الجمعة، 4 ديسمبر 2015

الالتهاب الجهازي : السيطرة للوقاية من الأمراض



الالتهاب الجهازي : السيطرة للوقاية من الأمراض



يعد فهم الالتهاب الجهازي systemic inflammation والسيطرة عليه أمرا هاما جدا للوقاية من الأمراض؛ فمن خلال التقليل من الالتهاب الجهازي
، ستبتر خطر المرض القلبي والكثير من أنماط السرطان إلى النصف (كما سيقلل ذلك كثيرا من الأوجاع والآلام الناجمة عن التهاب المفاصل والحالات الالتهابية الأخرى). وربما يكون الأهم من كل ذلك إمكانية أن تؤدي السيطرة على الالتهاب الجهازي في نهاية المطاف إلى إيجاد المفتاح نحو الوقاية من داء آلزهايمر Alzheimer’s disease.

الالتهاب يمكن أن يساعدك أيضا

يعد الالتهاب عند مستواه الأكثر ضرورة تفاعلا دفاعيا ضد عامل معد نوعي Specific infectious agent أو سم أو إصابة؛ وتدار الاستجابة الالتهابية على المستوى الخلوي (ثم توقف) بفعل ضروب مختلفة من المواد الكيميائية المبدئة للالتهاب والمضادة له، وهي تدعى السيتوكينات Cytokines؛ فالحمى والتورم في الوثي Sprain أو وجع الأسنان والاحمرار في التهاب الحلق Sore throat أو حرق الشمس، كل ذلك مؤشرات على تأثير السيتوكينات المبدئة للالتهاب Pro-inflammatory cytokines، حيث تعطل العوامل الممرضة وتصلح النسيج المتضرر.
ومن المنطقي بعد إصابة خطيرة أو جراحة، على سبيل المثال، أن ترتفع مستويات المواد الكيميائية الالتهابية في دمك؛ ولكن عندما تبدأ عملية الشفاء، يخمد الالتهاب، وتعود مستويات المواد الكيميائية الالتهابية في الدم إلى طبيعتها.
لكن كثيرا جدا من المرضى الذين أشاهدهم يظهرون العديد من المواد الكيميائية الالتهابية في دمهم، ولسبب طبي غير واضح؛ ويدل ذلك على التهاب جهازي أو مجموعي، وهو حالة مزمنة من الالتهاب الخفيف في كامل الجسم. ويذكر أن الالتهاب يمكن أن يتحرض بالتعرض المستمر للسموم أو الذيفانات Toxins في البيئة أو الخيارات القوتية السيئة (مثل النظام الغذائي الأميركي المعياري) أو الحالة المغذية الضعيفة أو وجود الجراثيم بشكل مستمر في الدم. ومع تقدمنا بالعمر، تميل خلايانا أيضا إلى إنتاج مواد كيميائية التهابية أكثر مما تفعل ونحن في سن الشباب.

المؤشرات الالتهابية

يمثل كل من البروتين التفاعلي C (C-Reactive Protein) ومولد الفبرين (الفبرينوجين Fibrinogen) بروتينين يعملان كمؤشرين أو واسمتين دالتين على درجة الالتهاب الموجود في الجسم؛ وفي حين لا يضمّن هذان البروتينان في كل اختبار دموي روتيني، فهما يدخلان في جداول الاختبارات الدموية الأكثر شمولية.
ويظهر تحليل هذه المعطيات اليوم أن المصابين بارتفاع مستويات البروتين التفاعلي C أو مولد الفبرين (الفبرينوجين) يزداد مدى وقوع أمراض القلب والنوبة القلبية والسكتة عدة مرات بالمقارنة مع الذين لديهم مستويات منخفضة. كما أن الارتفاع الطفيف فقط في هاتين الواسمتين الالتهابيتين يمكن أن يضاعف خطر المرض القلبي، حتى عند الذين ليس لديهم عوامل خطر أخرى للمرض القلبي، مثل ارتفاع الكولستيرول.
يمثل مرض القلب والأوعية Cardiovascular disease القاتل الأول لكل من الرجال والنساء، حيث يكون مسؤولا عن أكثر من أربع حالات من بين كل عشر وفيات. وتكفي العلاقة ما بين الالتهاب والمرض القلبي وحدها إلى الدفع نحو تحقيق السيطرة على الالتهاب المزمن كأولوية كبيرة؛ لكن البروتين التفاعلي C ومولد الفبرين (الفبرينوجين) ليسا عامل خطر قلبي فقط. ويرى الباحثون اليوم أن الالتهاب عامل مركزي في ظهور كل من السرطان وداء آلزهايمر وتقدمهما.

