIDs يقل لديهم خطر عدد من الأمراض كثيرا.
يعد الأسبرين Aspirin والإيبوبروفين Ibuprofen ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى علاجا معياريا للصداع والحمى والآلام العضلية وغير ذلك من الشكاوى البسيطة نسبيا. وبما أن هذه العقاقير رخيصة وتبدو غير ضارة نسبيا، فهي تؤخذ يوميا من قبل ملايين المصابين بالتهاب المفاصل. وسواء أكانت تلك فكرة جيدة أم لا، فإن حقيقة أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تستعمل على نطاق واسع جدا قد أعطت كمّا كبيرا جدا من المعطيات التي يمكن الاستفادة منها في اختبار مصداقية Validity نظرية الالتهاب في الأمراض.
وعندما تدقق في المعطيات الخاصة بمستعملي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، تجدها – كما هو متوقع – توحي كثيرا بأن استعمال هذه الأدوية المضادة للالتهاب يقي جدا من الأمراض التي ترتبط بالالتهاب؛ ويبدو أن ذلك يثبت النظرية القائلة بأن الالتهاب ليس الشيء الوحيد الموجود في هذه الأمراض، بل قد يكون بالفعل عاملا رئيسيا في ظهورها.
فالناس الذين يتناولون الأسبرين بانتظام يقل لديهم خطر عدة أنواع من السرطان بشكل ملحوظ، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان المريء وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتة (لاسيما الشكل النقيلي Metastatic form من المرض). وإذا سلمنا الآن بأن الالتهاب يساهم في نمو السرطان، يبدو أن من المحتمل أن تقي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من السرطان جزئيا على الأقل من خلال التقليل من الالتهاب.
قد تتساءل عما إذا كانت المعالجة بالأسبرين بجرعة منخفضة، مثل تلك الموصوفة للوقاية من مرض القلب، كافية للوقاية من السرطان؛ وللعلم، فقد تبين أن تناول قرص من أسبرين الأطفال يوميا (أو قرص من أسبرين البالغين “الأسبرين العادي” كل يومين) ينقص خطر النوبة القلبية والسكتة بشكل ملحوظ. ولكن لا يبدو – وللأسف – أن هذه الجرعة المنخفضة لا تكفي لتأمين وقاية هامة من السرطان؛ ففي دراسات مختلفة، لوحظ أن الاتجاه العام يبين أن الذين يتناولون جرعات منتظمة من الأسبرين بشكل أكثر تواترا (يوميا أو بشكل شبه يومي) ولفترات زمنية طويلة (عدة سنوات) يبدون أكبر قدر من انخفاض الخطر.
وتبدو التأثيرات الوقائية لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حالة داء آلزهايمر مذهلة أيضا؛ فإذا كان لديك أية تجربة شخصية مع هذا المرض، فأنت تعلم مقدار الألم الذي يجلبه المرض لكل من المصابين به وأسرهم. ومثلما يدرك بن وزوجته على مضض، لا يوجد في الوقت الراهن شفاء من داء آلزهايمر، كما أن المعالجات الفعالة هي في الحد الأدنى فقط.
إذا لم تكن تعرف أحدا مصابا بداء آلزهايمر، فسترى من هو مصاب به قريبا، حيث إن نصف من بلغوا من العمر 85 سنة وما فوق يعانون منه. ويرى الخبراء أنه مع تقدم العمر عند الأميركيين، ستؤدي الأعداد المتزايدة لحالات داء آلزهايمر إلى انهيار نظام الرعاية الطبية Medicare system المتبع لدينا.
غير أن الاستعمال المنتظم لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يبدو أنه يحمي الدماغ من التغيرات المصاحبة لهذا المرض؛ فقد أظهرت عشرون دراسة على الأقل أن الاستعمال المنتظم لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (يوميا أو بشكل شبه يومي) يمكن أن يقطع خطر داء آلزهايمر بنسبة 75٪. وكلما طال تناول هذه العقاقير وكان باكرا في الحياة عند البدء به، قل خطر إصابتك بداء آلزهايمر. ويشاهد أفضل تأثير وقائي بالجرعات البالغة 800 مغ من الإيبوبروفين أو 2.4 غ من الأسبرين على الأقل يوميا. ونكرر من جديد بأن أفضل نظرية في ذلك هي أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تحمي من ظهور داء آلزهايمر عبر التقليل من الالتهاب.
مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة
مُضادَّاتُ الالتهاب غير الستيرويديَّة المعياريَّة (بوصفة أو من دون وصفة)مثبِّطات السِّيكلو أكسجيناز 2 COX-2
الأسبرين (باير Bayer، الإكْسيدرين Excedrin)السِّيليكوكسيب Celecoxib – Celebrex
الإيبوبروفين Ibuprofen (الأدفيل Advil، الموترين Motrin)الفالديكوكسيب Valdecoxib (البِكْسترا Bextra)
الإندومياسين Indomethacin (الإندوسين Indocin) 
النَّابروكسين Naproxen (الآليفي Aleve، النَّابروسين Naprosyn) 
لا ينتمي الأسيتامينوفين Acetaminophen (التيلينول Tylenol) إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ ومع أنه مفرج للألم، لكنه لا ينقص الالتهاب ولم يتبين أي تأثير وقائي له من السرطان أو المرض القلبي أو داء آلزهايمر. وفي الواقع، أظهر إحدى الدراسات أن مستعملي التيلينول يزداد خطر داء آلزهايمر لديهم بنسبة 35٪ أكثر من غيرهم.

ماذا عن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 (الأكسجيناز الحلقية)؟

يتوسط صنف من الإنزيمات، تدعى إنزيمات السيكلو أكسجيناز (الأكسجيناز الحلقية) Cyclooxygenase COX، الالتهاب في الجسم. وتمثل مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 COX-2 inhibitors نمطا جديدا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي رخصتها إدارة الأغذية والأدوية، وتتمثل فائدتها الرئيسية في تأثيرها الأكثر انتقائية والذي يثبط الإنزيم COX-2 الالتهابي من دون التأثير في الإنزيم COX-2 الواقي للمعدة. ولهذا السبب، تعد مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الجديدة أقل ميلا إلى تهييج البطانة المعدية والإضرار بها (تحصر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية كلا من إنزيمي COX-1 و COX-2.
وخلافا لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية التي استخدمت على نطاق واسع لعقود، لا نمتلك من الكثير من المعطيات عما إذا كانت مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الجديدة تستطيع إنقاص خطر الأمراض على المدى البعيد. وترى الأبحاث التمهيدية أن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2، مثلها مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية، يمكن أن تفيد في الوقاية من السرطان وداء آلزهايمر وربما معالجتهما.
كما أننا لا نعلم تماما مخاطر الاستعمال المديد لهذه الأدوية؛ وقد أظهر الباحثون قلقا من أن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 COX-2 inhibitors قد تزيد خطر الحوادث القلبية الوعائية؛ وقد سحب أحد مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الأكثر انتشارا (الفيوكس Vioxx) من الأسواق في أواخر عام 2204 بسبب زيادة الحوادث القلبية الوعائية عند الذين كانوا يستعملونه لمدة 18 شهرا أو أكثر.

كيف يقود الالتهاب إلى المرض؟

لقد تأكدت اليوم العلاقة بين الالتهاب والمرض أكثر فأكثر، ويكمن التحدي التالي في فهم الطرق التي يساهم من خلالها الالتهاب في المرض؛ ويبحث الكثير من الباحثين الرواد عن الأجوبة. ندرج فيما يلي بعض أكثر الآليات المحتملة:
•  تقتل المواد الكيميائية الالتهابية الخلايا الدماغية
يتصف داء آلزهايمر بوجود لويحات في الدماغ، ولقد ركزت الأبحاث لفترة طويلة (وبشكل كبير ومن دون نجاح) على إيجاد معالجات للوقاية من تشكل هذه اللويحات. كما يتميز داء آلزهايمر بالتهاب هام في الدماغ، وهي حالة وصفها بذكاء اختصاصي الأعصاب دافيد بيرلموتر بأنها “الدماغ يحترق”. ويعتقد اليوم أن هذا الالتهاب هو تفاعل مناعي تجاه اللويحات. وفي الواقع، قد تكون المواد الكيميائية الالتهابية – وليس اللويحات نفسها – هي السبب الأساسي في تضرر النسيج الدماغي المحيط.
•  تؤدي نواتج الالتهاب إلى تثخن الدم
يؤثر تراكم الفبرينوجين في الدم في خصائصه الجريانية، مما يجعله لزجا وثخينا؛ وتؤدي متلازمة الدم الثخين Thick blood syndrome” هذه إلى صعوبة أكبر في دوران الدم عبر الأوعية الدموية الصغيرة، مما يسبب ألم القلب (الذبحة Angina) والعضلات والضعف وضبابية التفكير والتعب.
•  يؤدي الالتهاب إلى تحطم اللويحات الشريانية
يعتقد أن الالتهاب يمارس دورا مخربا في زعزعة اللويحات الشريانية Arterial plaques في حالة المرض القلبي. وبكلمة أخرى، يقود الالتهاب نفسه إلى تحطم اللويحات مسببا تحررها عن الجدر الشريانية، وانطلاقها عبر مجرى الدم، مما يؤدي إلى النوبات القلبية أو السكتات.
•  يؤدي الالتهاب إلى ضرر ناجم عن الجذور الحرة
تولد الاستجابة الالتهابية أعدادا هائلة من الجذور الحرة. ولذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب الجهازي المزمن Chronic systemic inflammation إلى نضوب خطير في مدخرات الجسم من المغذيات المضادة للتأكسد. وتكون خلايانا أكثر عرضة للطفرات التي قد تقود إلى السرطان من دون وجود ما يكفي من مضادات التأكسد.
•  تغذي إنزيمات الالتهاب نمو السرطان
تبرمج الخلايا السرطانية لإنتاج مقادير كبيرة من إنزيم COX-2 الالتهابي؛ وقد تزيد مستويات إنزيمات COX-2 في النسيج السرطاني حتى 60 مرة على مستوياتها في النسيج السليم؛ ثم تستعمل الخلايا هذا الإنزيم كوقود للانقسام الخلوي السريع الذي يمثل واسمة مميزة مميتة في السرطان. وقد يقوم جزء كبير من قدرة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على الوقاية من السرطان وتحسين البقاء على قيد الحياة (البقيا) survival عند المصابين به، على تثبيط الإنزيم COX-2.
ومما لاشك فيه أنه ما زال أمامنا الكثير لنفهمه عن الآليات الدقيقة التي تحمينا بها الأدوية والمغذيات المضادة للالتهاب من المرض؛ لكن الأبحاث تسير بسرعة، مع ظهور ما هو جديد كل يوم، ومن هذا الجديد ما اكتشف حديثا من علاقة بين الأدوية الخافضة للكولستيرول والنقص في داء آلزهايمر.

الآثار الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب

إذا كنت من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأدوية الستاتينية الخافضة للكولستيرول Statin drugs، يمكن أن تنقص هذه الأدوية خطر السرطان والمرض القلبي وداء آلزهايمر لديك؛ أما إذا كنت لا تستعمل هذه الأدوية حاليا، قد تتساءل عما إذا كان من الواجب البدء بتناولها كوقاية من المرض، سواء أكنت بحاجة إليها أم لا.
من الواضح أن الأدوية التي تنقص الالتهاب يمكن أن تساعد على الوقاية من العديد من أمراض الشيخوخة؛ ولكن نؤكد من جديد أن لهذه الأدوية تأثيرات جانبية؛ فمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تمزق بطانة معدتك، وتؤدي إلى ألم ونزف داخلي. وفي الواقع، يمثل النزف الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية سببا رئيسيا لفقر الدم عند المسنين. كما أن كلا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية الستاتينية يزيد العبء الواقع على كبدك، ويمكن في حالات نادرة أن يؤدي إلى التهاب كبدي محرض بالأدوية أيضا Drug-induced hepatitis.

المكملات المضادة للالتهاب

يوجد عدد من المغذيات التي يمكنها أن تنقص الالتهاب في جسمك بشكل قوي من دون تأثيرات جانبية.
•  خلاصة ورق القراص Nettle leaf extract. تثبط إنزيمات السيكلو أكسجيناز (مثلما تفعل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)، كما تثبط السيتوكينات الالتهابية.
•  الحموض الدهنية الأساسية، بما في ذلك حمض الإيكوسابنتينويك EPA Eicosapentaenoic acid وحمض غاما لينولئيك GLA Gamma-linoleic acid، والدوكوساهكسينويك DHA Docosahexaenoic acid بشكل خاص، فهي تثبط السيتوكينات الالتهابية، ويمكن أن تنقص كلا من البروتين التفاعلي C والفبرينوجين.
•  البروميلين Bromelain. هو إنزيم هاضم للبروتين Protein-digesting enzyme يوجد في الأناناس Pineapple، يقلل الالتهاب ويحطم الفبرينوجين.
•  الزنجبيل Ginger. مثبط طبيعي للسيكلو أكسجيناز 2، حيث يثبط المسلك الالتهابي نفسه الذي يؤثر من خلاله السيليبركس Celebrex؛ كما أنه ينقص تشكل السيتوكينات.
•  الكركمين Curcumin. مكون فعال في الكركم التابل Spice turmeric (لا يوجد في الكمون Cumin)؛ وهو يثبط السيتوكينات الالتهابية والفبرينوجين.
•  الديهيدرو إيبي آندروستيرون DHEA Dehydroepiandrosterone. هرمون مضاد للشيخوخة، وهو مضاد للالتهاب أيضا. وبما أن مستويات هذه الهرمون تميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر، يزداد الالتهاب والمرض. ويمكن أن يؤدي إعطاء الديهيدرو إيبي آندروستيرون إلى تثبيط نشاط السيتوكينات الالتهابية، وقد ينقص البروتين التفاعلي C والفبرينوجين.
•  الفيتامين K. له دور متميز في مقاومة أمراض الشيخوخة، كما يثبط إنتاج السيتوكينات الالتهابية.
•  خلاصة الجنكة ذات الفصين Ginkgo biloba extract. لها فوائد في تعزيز الوظيفة الدماغية والقدرات الاستعرافية (الإدراكية) والمحافظة عليها؛ كما أنها ذات تأثيرات مضادة للالتهاب، وتنقص فائض الفبرينوجين.
يمكن استعمال هذه المغذيات بتوليفات أو مشاركات مختلفة للتقليل من الالتهاب، فضلا عن الاستفادة من فوائدها الأخرى. وسنعرض فيما يلي النظام العلاجي الأساسي المضاد للالتهاب والذي يناسب معظم الناس. وبما أن الجنكة والفيتامين K والديهيدرو إيبي آندروستيرون ذات تأثيرات متعددة في الجسم، فلا بد من استعمالها بدقة في بعض الظروف.
البروتوكول الأساسي المضادُّ للالتهاب
المغذيالجرعة اليومية
خلاصة ورق القراص900 مغ
كبسولات زيت السمك
أو
كبسولات الديهيدرو إيبِي آندروستيرون
3000 مغ

1000 مغ
البروميلين2000 مغ
الزَّنْجَبيل
أو
الكركمين
900 مغ

900-1800 مغ

تعقب الالتهاب بالاختبارات الدموية

هناك بعض الاختبارات الدموية النوعية جدا (والمكلفة) والتي تستطيع قياس مستويات السيتوكينات الالتهابية كل على حدة، مثل IL-6 Interleukin-6 وIL-1b Interleukin-1 beta وعامل نخر الورم ألفا TNF-a Tumor necrosis factor alpha؛ فإذا كان أي من هذه السيتوكينات مرتفعا بشكل شاذ، يدل على نوع ما من العملية الالتهابية.
ولكن الأكثر شيوعا أن نستعمل اختبارات أقل تكلفة لقياس مستويات الواسمتين الالتهابيتين، البروتين التفاعلي C والفبرينوجين؛ وتكون هذه الاختبارات البسيطة عند معظم الأشخاص أكثر من كافية للتحقق من أن الالتهاب عامل خطر أم لا. وينبغي أن تكون مستويات هاتين الواسمتين الالتهابيتين كما يلي حتى نحقق أعلى قدر من الوقاية من الأمراض المرافقة للالتهاب:
•  البروتين التفاعلي C: أقل من 0.5 مغ/ل.
•  الفبرينوجين: أقل من 300 مغ/دسيليتر.

تقييم الخطر لديك وإنقاصه

بما أن الالتهاب الجهازي خطر وصامت غالبا وسهل المعالجة، فأنا أوصي بشدة باختبار الواسمات الالتهابية كجزء من تقييم الأخطار الأولي؛ ولا يلقي هذا التقييم الضوء على نواحي مثيرة للقلق بشكل خاص وحسب، ولكنه يوفر أساسا للمقارنة أيضا.
عندما تظهر الاختبارات الدموية الأولية لديك ارتفاعا في الواسمات الالتهابية، قد ترغب بإعادة الاختبارات الدموية بعد 8-12 أسبوعا للتأكد من أن البرنامج الذي تعتمده يكفي للتقليل من خطر الأمراض المحرضة بالالتهاب. وبما أن الجسم يستجيب بشكل مختلف بين الأشخاص، ليس هناك وصفة واحدة لكل فرد. ولكن، إذا ما استمر الالتهاب بحيث يشكل قضية لديك، ستقوم أنت ومستشارك الطبي بتعديل برنامجك عبر إضافة مغذيات مضادة للالتهاب أخرى أو زيادة مقادير المغذيات التي تتناولها.