الاضطرابات الطبية المصحوبة بالالتهاب

•    السرطان.
•    المرض القلبي، النوبة القلبية، السكتة، فشل القلب الاحتقاني Congestive heart failure.
•    داء آلزهايمر.
•    الاضطرابات الأرجية (التحسسية) Allergic conditions، بما في ذلك التهاب الجيوب Sinusitis والإكزيمة والربو.
•    اضطرابات المناعة الذاتية Autoimmune conditions، بما في ذلك الذئبة Lupus والصدفية Psoriasis والألم الليفي العضلي fibromyalgia والتهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis.
•    التهاب البنكرياس Pancreatitis.
•    الفشل الكلوي.
•    الفصال العظمي (التهاب العظم والمفصل) Osteoarthritis والتهاب الجراب Bursitis والتهاب الوتر Tendinitis.
•    المضاعفات الجراحية، بما في ذلك ضعف شفاء الجروح.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: بناء حالة مضادة للالتهاب

يلعب الالتهاب الجهازي دورا بارزا في الشيخوخة والمرض؛ وقد كانت حقيقة أن عددا من الدراسات الكبيرة أثبتت العلاقة القاطعة بين الواسمات الالتهابية ومرض القلب هي الأساس في هذه النظرية؛ وتمثل الجزء الكبير اللاحق من الأدلة على ذلك في حقيقة أن الأشخاص الذين يستعملون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية Nonsteroidal anti-inflammatory drugs NSAIDs يقل لديهم خطر عدد من الأمراض كثيرا.
يعد الأسبرين Aspirin والإيبوبروفين Ibuprofen ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى علاجا معياريا للصداع والحمى والآلام العضلية وغير ذلك من الشكاوى البسيطة نسبيا. وبما أن هذه العقاقير رخيصة وتبدو غير ضارة نسبيا، فهي تؤخذ يوميا من قبل ملايين المصابين بالتهاب المفاصل. وسواء أكانت تلك فكرة جيدة أم لا، فإن حقيقة أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تستعمل على نطاق واسع جدا قد أعطت كمّا كبيرا جدا من المعطيات التي يمكن الاستفادة منها في اختبار مصداقية Validity نظرية الالتهاب في الأمراض.
وعندما تدقق في المعطيات الخاصة بمستعملي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، تجدها – كما هو متوقع – توحي كثيرا بأن استعمال هذه الأدوية المضادة للالتهاب يقي جدا من الأمراض التي ترتبط بالالتهاب؛ ويبدو أن ذلك يثبت النظرية القائلة بأن الالتهاب ليس الشيء الوحيد الموجود في هذه الأمراض، بل قد يكون بالفعل عاملا رئيسيا في ظهورها.
فالناس الذين يتناولون الأسبرين بانتظام يقل لديهم خطر عدة أنواع من السرطان بشكل ملحوظ، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان المريء وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتة (لاسيما الشكل النقيلي Metastatic form من المرض). وإذا سلمنا الآن بأن الالتهاب يساهم في نمو السرطان، يبدو أن من المحتمل أن تقي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية من السرطان جزئيا على الأقل من خلال التقليل من الالتهاب.