النظام الغذائي المضاد للالتهاب

يكون لما تأكله يومياَ تأثير كبير في كل أوجه صحتك، بما في ذلك مستوى الالتهاب في جسمك؛ ويمكن أن تساعدك التعديلات القوتية التالية – ضمن أشياء أخرى – على اتقاء الالتهاب المفرط.
•  ركز على الدهون الأحادية غير المشبعة Monounsaturated fats
تتحول بعض الدهون، لاسيما تلك الموجودة في السمك وزيت الزيتون والبذور والأفوكادو Avocados، إلى مركبات تشجع إنتاج المواد الكيميائية المضادة للالتهاب؛ أما الدهون الأخرى، لاسيما تلك الموجودة في اللحوم والمنتجات اللبنية، فتعزز إنتاج المواد الكيميائية المحرضة للالتهاب Pro-inflammatory chemicals.
•  كل القليل على مستوى منسب سكر الدم Glycemic index
تعزز الأطعمة الكربوهيدراتية (السكرية) التي تسبب ارتفاعا سريعا في الأنسولين حدوث الالتهاب. ويمثل منسب سكر الدم نظاما تقديريا يحسب تأثير مختلفة الأطعمة في إنتاج جسمك للأنسولين؛ فالأطعمة الغنية أو المرتفعة على منسب سكر الدم، مثل الخبز الأبيض والباستا والرز والحلويات وعصير الفواكه، تميل إلى تعزيز الالتهاب؛ ولذلك، يساعد اختيار الكربوهيدرات الفقيرة أو المنخفضة على منسب سكر الدم، مثل الحبوب الكاملة والخضار الطازجة، على إنقاص الالتهاب.
•  تجنب الأطعمة الغنية بحمض الأراكيدونيك Arachidonic acid
حمض الأراكيدونيك حمض دهني يعد طليعة للسيتوكينات المحرضة للالتهاب. وتكون بعض الأطعمة، مثل البيض واللحوم العضوية، غنية بحمض الأراكيدونيك بشكل خاص. ولكن لهذه الأطعمة فوائد صحية أخرى، ويمكن تناولها باعتدال باستثناء أولئك الذين يشكل الالتهاب مشكلة خاصة لديهم.
الدَّلائلُ
الإرشاديَّة للنظام الغذائي (القوت) المضاد للالتهاب
الأطعمةُ التي يمكن الاستمتاع بهاالأطعمةُ التي ينبغي تجنُّبُها
السَّلَمون والأسماك الدهنيَّة الأخرىالشرائح الدهنيَّة واللحم الأحمر
الأفوكادومحُّ البيض (صَفَاره)
زيت الزيتونالخبز الأبيض والباستا
الجوز والبزورالبطاطا
الخضار والفواكه الطازجةعصير الفواكه
الحبوب الكاملة، بما في ذلك دقيق الشوفانالرز الأبيض وكعك الرز

العلاقة بين القلب واللثة

فضلا عن تجنب الأطعمة المحدثة للالتهاب وتناول المكملات المضادة للالتهاب، تأكد من العناية الجيدة بأسنانك؛ فمرض اللثة Gum disease حالة التهابية بشدة تتجاوز عواقبها الفم. ويمكن للسيتوكينات الالتهابية التي تصاحب مرض اللثة أن تساهم كثيرا في المشاكل المرافقة للالتهاب الجهازي. ويكون المصابون بمرض اللثة أكثر ميلا للمعاناة من مرض القلب على سبيل المثال. ويؤدي التنظيف الدوري للأسنان بالخيط والعناية الاحترافية بها إلى الحد كثيرا من خطر مرض دواعم السن Periodontal disease. ومن غير المستبعد كما يبدو أن يكون تنظيف الأسنان بالخيط Flossing جزءا هاما من برنامج وقايتك من الأمراض.