قد تتساءل عما إذا كانت المعالجة بالأسبرين بجرعة منخفضة، مثل تلك الموصوفة للوقاية من مرض القلب، كافية للوقاية من السرطان؛ وللعلم، فقد تبين أن تناول قرص من أسبرين الأطفال يوميا (أو قرص من أسبرين البالغين “الأسبرين العادي” كل يومين) ينقص خطر النوبة القلبية والسكتة بشكل ملحوظ. ولكن لا يبدو – وللأسف – أن هذه الجرعة المنخفضة لا تكفي لتأمين وقاية هامة من السرطان؛ ففي دراسات مختلفة، لوحظ أن الاتجاه العام يبين أن الذين يتناولون جرعات منتظمة من الأسبرين بشكل أكثر تواترا (يوميا أو بشكل شبه يومي) ولفترات زمنية طويلة (عدة سنوات) يبدون أكبر قدر من انخفاض الخطر.
وتبدو التأثيرات الوقائية لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حالة داء آلزهايمر مذهلة أيضا؛ فإذا كان لديك أية تجربة شخصية مع هذا المرض، فأنت تعلم مقدار الألم الذي يجلبه المرض لكل من المصابين به وأسرهم. ومثلما يدرك بن وزوجته على مضض، لا يوجد في الوقت الراهن شفاء من داء آلزهايمر، كما أن المعالجات الفعالة هي في الحد الأدنى فقط.
إذا لم تكن تعرف أحدا مصابا بداء آلزهايمر، فسترى من هو مصاب به قريبا، حيث إن نصف من بلغوا من العمر 85 سنة وما فوق يعانون منه. ويرى الخبراء أنه مع تقدم العمر عند الأميركيين، ستؤدي الأعداد المتزايدة لحالات داء آلزهايمر إلى انهيار نظام الرعاية الطبية Medicare system المتبع لدينا.
غير أن الاستعمال المنتظم لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يبدو أنه يحمي الدماغ من التغيرات المصاحبة لهذا المرض؛ فقد أظهرت عشرون دراسة على الأقل أن الاستعمال المنتظم لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية (يوميا أو بشكل شبه يومي) يمكن أن يقطع خطر داء آلزهايمر بنسبة 75٪. وكلما طال تناول هذه العقاقير وكان باكرا في الحياة عند البدء به، قل خطر إصابتك بداء آلزهايمر. ويشاهد أفضل تأثير وقائي بالجرعات البالغة 800 مغ من الإيبوبروفين أو 2.4 غ من الأسبرين على الأقل يوميا. ونكرر من جديد بأن أفضل نظرية في ذلك هي أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تحمي من ظهور داء آلزهايمر عبر التقليل من الالتهاب.
مضادَّات الالتهاب غير الستيرويديَّة
مُضادَّاتُ الالتهاب غير الستيرويديَّة المعياريَّة (بوصفة أو من دون وصفة)مثبِّطات السِّيكلو أكسجيناز 2 COX-2
الأسبرين (باير Bayer، الإكْسيدرين Excedrin)السِّيليكوكسيب Celecoxib – Celebrex
الإيبوبروفين Ibuprofen (الأدفيل Advil، الموترين Motrin)الفالديكوكسيب Valdecoxib (البِكْسترا Bextra)
الإندومياسين Indomethacin (الإندوسين Indocin) 
النَّابروكسين Naproxen (الآليفي Aleve، النَّابروسين Naprosyn) 
لا ينتمي الأسيتامينوفين Acetaminophen (التيلينول Tylenol) إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ ومع أنه مفرج للألم، لكنه لا ينقص الالتهاب ولم يتبين أي تأثير وقائي له من السرطان أو المرض القلبي أو داء آلزهايمر. وفي الواقع، أظهر إحدى الدراسات أن مستعملي التيلينول يزداد خطر داء آلزهايمر لديهم بنسبة 35٪ أكثر من غيرهم.

ماذا عن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 (الأكسجيناز الحلقية)؟

يتوسط صنف من الإنزيمات، تدعى إنزيمات السيكلو أكسجيناز (الأكسجيناز الحلقية) Cyclooxygenase COX، الالتهاب في الجسم. وتمثل مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 COX-2 inhibitors نمطا جديدا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي رخصتها إدارة الأغذية والأدوية، وتتمثل فائدتها الرئيسية في تأثيرها الأكثر انتقائية والذي يثبط الإنزيم COX-2 الالتهابي من دون التأثير في الإنزيم COX-2 الواقي للمعدة. ولهذا السبب، تعد مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الجديدة أقل ميلا إلى تهييج البطانة المعدية والإضرار بها (تحصر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية كلا من إنزيمي COX-1 و COX-2.
وخلافا لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية التي استخدمت على نطاق واسع لعقود، لا نمتلك من الكثير من المعطيات عما إذا كانت مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الجديدة تستطيع إنقاص خطر الأمراض على المدى البعيد. وترى الأبحاث التمهيدية أن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2، مثلها مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية المعيارية، يمكن أن تفيد في الوقاية من السرطان وداء آلزهايمر وربما معالجتهما.
كما أننا لا نعلم تماما مخاطر الاستعمال المديد لهذه الأدوية؛ وقد أظهر الباحثون قلقا من أن مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 COX-2 inhibitors قد تزيد خطر الحوادث القلبية الوعائية؛ وقد سحب أحد مثبطات السيكلو أكسجيناز 2 الأكثر انتشارا (الفيوكس Vioxx) من الأسواق في أواخر عام 2204 بسبب زيادة الحوادث القلبية الوعائية عند الذين كانوا يستعملونه لمدة 18 شهرا أو أكثر.

كيف يقود الالتهاب إلى المرض؟

لقد تأكدت اليوم العلاقة بين الالتهاب والمرض أكثر فأكثر، ويكمن التحدي التالي في فهم الطرق التي يساهم من خلالها الالتهاب في المرض؛ ويبحث الكثير من الباحثين الرواد عن الأجوبة. ندرج فيما يلي بعض أكثر الآليات المحتملة:
•  تقتل المواد الكيميائية الالتهابية الخلايا الدماغية
يتصف داء آلزهايمر بوجود لويحات في الدماغ، ولقد ركزت الأبحاث لفترة طويلة (وبشكل كبير ومن دون نجاح) على إيجاد معالجات للوقاية من تشكل هذه اللويحات. كما يتميز داء آلزهايمر بالتهاب هام في الدماغ، وهي حالة وصفها بذكاء اختصاصي الأعصاب دافيد بيرلموتر بأنها “الدماغ يحترق”. ويعتقد اليوم أن هذا الالتهاب هو تفاعل مناعي تجاه اللويحات. وفي الواقع، قد تكون المواد الكيميائية الالتهابية – وليس اللويحات نفسها – هي السبب الأساسي في تضرر النسيج الدماغي المحيط.
•  تؤدي نواتج الالتهاب إلى تثخن الدم
يؤثر تراكم الفبرينوجين في الدم في خصائصه الجريانية، مما يجعله لزجا وثخينا؛ وتؤدي متلازمة الدم الثخين Thick blood syndrome” هذه إلى صعوبة أكبر في دوران الدم عبر الأوعية الدموية الصغيرة، مما يسبب ألم القلب (الذبحة Angina) والعضلات والضعف وضبابية التفكير والتعب.
•  يؤدي الالتهاب إلى تحطم اللويحات الشريانية
يعتقد أن الالتهاب يمارس دورا مخربا في زعزعة اللويحات الشريانية Arterial plaques في حالة المرض القلبي. وبكلمة أخرى، يقود الالتهاب نفسه إلى تحطم اللويحات مسببا تحررها عن الجدر الشريانية، وانطلاقها عبر مجرى الدم، مما يؤدي إلى النوبات القلبية أو السكتات.
•  يؤدي الالتهاب إلى ضرر ناجم عن الجذور الحرة
تولد الاستجابة الالتهابية أعدادا هائلة من الجذور الحرة. ولذلك، يمكن أن يؤدي الالتهاب الجهازي المزمن Chronic systemic inflammation إلى نضوب خطير في مدخرات الجسم من المغذيات المضادة للتأكسد. وتكون خلايانا أكثر عرضة للطفرات التي قد تقود إلى السرطان من دون وجود ما يكفي من مضادات التأكسد.
•  تغذي إنزيمات الالتهاب نمو السرطان
تبرمج الخلايا السرطانية لإنتاج مقادير كبيرة من إنزيم COX-2 الالتهابي؛ وقد تزيد مستويات إنزيمات COX-2 في النسيج السرطاني حتى 60 مرة على مستوياتها في النسيج السليم؛ ثم تستعمل الخلايا هذا الإنزيم كوقود للانقسام الخلوي السريع الذي يمثل واسمة مميزة مميتة في السرطان. وقد يقوم جزء كبير من قدرة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية على الوقاية من السرطان وتحسين البقاء على قيد الحياة (البقيا) survival عند المصابين به، على تثبيط الإنزيم COX-2.
ومما لاشك فيه أنه ما زال أمامنا الكثير لنفهمه عن الآليات الدقيقة التي تحمينا بها الأدوية والمغذيات المضادة للالتهاب من المرض؛ لكن الأبحاث تسير بسرعة، مع ظهور ما هو جديد كل يوم، ومن هذا الجديد ما اكتشف حديثا من علاقة بين الأدوية الخافضة للكولستيرول والنقص في داء آلزهايمر.