السبت، 7 نوفمبر 2015

الأعشاب الطبية والذ ئبة الحمراء

 الذئبة الحمراء اسبابه علاجه من طب الاعشاب
الذئبة الحمراء
Lupus erythematosus

تعريف المرض: هو مرض التهابي مزمن من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب النسيج الضام ( connective tissue) والتي تصيب أعضاء كثيرة من الجسم وأشهرها: الجلد، المفاصل، الدم، والكلى. والذئبة الحمراء مرض مزمن يستمرلفترة طويلة، وتعنى كلمة مرض من أمراض الجهاز المناعي أن هذا المرض يحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي للجسم تجعله بدلاً من حماية الجسم من البكتريا والفيروسات فإن الجسم يهاجم نفسه.
التسميه بهذا الاسم: يرجع اسم الذئبة الحمراء إلى أوائل القرن العشرين. وكلمة الذئبة مشتقة من اللغة اللاتينية وهى تصف الطفح الجلدي على وجه المريض, والذي يذكر الطبيبب العلامات الموجودة على وجه الذئب ، وكلمة الحمراء مشتقة أيضاً من اللغة اللاتينية وهى تصف لون الطفح الجلدي .ويسمى هذا المرض بمرض القناع الأحمر لأنه يظهر على شكل طفح جلدي أحمر في الوجه وقد يزيد إلى درجه التي يبدو عليها المريض وكأنه يرتدى قناع أحمر ، كما أنه أحد الأمراض الروماتيزمية التي تصيب العديد من أجهزة وأنسجة الجسم ويؤثر بصورة ملحوظة على جهاز المناعة بالجسم.
أنواع المرض:
1.نوع جلدي : ويترك آثاراً جلدية تشبه ما تتركه عضة الذئب من آثار.
2. نوع دوائي : تظهر علاماته مع تناول بعض أدوية الصرع أو المضادات الحيوية أو بعض أدوية الضغط، وتختفي أعراض المرض عند الامتناع عن تناول الدواء المسبب.
3.القناع الأحمرجهازي : وهو الأكثر انتشارا ويصيب بعض أجهزة الجسم مع وجود علامات جلدية أو بدونها.
الأشخاص الأكثر عرضة:
1.يصيب هذا المرض النساء ما بين سن 15- 45 عاماً كما أن نسبة إصابة الرجال للنساء هي 1 إلى 13 ونادراً ما يصيب الأطفال خاصة من هم دون الخامسة. 
2.تبدأ الإصابة في أي عمر ولكن غالباً في العقدين الثاني والثالث من العمر.
3. تقدر عدد الحالات علي مستوي العالم بحوالي خمسة ملايين حالة.
الأعراض:
اولا:أعراض في كل الجسم :
ارتفاع بدرجة حرارة الجسم وقد تكون مشكلة طبية يصعب معرفة مصدرها، كما يعاني الشخص من إجهاد شديد ونقص ملحوظ بالوزن وتظهر هذه الأعراض مع بداية المرض ومع بداية الانتكاسات للمرض وأحياناً قبل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء أو بعد التعرض الطويل لضوء الشمس. 
ثانيا:أعراض في أجهزة الجسم المختلفة:
1. الجهاز الحركي والمفاصل : حيث يشكو المريض من آلام وتورم بالأصابع والمفاصل لكنه لا يسبب تشوهات مفصلية دائمة كما أن المريض قد يعاني من آلام في العضلات في مناطق مختلفة من الجسم. 
2.الجلد والأغشية المخاطية : يكون الجلد حساساً لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية ويظهر طفح أحمر متقشر مثير للحكة يظهر على الأنف والوجنتين على شكل فراشة وأحياناً يعاني المريض من تقرحات بالفم والغشاء المخاطي للأنف الذي قد يصاحبه نزيف أنفي. ويظهر الطفح على الجسم عادة كرقع دائرية، ومن المحتمل أن تستمر الحالة لعدة سنوات مع حدوث تحسن أو تدهور من وقت لآخر. وغالباً ما يصبح الجلد رقيقاً ومندياً بعد أن تزول العلامات الجلدية.
3.الشعر: أما بالنسبة إلى الشعر فقد يحدث تساقط الشعر حتِى بدون تمشيط للشعر؛ وينشط هذا التساقط في نوبات الانتكاسة المرضية أو بعد استعمال الكورتيزون وبعد مثبطات المناعة المستخدمة لعلاج المرض، ومع هدوء المرض يقل تساقط الشعر بل قد يعود لطبيعته السابقة. 
4. الكلى: قد يسبب مرض الذئبة الحمراء التهابات كلوية متكررة بنسبة 25% إلى 50% من المرضى؛ وإذا لم يتم تدارك المشاكل الكلوية في أولها سوف يؤدي ذلك إلى مشكلات مزمنة سوف تنتهي بخلل لوظيفة الكلى أو فشل كلوى بالإضافة إلى معاناة المريض من ارتفاع بضغط الدم الشرياني بسبب مرض الكلى. 
5.لجهاز التنفسي: يعاني تقريباً 30% من مرضى الذئبة الحمراء من التهابات بالغشاء البلوري للرئتين قد يصاحبها تجمع سوائل بالغشاء البلوري وقد يعاني المرضى من التهابات بالقصبة الرئوية أو أنسجة الرئة وتزداد فرص الإصابات الرئوية مع تناول بعض العلاجات الدوائية الخافضة للمناعة الجسمية مثل الكورتيزون وبعض العلاجات الأخرى. 
6. القلب: يعانى أقل من ثلث مرضى الذئبة الحمراء من مشكلة قلبية أو أكثر فقد يصاب المريض بالتهاب الغشاء المحيط بالقلب وقد تتجمع بعض السوائل في هذا الغشاء وقد يكون تأثيرها خطيراً على وظيفة المضخة القلبية، بعض المرضى الآخرين قد يعانون من اعتلال بوظيفة العضلة القلبية أو من التهابات بأحد الصمامات قد تتطور إلى التهابات صديدية خطيرة قد تؤثر أيضاً على وظيفة التوصيلات الكهربائية للقلب، من ناحية أخرى قد يؤثر المرض على مرونة وكفاءة الأوعية الدموية مختلفة الأحجام وظاهرة رينود بسبب انقباض الأوعية الدقيقة في الأطراف. 
7. الجهاز الهضمي : قد يعاني المريض من فقدان للشهية أو شعور بالغثيان والتقيؤ أو قد يعاني من نوبات مغص مصحوب بإسهال أثناء الحالة المرضية أو أثناء الانتكاسة، ومع تناول بعض العلاجات الدوائية قد يعاني المريض من الأعراض الجانبية الهضمية أو مضاعفات تحدث بسبب تناول الدواء. 
8. الجهاز العصبي والنفسي: في كثير من الحالات المرضية للذئبة الحمراء يعاني المرضى من اضطرابات عصبية ونفسية قد تختلف في الشدة من مريض لآخر ومن مرة مرضية لمرحلة مرضية أخرى وفي حالات نادرة قد يصل الأمر إلى تكرر نوبات صرع أو نوبات اكتئاب شديدة ولكنها تستجيب للعلاج الدوائي في أغلب الأحيان. 
9. الدم : قد يحدث لنسبة غير بسيطة من مرضى الذئبة الحمراء فقر دم أو نقص في عدد كريات الدم البيضاء أو في عدد صفائح الدم. 
10.الجهاز التناسلي والحمل : قد تعاني السيدة المصابة بمرض الذئبة الحمراء النشط من صعوبة في حصول الحمل أو صعوبة في استمرار الحمل إذا حصل وهناك زيادة في نسبة الإجهاض وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل من ناحية أخرى إذا كانت المريضة في وضع جيد وتم التحكم في مرضها قبل الحمل فإن استمرار الحمل لنهايته من الأمور المتوقعة لأن المرض لا ينشط عادة أثناء الحمل كما أن المرض لا يورث للأبناء.
ما مدى شيوع هذا المرض؟
الذئبة الحمراء مرض نادر يصيب خمسة في كل مليون طفل سنوياً، وبداية ظهور أعراض المرض نادراً ما تكون قبل سن الخامسة وغير شائعة قبلا البلوغ. وتعتبر السيدات في سن الخصوبة (من 15 إلى 45 سنة) هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتكون الإصابة بين السيدات إلى الرجال 1:9 ولكن في الأطفال وقبل سن 
البلوغ تكون نسبة المرض في الذكور أكثر من الإناث. وتكثر الإصابة بالمرض في أطفال إفريقيا،أمريكا, آسيا.
ما هي أسباب المرض؟
لا يزال سبب الذئبة الحمراء غير معروف ولكن المعروف، وكم اذكر سابقاً، أنه مرض من أمراض اضطراب الجهاز المناعي حيث يفقد الجهاز المناعي قدرته على التفرقة بين الأجسام الغريبة وأنسجة الجسم نفسه فيقع الجهاز المناعي في خطأ وينتج أجسام مضادة تهاجم خلايا الجسم نفسه وتقضى عليها على أنها أجسام غريبة. ونتيجة هذا الخطأ يكون حدوث التهاب في أعضاء كثيرة من الجسم كالمفاصل والكلى والجلد. وكلمة التهاب تعنى أن المنطقة المصابة تكون دافئة، حمراء، منتفخة ومؤلمة واستمرار الالتهاب في هذه الأعضاء يؤدى إلى تلفها وفقدانها وظائفها الطبيعية ولذلك يهدف علاج المرض إلى تقليل الالتهاب.
ويعتقد أن تفاعل بعض العوامل الوراثية مع بعض العوامل البيئية هو المسبب لهذا الاضطراب في الجهاز المناعي. ويعتبر اضطراب الهرمونات عند البلوغ أو التعرض لأشعة الشمس أو الإصابة ببعض الفيروسات أو تناول بعض الأدوية من أشهر العوامل التي تؤدى إلى الإصابة بالمرض.
هناك الكثير من الاسئلة المتوقعه والتي تخطر على بال كثير من الناس وهي:
1.هل هومرض وراثي؟ هل يمكن منعه؟
لا يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض الوراثية إذ أنه لا ينتقل من الآباء إلى الأبناء إلا أنه من الممكن وراثة بعض الجينات التي تجعل الأبناء أكثر احتمالية للإصابة بالمرض. وقد أظهرت الدراسات أنه من الممكن أن يجد طفل الذئبة الحمراء أن فرداً آخراً من أسرته مصاب بالمرض ولكن من النادر أن تجد طفلين مصابين في عائلة واحدة.
2.لماذا أصيب ابني بالمرض؟ هل من الممكن منعه؟
نظراً لأن سبب المرض لا يزال غيرمعروف وأغلب الظن أن المرض يحدث نتيجة تفاعل بين بعض العوامل الوراثية والبيئية،لذا فإنه ينصح دائماً بالابتعاد عن بعض الأشياء والتي يمكن أن تلعب دوراً في حدوثالمرض مثل التعرض لأشعة الشمس بدون كريم واقي، الإصابة ببعض الفيروسات، الشدالعصبي، الهرمونات وبعض الأدوية.
3.هل هومرض معدي؟
لا، فهو لا ينتقل من شخص لآخر عند طريق العدوى
4.ما هي أعراض المرض؟
تبدأ أعرض المرض في الظهور تدريجياً خلال فترة تتراوح مابين الأسابيع إلى الشهور وفي بعض الأحيان السنوات، ولعل الشعور بالإجهاد هو من أوائل أعراض المرض كما قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض الوزن وفقدان الشهيةفي نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض.
ومع مضى الوقت تبدأ الأعراض المميزة للمرض وتكون نتيجة إصابة أعضاء متعددة من الجسم مثل الجلد والذي يكون في صورة طفح جلدي، حساسية للشمس، وقرح في الفم والأنف، وقد يأخذ الطفح الجلدي على الوجه شكل الفراشة والذي يظهر عبر الأنف والخدين ويحدث ذلك في نصف الأطفال المصابين بالمرض. كذلك قد يسقط الشعر في بعض الأحيان ويتغير لون الأصابع من الأحمر إلى الأبيض ثم الأزرق عند التعرض للبرد ومن الممكن أيضاً أن يحدث تيبس أو تورم بالمفاصل، ألم في العضلات، أنيميا، صداع، تشنجات أو ألم في الصدر. كذلك قد تتأثر الكلى في بعض الأطفال ويظهر ذلك في صورة ارتفاع في ضغط الدم، ظهور دم أو بروتين في البول أو حدوث تورم في القدمين والجفون.
5.هل يتشابه المرض عند كل الأطفال؟
تختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء من شخص لآخر وبالتالي فلا يتشابه المرض عند الأطفال المصابين ولكن تظهر الأعراض السابق ذكرها على فترات مختلفة من حدوث المرض سواءً عند بداية ظهور الأعراض أو بعد فترة منبداية المرض
6.هلا المرض في الأطفال يختلف عن الكبار؟
بوجه عام لا يختلف المرض بين الأطفال والكبار ولكن بينما قد يتغير المرض سريعاً في الأطفال، يكون المرض أكثر شدة عند البالغين.
نصائح هامة:
على مرضى الذئبة الحمراء النصائح التاليه والتي تعتبر مساعده في العلاج 
1 تناول الهليون والبيض والثوم والبصل، حيث إنها تحتوي على الكبريت اللازم لإصلاح وإعادة بناء العظم والظروف والنسيج الضام، كما أنه يساعد على امتصاص الكالسيوم.
2. تناول باستمرار الأناناس الطازج، حيث إن انزيم البروميلين الموجود فيه يساعد على تقليل الالتهابات.
3. لا تستخدم اللبن أو منتجات الألبان أو اللحم الأحمر وتجنب أيضاً الشاي والقهوة والموالح والفلفل الأحمر (الشطة) والملح والتبغ وكل شيء يحتوي على السكر.
4. تجنب الفلفل والباذنجان والطماطم والبطاطس، حيث إنها تحتوي على مادة السولانين التي تسبب الآلام والالتهابات.
5. تجنب ضوء الشمس القوي واحم نفسك من الشمس ولا تخرج إلا عند الضرورة.
6. تجنبي أقراص منع الحمل فهي تسبب تدهور الحالة وتفاقم المرض.
7. تجنب الأماكن المزدحمة والأشخاص المصابين بالبرد أو المصابين بالالتهابات الفيروسية فأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء تجعل المصاب عرضة للإصابة بالفيروسات.
بعض من الاعشاب التي تساعد في علاج الذئبه الحمراء وتخفف من حدتها.
1.البرسيم الحجازي:
وهو نبات عشبي معمر يعرف علمياً باسم Medicago Sativa والجزء المستخدم منه جميع أجزائه يحتوي على أيزوفلافونات وكومارينات وقلويدات وفيتامينات وأهمها فيتامين K وبورفرينات، ومن المعروف أن الايزوفلافونات والكومارينات مولدة للاستروجين. كما تحتوي على معادن ويستخدم من مسحوق البرسيم مقدار ملء ملعقة صغيرة يضاف لها ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 15دقيقة لتنقع ثم تصفى وتشرب بمعدل كوب صباحاً وآخر عند النوم.
2.خاتم لذهب
نبات عشبي صغير معمر تتميز بجذرها الأصفر تعرف علمياً باسم Mydrastis Candaensis والجزء المستخدم من النبات الجذور. تحتوي الجذور على قلويدات الايزوكينولين وأهمها هيدراستين وبربرتين وكندين كما تحتوي على زيت طيار ومواد راتنجية. وتعتبر الجذور مقوية مضادة للالتهابات وموقفة للنزف الداخلي ومضادة للجراثيم ومنبهة للرحم وقابضة. تؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق الجزر وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم يغطى لمدة 15دقيقة ويصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
3. كعيب(شوك الجمل)
وهو نبات شائك ثنائي الحول يصل ارتفاعه إلى متر ونصف المتر، له أوراق بيضاء ذات عروق واضحة وأزهار في قمة الأغصان ذات لون ارجواني جميل والنبات مغطى بأشواك حادة. يعرف علمياً باسم Carduus marianus. الجزء المستخدم من النبات الأزهار والبذور وكامل النبات يحتوي النبات على ليغنانات الفلافون وأهم مركب فيها مركب السليمارين، كما يحتوي على مواد مرة ومتعددات الاسيتيلين. يستعمل كمقو للكبد وينبه إفراز الصفراء ويدر الحليب ومضاد للاكتئاب. يستعمل من مسحوق البذور. أما الأزهار ملء ملعقة صغيرة تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم تترك لمدة 15دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
4. شجرة الحمى
نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى 60سم لها أزهار تشبه أزهار الأقحوان. الجزء المستعمل من النبات جميع الأجزاء الهوائية يعرف علمياً باسم Tanacetum Parthenium يحتوي النبات على زيت طيار ولاكتونات تربينية أحادية نصفية وأهم مركب فيها هو بارثينوليد، وكذلك يحتوي على تربينات أحادية نصفية وأهم مركب فيها هو الكافور. تستخدم شجرة الحمى كمسكنة ومخفضة للحرارة، ومضادة للروماتيزم وضد الصداع النصفي. تستعمل على هيئة مغلي بمعدل ملء ملعقة صغيرة من مسحوق النبات تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم يغطى ويترك لينقع لمدة 10دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
5. نفل المروج
وهو عشب معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي 40سم، له ساق منتصب وزهور ذات لون إرجواني جميل. يعرف علمياً باسم Trifolium Pratense والجزء المستخدم من النبات الأزهار فقط. تحتوي الأزهار على فلافونيرات وأحماض فينولية مثل حمض الساليسيليك وزيت طيار وسيتوستيرول وأحماض دهنية. والفلافونيدات الموجودة في الأزهار مولدة للاستروجين. يستعمل نفل المروج لعلاج الحالات الجلدية يستخدم مسحوق الأزهار بمعدل ملعقة صغيرة على ملء كوب ماء مغلي ويترك لينقع لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
هل يوجد مكملات غذائيه تساعد في العلاج:
نعم والمكملات الغذائية التي يمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع العلاجات السابقة :
1. الكالسيوم والماغنسيوم ضروريات لتوازن حامضية الدم وللوقاية من هشاشة العظام نتيجة التهاب المفاصل.
2.الرسيستين فرل - ميثنونين تساعدان على حماية وحفظ الخلايا ومفيدة في تكوين الجلد ونشاط كريات الدم البيضاء.
3 .كبسولات الثوم والتي تحتوي على الليسين الذي يقضي على الفيروسات.
4. انزيمات محللة للبروتينات وهو مضاد قوي للالتهابات ومضاد للفيروسات.
5.زيت بذر الشمس الأسود وزيت بذر الكتان وزيت زهرة الربيع بكميات متساوية تقي من التهاب المفاصل وتحمي خلايا الجلد ولازمة لتكاثر خلايا الجسم ملعقه صغيره صباحا ومساءً.
6. كبريتات جلوكوزامين مهمة لصحة الجلد والعظام والنسيج الضام ويمنع مرض الذئبة الحمراء.
7.فيتامين ج الذي يحسن من وظائف المناعة.
8. الزنك يحسن وظائف المناعة ويحمي الجلد والأعضاء وينشط الالتئام.
9. فيتامين E مضاد قوى للأكسدة ويزيد عملية الالتئام
10.تناول الخبز الاسمر المخلوط ببذر الكتان.
11.استعمال زيت بذر الكتان على السلطات.
12.تناول الرز البني،السمك، ،الفواكهة الطازجة غير الحمضية ،الحبوب الكامله ،الشوفان الكامل.
13.في حالة نقص الحديد يؤخذ من المصادر الغذائية المهمة الخضروات الورقيه
اما وحسب تجاربي البسيطه فيكون العلاج كالتالي ودائما يكون في الحسبان ان 99% من الحالات تعالج و1% غير قابل للعلاج والعكس صحيح ، والاحتمالية الاخرى يمكن التخفيف بالتدريج من حدة اعراض المرض وبالتالي حماية كثير من الاجهزه الجسميه والحصول على الشفاء التدريجي.
1.يقراء على 5 ليترماء للشرب) بسم الله المانع ، بسم الله الشافي قدر المستطاع) ويشرب من الماء يوميا مع الدعاء الخالص لله بالشفاء ، وسيشفى المريض باذن الله تعالى .
2.شاي من مغلي الاعشاب التاليه حيث تخلط الاعشاب جميعا وتطحن،ومن الممكن تعبأة عرق السوس في كبسولات 5ملغم يؤخذ منها 1-1-1 بعد الوجبه يشرب بمعدل 1-1-1 يوميا بعد الاكل مع مراعاة الموانع 
1 .بابونج 50غراممهدىء ، يوقف تكون هرمونil-8 المدمر للانسجه.
2 اقحوان 50غرام يخفف من التهاب وآلام المفاصل.
3 .الهليون 50غرام يعمل على تنظيم الجهازالمناعي لوقف الالتهاب ، وله خاصية حماية انسجة الكلى
4 .زعرور شائك 50غرام يخفف الاجهاد الناجم عن الممراسات الحياتية اليوميه.
5 .عرق سوس 50غرام يخفف الالم والالتهاب ، يزيد من فعالية الستيرودات وخاصة البريدنيزولين
6. يانسون 50غرام مهدىء للجهاز المناعي
7 .لحاء الصفصاف 50غرام يحتوي على حمض السلسليك مع مراعاه من يتاول مميعات دم
8 شوك الجمل 50غرام ينظف ويحمي الكبد وينقي الدم.
3.شرب خل القريص مقدار فنجان قهوه في الصباح والاخر في المساء مع مراعاة الموانع ، وملاحظة المريض بعد استعمال الجرعات الاولى اذا كان له ردة فعل يوقف فورا.
1 .قريص 200 محفز لهرمون الكورتيزون المضاد للالتهابات ، مقوي للدم
2 بذر الانجره 100 محفز لهرمون الكورتيزون المضاد للالتهابات ، مقوي للدم
3 خل تفاح طبيعي ليتر منقي دم ومانع من الالتهابات
التحضير يطبخ القريص وبذره في 3 ليتر ماء لمدة نصف ساعه حتى ينقص الماء تقريا الى النصف ، ثم يصفى الخليط ويضاف عليه خل التفاح ويخلط جيدا ويوضع في وعاء زجاجي للاستعمال.
4.عمل كريمات خاصه مكونة من الاصناف التالي يدهن بها مكان الاصابة حسب الحاجة وهي زيت جنين القمح 10 غرام ،زيت بابونج 10 غرام ، زيت قريص 10 غرام ،زيت اللوز 10 غرام ، زيت زيتون 10 غرام مع وسط قاعدي يفضل لانولين أبيض او زبدة كاكاو تمزج جميع الاصناف على البارد واذا لم يتوفر الوسط القاعدي يمكن ان تخلط الزيوت جميعا ويدهن بها مباشرة .
5.استعمال عصير الصبار العلدي او المخلوط مع نكتار مقدار فنجان قهوه 3 مرات يوميا قبل الاكل حيث يعتبر مضاد التهاب مقدما.
6.استعمال عكبر النحل كبسوله بعد الاكل كمضاد حيوي .
7.استعمال اقراص فيتامين سي أو تناول عصير الجزر صباحا والبرتقال مساءً . 
اما في حالة تأثير المرض على جهاز معين فيجب الاخذ بالحسبان من معالجة ذلك الجهاز.
مع تمنياتي للجميع المرضى بالشفاء