الآثار الجانبية للأدوية المضادة للالتهاب

إذا كنت من الأشخاص الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأدوية الستاتينية الخافضة للكولستيرول Statin drugs، يمكن أن تنقص هذه الأدوية خطر السرطان والمرض القلبي وداء آلزهايمر لديك؛ أما إذا كنت لا تستعمل هذه الأدوية حاليا، قد تتساءل عما إذا كان من الواجب البدء بتناولها كوقاية من المرض، سواء أكنت بحاجة إليها أم لا.
من الواضح أن الأدوية التي تنقص الالتهاب يمكن أن تساعد على الوقاية من العديد من أمراض الشيخوخة؛ ولكن نؤكد من جديد أن لهذه الأدوية تأثيرات جانبية؛ فمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تمزق بطانة معدتك، وتؤدي إلى ألم ونزف داخلي. وفي الواقع، يمثل النزف الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية سببا رئيسيا لفقر الدم عند المسنين. كما أن كلا من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية الستاتينية يزيد العبء الواقع على كبدك، ويمكن في حالات نادرة أن يؤدي إلى التهاب كبدي محرض بالأدوية أيضا Drug-induced hepatitis.

المكملات المضادة للالتهاب

يوجد عدد من المغذيات التي يمكنها أن تنقص الالتهاب في جسمك بشكل قوي من دون تأثيرات جانبية.
•  خلاصة ورق القراص Nettle leaf extract. تثبط إنزيمات السيكلو أكسجيناز (مثلما تفعل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية)، كما تثبط السيتوكينات الالتهابية.
•  الحموض الدهنية الأساسية، بما في ذلك حمض الإيكوسابنتينويك EPA Eicosapentaenoic acid وحمض غاما لينولئيك GLA Gamma-linoleic acid، والدوكوساهكسينويك DHA Docosahexaenoic acid بشكل خاص، فهي تثبط السيتوكينات الالتهابية، ويمكن أن تنقص كلا من البروتين التفاعلي C والفبرينوجين.
•  البروميلين Bromelain. هو إنزيم هاضم للبروتين Protein-digesting enzyme يوجد في الأناناس Pineapple، يقلل الالتهاب ويحطم الفبرينوجين.
•  الزنجبيل Ginger. مثبط طبيعي للسيكلو أكسجيناز 2، حيث يثبط المسلك الالتهابي نفسه الذي يؤثر من خلاله السيليبركس Celebrex؛ كما أنه ينقص تشكل السيتوكينات.
•  الكركمين Curcumin. مكون فعال في الكركم التابل Spice turmeric (لا يوجد في الكمون Cumin)؛ وهو يثبط السيتوكينات الالتهابية والفبرينوجين.
•  الديهيدرو إيبي آندروستيرون DHEA Dehydroepiandrosterone. هرمون مضاد للشيخوخة، وهو مضاد للالتهاب أيضا. وبما أن مستويات هذه الهرمون تميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر، يزداد الالتهاب والمرض. ويمكن أن يؤدي إعطاء الديهيدرو إيبي آندروستيرون إلى تثبيط نشاط السيتوكينات الالتهابية، وقد ينقص البروتين التفاعلي C والفبرينوجين.
•  الفيتامين K. له دور متميز في مقاومة أمراض الشيخوخة، كما يثبط إنتاج السيتوكينات الالتهابية.
•  خلاصة الجنكة ذات الفصين Ginkgo biloba extract. لها فوائد في تعزيز الوظيفة الدماغية والقدرات الاستعرافية (الإدراكية) والمحافظة عليها؛ كما أنها ذات تأثيرات مضادة للالتهاب، وتنقص فائض الفبرينوجين.
يمكن استعمال هذه المغذيات بتوليفات أو مشاركات مختلفة للتقليل من الالتهاب، فضلا عن الاستفادة من فوائدها الأخرى. وسنعرض فيما يلي النظام العلاجي الأساسي المضاد للالتهاب والذي يناسب معظم الناس. وبما أن الجنكة والفيتامين K والديهيدرو إيبي آندروستيرون ذات تأثيرات متعددة في الجسم، فلا بد من استعمالها بدقة في بعض الظروف.
البروتوكول الأساسي المضادُّ للالتهاب
المغذيالجرعة اليومية
خلاصة ورق القراص900 مغ
كبسولات زيت السمك
أو
كبسولات الديهيدرو إيبِي آندروستيرون
3000 مغ