تبلغ نسبة إصابة الكلى لدى مرضى الذئبة
أكثر من 50% من حامليّ المرض، كما أنه يحدث في السنوات الأولى
من التشخيص، وتختلف شدته من شخص لآخر تتراوح بين
الخفيف الذي ليس له أعراض تذكر، ويكتشف عن طريق عينة من الكليه الى الشديد الذي يؤدي لقصورحاد في وظائف الكلى والحاجة للغسيل الكلوي.

ومن أعراضه: إرتفاع ضغط الدم أكثر 90/140، وانتفاخ في الجسم وخصوصا في الساقين والوجه وحول العينين وأحيانا زياده في الوزن وصعوبة في التنفس وذلك بسبب زيادة تجمع السوائل، وخمول وتعب عام في الجسم، نقصان في الشهية وغثيان وتقيؤ بسبب قصور في وظائف الكلى وتجمع حمض اليوريا في الدم، تغيرات في البول إما أن يميل لونه للإحمرار او ظهور الدم الواضح ، أو يكون كرغوة الصابون وذلك لوجود الزلال (البروتينات) وفي الحالات الشديدة تقل كمية البول، ولكن ليس هناك أعراضا واضحه دائما خصوصا في بدايته لذا يجب الفحص الدوري بانتظام لضغط الدم للتأكد من عدم ارتفاعه، وتحليل البول للكشف عن وجود دم أو زلال، وتحليل دم للكشف عن أي قصور في وظائف الكلى وذلك للكشف عن التهاب الكلى مبكرا، وعند وجود هذه الدلالات يجب أخذ عينه من الكلى وهي الطريقة الوحيده للتأكد من إصابة الكلى بالذئبة وليتم تحديد درجة الالتهاب لأن هذا الأمر يؤثر على نوعية العلاج ومدته، وأنواع الالتهاب تتراوح بين الخفيف وهي الدرجه الأولى او الثانية من تصنيف الإلتهاب والذي يكون علاجه هو علاج الجلد والمفاصل (جرعة صغيره من الكورتيزون ومضادات الملاريا كاالبلاكونيل)، الى المتوسط والشديد وهما الدرجة الثالثة، والرابعة (الأسوأ) والدرجه الخامسة فيحتاج الى علاج قوي لتهبيط المناعة لاتقل مدته عن سنتين، بالإضافة للكرتزون وهنا غالبا تكون الأعراض أكثر وضوحا، والنوع الأخير التهاب الدرجة السادسة وهو النوع المتأخر جدا وهو تليف الكلى ويكون المريض غالبا وصل لمرحله غسيل الكلى، أما العلاجات المستخدمة لمرضى الكلى بسبب الذئبة الحمراء فهي كالأتي:

مضادات الأنجيوتينسين: (ACE inhibitor and ARB )

هذه الأدوية عبارة عن عائلتين من الأدوية التي تعطى لمرضى القلب و لمرضى ارتفاع ضغط الدم ولكنها مهمة جدا لمرضى الكلى حيث أنها تقلل من نسبة الزلال في البول وتبطئ من تليف الكلى الذي قد يسببه الالتهاب، يجب التأكد من استقرار وظائف الكلى لأنها قد تسبب قصورا مؤقتا في وظائف الكلى لدى قلة من المرضى كما أنه يجب تحذير المرضى من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم (كالتمر والمكسرات والموز) لأن هذه الأدوية مع هذه الأغذية ترفع من نسبة البوتاسيوم في الدم الذي قد يؤدي الى اعتلال في كهرباء القلب، كما أنها ممنوعة على الحامل.

الكورتيزون:

هو العلاج الأساسي للذئبة في مراحله الأولى وخصوصا للالتهابات من الدرجة المتوسطه للشديده وذلك للحد من شدة الإلتهاب ونشاط المرض ولكنه لا يعالج الالتهابات الكلوية لوحده، وللكورتيزون أعراض جانبية كثيرة إذا استخدم بجرعات كبيرة ولفترات طويلة ويجب على المرضى معرفة أن استخدامه بجرعات كبيرة و لفترات طويلة قد يقلل أو يوقف إفراز الكورتيزون من الغدة جارة الكلوية لذلك فإنه من الخطر إيقاف الدواء فجأة لأنه قد يسبب هبوط حاد بضغط الدم وآلام في البطن وتقيؤ وارتفاع للبوتاسيوم، وقد يحتاج المريض إلى أدوية حموضة لتخفيف آثاره على المعدة وكذلك إلى كالسيوم وفيتامين د ودواء مضاد للهشاشة كالفوساماكس لحماية العظام طالما يأخذ المريض جرعات عالية ولمدد طويلة.

الأدوية المثبطة للمناعة

علاج التهاب الكلى لدى مرضى الذئبة  يتم بطريقتين تعملان عن طريق تثبيط المناعة:

الطريقة الأولى هو سايكلوفوسفامايد ويعطى عن طريق الوريد مرة كل شهر لست جرعات غالبا ومن بعد يبدأ مايكوفينوليت (سيل سيبت) وهو الأفضل أو الإزاثيوبرين (الإميوران) لمدة سنتين او أكثر حسب استجابة المرض كي يكون خاملا، وهذه الطريقة الأفضل خصوصا اذا كان إلتهاب الكلى من الدرجة الرابعة

الطريقة الثانية هي ان يعطى مايكوفينوليت وتؤخذ أقراصه مرتين يوميا لمدة سنتين على الأقل، أو الإزاثيوبرين والذي كان يؤخذ في السابق قد حل محله سيل سيبت كبديل أفضل ولكنه يمكن أن يعطى للحامل، واختيار اي الطريقتين يعتمد على درجة التهاب الكلى واختيار الطبيب المعالج والمريض.

الذئبة والحمل


الذئبة الحمراء هي مرض مناعي التهابي مزمن شائع الانتشار قد يصيب أعضاء الجسم المختلفة وقد يحدث أثناء الحمل  
1من  1600حالة حمل وقد ساعدت الدراسات الحديثة على التعرف على التأثيرات المتبادلة بين الحمل والمرض.. وتعتمد المضاعفات عند الحامل على درجة الإصابة ونوعها وعلى العضو المصاب وتزداد خطر الإصابة إذا ما أصيبت الكليتان وتأثرت وظائفهما. تحدث الإصابات الكلوية عند نصف الحوامل المصابات بالذئبة الحمراء وهي على درجة من الأهمية لسهولة التباسها بارتفاع التوتر الشرياني الحملي (ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل).
فتأثيرات الحمل على الذئبة الحمراء وكذلك تأثير الذئبة الحمراء على الحمل فهي كما يلي:
1- تعتمد التأثيرات على حالة الذئبة الحمراء فإذا كانت في حالة هجوم لفترة أكثر من  6أشهر فإن المضاعفات تقل وإمكانية ولادة جنين طبيعي قد تصل إلى 90% أما إذا كانت الحالة فعالة خلال الستة الأشهر الأخيرة فإن نسبة اشتداد أعراض الذئبة الحمراء تزداد المضاعفات على الجنين.
2- إذا كانت إصابة الكليتين طفيفة فإن وظائفهما تبقى في حالة جيدة أثناء الحمل وفي نسبة قليلة جداً أقل من 10% يحدث تراجع في وظائف الكليتين.
3- أما إذا كانت الكليتان مصابتان بدرجة متقدمة فإن الإصابة تميل للاشتداد مع زيادة تأدى وظائفهما عند 10% من المريضات مما يرفع من نسبة الوفيات عند المصابات.
4- ترتفع نسبة الاسقاطات العفوية المتكررة خاصة إذا أمكن اكتشاف العوامل الدئبية المضادة للتخثر في دمها.
5- تزداد حالات تأخر نمو الجنين ومدة الجنين وتكون مرتبطة بمدى تأثر الكليتين.
6- لا توجد أي علاقة ما بين الذئبة الحمراء والتشوهات الخلقية عند الجنين.
7- إن خلايا الذئبة الحمراء المضادة قادرة على اجتياز المشيمة وتصل للجنين ولكن تختفي الخلايا من دوران الطفل خلال سبعة أسابيع كما تزول الأضداد من دمه خلال عام واحد ويبدي بعض الولدان إصابات بالحصار القلبي الولادي بسبب التلف الطارئ على جهاز الوصل الممتد بين عقدة AV وحزمة هيس علماً بأن هذه التظاهرات قد تكون لا مرضية عند الوليد في معظم الحالات.
8- يجب الاستمرار في إعطاء علاج البردنيسلون والأدوية المثبطة للمناعة أثناء فترة الحمل بالمقادير الكافية لتثبيط فعالية الآفة ومع أنه ليس من فائدة في زيادة مقاديرها أثناء الحمل إلاّ أنه ينصح بزيادتها أثناء المخاض ولمدة شهرين بعد الولادة تجنباً للهجمات الاشتدادية علماً بأنه ليس لمستحضراتها تأثير ضار على الجنين.
9- تشاهد الحامل كل أسبوع أو اثنين حتى الولادة وتقوم وظائف الكليتن بقياس البروتين البولي خلال أربع وعشرين ساعة واختبار تصفية الكرياتنين كل شهر أو اثنين ويقرر توقيت الولادة وطريقتها تبعاً لتقويم حالة الجنين والأم.
10- يعالج ارتفاع التوتر الشرياني عند الحامل المصابة بالذئبة الحمراء كمعالجة الارتفاع الحملي المنشأ وتحمل الولادة المبكرة السليمة معها أقل المخاطر الوالدية وتعطى الجنين أفضل الفرص.
11- في بعض الحالات تكون الذئبة الحمراء شديدة ربما يؤدي الحمل إلى إصابات خطيرة تأثر على الأم لذلك ينصح بمنع الحمل باستخدام وسائل التعقيم الجراحي الذي يجب ان يجري أثناء فترة هجوم المرضى ويمنع استعمال حبوب منع الحمل وكذلك اللولب خصوصاً أثناء استعمال مهبطات المناعة لأنه ربما يؤدي إلى حدوث التهابات في المهبل والحوض تكون مزمنة وربما خطيرة. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
  أثبتت الدراسات فيما سبق أن داء الذئبة الحمراء هو مرض يستهدف النساء غالبا، وفي مختلف الأعمار ابتداء من سن المراهقة وحتى سنوات منتصف العمر مما يجعل هناك تقاطعاً بين توقيت الاصابة والحياة الطبيعية للمرأة وخصوصاً فيما يتعلق بالزواج والحمل والانجاب فأصبح هاجساً مقلقاً لدى المرأة المصابة بمرض الذئبة الحمراء فتجدها تتساءل.. ترى هل يمكنني الحمل والانجاب؟

الحقيقة أن مرض الذئبة الحمراء لا يمنع النساء من الحمل والانجاب الطبيعي لكن يجب أن يكون المرض خاملا لمدة سته أشهر على الأقل قبل الحمل، فالحمل خلال فترة نشاط المرض قد يعرض الحامل لتسمم الحمل، أو الاجهاض أو الولاده المبكرة.

وعلى الحامل معرفة أن الحمل قد يزيد من نشاط الذئبة لذا فان عليها أن تتابع بانتظام مع طبيب النساء والولادة والروماتيزم لمعرفة مدى نشاط وتاثير المرض وذلك باخذ التاريخ الطبي والفحص الاكلينيكي واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.

ومن خلال زيارة الطبيب المختص يجب معرفة كامل الأدوية والعقاقير ومعرفة كافة تأثيراتها الجانبية، حتى بعض الفيتامينات والمقويات خلال فترة الحمل يجب ان تكون تحت اشراف طبي لتجنب الاعراض الجانبية للأم والجنين.

اما النساء اللواتي يعانين من متلازمة اضداد الفوسفولبيد، والتي تدعى ايضا «متلازمة الدم اللزج»، والتي يعتبر مرض الذئبة الحمراء من اهم اسباب الاصابة بهذه المتلازمة، وهي حالة يكون فيها المريض عرضة لتشكل خثرات في اوعيته الدموية، فهذه المتلازمة قد تصيب الأوردة، وقد تؤدي لحدوث تجلطات دموية في الشرايين، اما لدى النساء الحوامل، فقد تتعرض المشيمة للضرر وبالتالي فان خطر الاجهاض يكون بشكل أكبر.

معايير التصنيف والتشخيص لمتلازمة اضداد الفوسفولبيد عادة يتطلب:

* التخثر في الاوعيه الدموية (تجلط الدم) ويحدث ذلك في أي جهاز أو نسيج في الجسم أثناء الحمل ويكون سبباً ل(واحد أو أكثر من حالات الإجهاض بعد الأسبوع العاشر من الحمل، وثلاثة أو أكثر من حالات الإجهاض قبل الأسبوع العاشر من الحمل، أو واحد أو أكثر من الولادة المبكرة لطفل غير مكتمل النمو قبل 34 أسبوعا من الحمل بسبب تسمم الحمل).

* النتائج الايجابية للاجسام المضادة للشحوم الفوسفورية، على أن يتم الفحص على فترات (6 أسابيع بين كل تجربة) و(اختبار تخثر الذئبة).

ويتم معالجه الامر باخذ الاسبرين ومضادات التخثر كالهيبارين وهي ابر تحت الجلد اثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة ويلزم متابعة الطبيب المعالج.

اما حبوب منع الحمل فقد تنشط مرض الذئبة الحمراء وقد تزيد من فرص الإصابة بجلطات الساقين خصوصا لدى المصابات بمتلازمة اضداد الفوسفولبيد لاحتوائها على هرمونات، اما فيما يتعلق بالحياة الزوجية وذلك ما قبل الحمل فنود التنبيه على أن استخدام المرأة للولب قد يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات الميكروبية إذا كانت المناعة منخفضة لذا فمن الأفضل استخدام العازل الذكري أو الأنثوي، وفي الختام ننصح بمتابعة اطباء النساء والولادة والروماتيزم قبل واثناء وبعد فترة الحمل.



شاع عند عموم الجمهور استخدام كلمة «روماتيزم» للتعبير عن كل الأمراض الروماتيزمية من دون استثناء
أو تفريق. وعليه أصبح واجبا على الأطباء إيضاح المقصود بالأمراض الروماتيزمية، وأنه ليس كل مريض
يعاني من الروماتيزم يكون بالضرورة مصابا بالتهاب في مفاصله.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة حنان عبد الله العصيمي رئيس وحدة الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى
العسكري بجدة واستشاري باطنة وأمراض روماتيزم الحمل، وأوضحت أن مصطلح «روماتيزم» ليس
تشخيصا لحالة مرضية، وإنما هو عبارة عن مجموعة من الأعراض، قد يكون القاسم المشترك بينها وجود
التهاب بالمفصل يبدأ بالشعور بألم، مع ظهور احمرار وتورم. وتقدر الأمراض الروماتيزمية بأكثر من 100
مرض، ومنها على سبيل المثال مرض الذئبة الحمراء.
* الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء هو نوع من أنواع الأمراض الروماتيزمية، وله
القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب

القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب
النساء في سن مبكرة، ونسبة إصابة النساء إلى الرجال 9 إلى 1. يصيب مرض الذئبة الحمراء الأطفال، أيضا،
وقد يأتي في بعض الحالات في سن الشيخوخة. ومن المعلوم أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد الأمراض
الروماتيزمية المناعية المزمنة، وليس مرضا معديا، ولم يحدد بعد سبب رئيسي للإصابة به، ولكن هناك
الكثير من الفرضيات حول أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء.
أما بالنسبة لتسميته بمرض الذئبة الحمراء، فلقد أخذ الاسم من الكلمة اللاتينية (lupus)، وهي تعني الذئب،
وذلك نتيجة إصابة المريض بالطفح الجلدي على الوجنتين وعظمة الأنف، على شكل الفراشة، التي تشبه
العلامات الموجودة على وجه الذئب.
تتفاوت درجة الإصابة بالمرض من مريض لآخر، وتعتمد بنسبة كبيرة على تأثر أعضاء الجسم، وهي بالتالي
تحدد مقدار المضاعفات التي من الممكن أن تلحق بالمصاب أو المصابة، وتختلف شدة أعراض مرض الذئبة
الحمراء من حالة لأخرى فقد تؤثر على الجلد أو المفاصل، وقد يكون تأثيرها أكبر على أعضاء مثل الكلية أو
الجهاز العصبي، أو كريات الدم، والصفائح الدموية، وبالتالي فإن العلاج هنا سيختلف حسب شدة المرض.
وقد يظهر المرض أثناء الحمل.
* الذئبة الحمراء والحمل
ن وجود المرض الروماتيزمي عند المرأة قبل الحمل أو أثناء الحمل، يمكن أن
يغير نشاط المرض. ومن ناحية أخرى فإن المرض في حد ذاته يمكن أن يؤثر على الحمل ومساره.
وللعلم، فإن الأمراض الروماتيزمية هي عبارة عن اختلال في الجهاز المناعي الذي ينتج أجساما مناعية
تهاجم أنسجة الجسم كلها ومنها المفاصل والكلى.. إلخ، وبالتالي يغير في سلوك المرض بالإيجاب أو السلب.
وهنا يأتي التركيز على نصح المرأة الحامل والمصابة بالذئبة الحمراء بالمتابعة من بداية التشخيص مع
طبيب متخصص بالأمراض الروماتيزمية، وذلك لما لتأثير العلاج المبكر من فعالية، وأيضا يجب الأخذ
بالاعتبار وجود تشابه في الأعراض بين نشاط الذئبة الحمراء فترة الحمل وفسيولوجية الحمل.
وفي الماضي كان الأطباء ينصحون المريضات بالأمراض الروماتيزمية ومنها مرض «الذئبة الحمراء» بعدم
الحمل، ولكن الوضع أصبح مختلفا حاليا حيث يسمح بالحمل للمصابات بالأمراض الروماتيزمية بعد وضع
الخطة المناسبة لوضعها الصحي. ومن أهم الأمراض الروماتيزمية التي تحتاج إلى متابعة مستمرة خاصة
أثناء الحمل مرض «الذئبة الحمراء».
وبالنسبة للمصابة بمرض «الذئبة الحمراء» أفادت د. العصيمي بأنها لا بد لها من استشارة طبيب الأمراض
الروماتيزمية قبل الحمل، وذلك لأهمية أن يكون مرض الذئبة الحمراء في مرحلة خمول على أقل تقدير 6
أشهر قبل السماح للمريضة بالحمل، ومن هنا تأتي أهمية متابعة صحة الأم ونمو الجنين بصفة مستمرة
ومتكررة خلال الحمل بمشاركة طبيب النساء والولادة في عيادة متخصصة بالحمل عالي المخاطر. وأهمية
الزيارات خلال حملها وعمل الفحوصات المخبرية الدورية، وُيفضل أن تراجع الحامل كل أسبوع إلى
أسبوعين عيادة الأمراض الروماتيزمية وعيادة النساء والولادة خلال الـ3 أشهر الأخيرة من الحمل، وحتى
موعد الولادة. وتكمن أهمية زيارة العيادات المذكورة سابقا لأخذ التاريخ المرضي للمريضة وخاصة وجود
تاريخ مرضي سابق، كالإجهاض أو الجلطات الدموية وأيضا مراجعة جميع الأدوية التيُتصرف للمريضة،
وآثار هذه الأدوية الجانبية على الأم والجنين، وذلك لأن هناك بعض الأدوية لا يمكن صرفها وإعطاؤها
للحامل لتأثيرها السلبي.
إن الأمر المطمئن لهذا الوضع حاليا أنه إذا بدأ الحمل في فترة خمول المرض، بمعنى السيطرة على نشاط
المرض، فإن احتمالية اكتمال الحمل تكون كبيرة، حيث إنها الفترة الأمثل والأنسب للحمل، وذلك لتجنب
المخاطر على الأم والجنين.
ومن الأهمية أن نذكر أن الحمل خلال نشاط مرض الذئبة الحمراء تكون فيه احتمالية إصابة المريضة بتسمم
الحمل عالية (تسمم الحمل هو حالة مرضية يصاحبها ارتفاع ضغط الدم والزلال في البول) وتزداد هذه
الاحتمالية أكثر إذا كان المرض له تأثير على الكلى، وأيضا قد يعرض الحامل للإجهاض أو الولادة المبكرة.
وقد أكدت الدراسات أن أغلب حالات الحمل لدى المصابات بالذئبة الحمراء تسير بشكل طبيعي وولادة
طبيعية إذا خضعت للمتابعة والعلاج اللازمين. وبالإضافة إلى السيطرة على نشاط المرض قبل وأثناء
الحمل، هناك بعض الفحوصات المهمة والأساسية لبعض الأجسام المضادة التي يجب على الطبيب المعالج
التأكد من وجودها أو عدم وجودها قبل حدوث الحمل، وذلك لما لهذه الأجسام المضادة من تأثير على
استمرار الحمل.
* متلازمة الأجسام المضادة
إن النساء اللاتي يصبن بمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد) كأحد الأسباب الثانوية لإصابتهن
بمرض «الذئبة الحمراء»، تكون إصابتهن على أحد الأشكال المحتملة التالية:
* إما أن تكون مريضة «الذئبة الحمراء»، تحمل نتيجة موجبة للأجسام المضادة ومن دون وجود أي أعرض
أخرى لمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد)، وفي هذه الحالة تتم معالجتها بجرعات صغيرة
من الأسبرين.
* وإما أن تكون المريضة قد أصيبت من قبل بجلطات في الأوعية الدموية، وهذه الجلطات قد تصيب
الشرايين أو الأوردة أيضا.
زوجتي لديها مرض الذئبة الحمراء وهي حامل في الشهر الرابع وخي تعاني بشدة من الارهان وحرقان في صدرها وتورم بعض الشي
قي قدمها وقاد ابلغتها الدكتورة بانها لن تحمل ولكنها حملت وهي تعاني من هذا المرض ماهي نصيحتكم رغم انها تاابع كل اسبوع او
اسبوعين مع الطبيبة ماهو رايكم في علاجها ، كما انني زوجها واراها تعبة ويقلني هذا الامر واحببت قبل ذلك ان تقوم بالاجهاض لكنها
رفضت واتمنى منكم الرد في هذا الموضوع شاكرا لكم مساعدتكم لنا ولبقية اخواتنا ..
أضف تعليقك
الشرايين أو الأوردة أيضا.
* أو أن يكون لدى المريضة حالة أو أكثر من حالات الإجهاض السابق في تاريخها المرضي، وهنا تكمن أهمية
بدء العلاج بمضادات التخثر عن طريق إعطاء إبر تحت الجلد في فترة الحمل، وفترة ما بعد الولادة التي قد
تمتد إلى أسابيع.
إن كل ماُذكر من خطوات علاجية يجب أن يتم بمتابعة وإشراف من الطبيب المختص.
* مواليد المصابات
تقول د. حنان العصيمي إنه من الأهمية بمكان أن نوضح أيضا أن هناك بعض الأجسام المضادة ضد نواة
الخلية (Anti ­ Ro­ Anti ­ La) قادرة على المرور إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولكن تأثيرها يختفي من دم
المولود بعد فترة بسيطة من الولادة. ومعظم الأمهات المصابات اللاتي يحملن هذه الأجسام المضادة يرزقن
بأطفال مواليد يتمتعون بالسلامة.
وقد يصاب الجنين للأم التي تحمل هذه الأجسام المضادة بطفح جلدي، ولكنه يكون لفترة معينة، ثم يختفي
ولا يترك أي آثار بعد ذلك.
وفي حالات نادرة، قد يحدث تأثير من الأجسام المضادة على قلب الجنين مسببا تباطؤا شديدا في عدد
ضربات القلب، وخاصة في الموصلات الكهربائية للقلب، وهذا يشخص ما بين (الأسبوع 15 والأسبوع 25)
من الحمل، وذلك عن طريق الأشعة فوق الصوتية لقلب الجنين.
قد يحتاج بعض الأطفال، بعد ولادتهم، إلى تركيب منظم لضربات القلب، وهنا تكمن أهمية عمل تحليل
الأجسام المضادة ضد نواة الخلية للمريضة المصابة بالذئبة الحمراء.
وأخيرا، فإن التخطيط الجيد لعلاج الأمراض الروماتيزمية عامة ومرض الذئبة الحمراء خاصة يخفض
مخاطر الحمل، ومن هنا تأتي أهمية المتابعة المستمرة والمنتظمة مع الطبيب المعالج، وخاصة أثناء الحمل،
وعلى ضرورة أن تتم ولادة الأم المصابة بالذئبة الحمراء في مستشفى يتوفر فيه عناية فائقة لحديثي
الولادة.