1000 مغ
البروميلين2000 مغ
الزَّنْجَبيل
أو
الكركمين
900 مغ

900-1800 مغ

تعقب الالتهاب بالاختبارات الدموية

هناك بعض الاختبارات الدموية النوعية جدا (والمكلفة) والتي تستطيع قياس مستويات السيتوكينات الالتهابية كل على حدة، مثل IL-6 Interleukin-6 وIL-1b Interleukin-1 beta وعامل نخر الورم ألفا TNF-a Tumor necrosis factor alpha؛ فإذا كان أي من هذه السيتوكينات مرتفعا بشكل شاذ، يدل على نوع ما من العملية الالتهابية.
ولكن الأكثر شيوعا أن نستعمل اختبارات أقل تكلفة لقياس مستويات الواسمتين الالتهابيتين، البروتين التفاعلي C والفبرينوجين؛ وتكون هذه الاختبارات البسيطة عند معظم الأشخاص أكثر من كافية للتحقق من أن الالتهاب عامل خطر أم لا. وينبغي أن تكون مستويات هاتين الواسمتين الالتهابيتين كما يلي حتى نحقق أعلى قدر من الوقاية من الأمراض المرافقة للالتهاب:
•  البروتين التفاعلي C: أقل من 0.5 مغ/ل.
•  الفبرينوجين: أقل من 300 مغ/دسيليتر.

تقييم الخطر لديك وإنقاصه

بما أن الالتهاب الجهازي خطر وصامت غالبا وسهل المعالجة، فأنا أوصي بشدة باختبار الواسمات الالتهابية كجزء من تقييم الأخطار الأولي؛ ولا يلقي هذا التقييم الضوء على نواحي مثيرة للقلق بشكل خاص وحسب، ولكنه يوفر أساسا للمقارنة أيضا.
عندما تظهر الاختبارات الدموية الأولية لديك ارتفاعا في الواسمات الالتهابية، قد ترغب بإعادة الاختبارات الدموية بعد 8-12 أسبوعا للتأكد من أن البرنامج الذي تعتمده يكفي للتقليل من خطر الأمراض المحرضة بالالتهاب. وبما أن الجسم يستجيب بشكل مختلف بين الأشخاص، ليس هناك وصفة واحدة لكل فرد. ولكن، إذا ما استمر الالتهاب بحيث يشكل قضية لديك، ستقوم أنت ومستشارك الطبي بتعديل برنامجك عبر إضافة مغذيات مضادة للالتهاب أخرى أو زيادة مقادير المغذيات التي تتناولها.

النظام الغذائي المضاد للالتهاب

يكون لما تأكله يومياَ تأثير كبير في كل أوجه صحتك، بما في ذلك مستوى الالتهاب في جسمك؛ ويمكن أن تساعدك التعديلات القوتية التالية – ضمن أشياء أخرى – على اتقاء الالتهاب المفرط.
•  ركز على الدهون الأحادية غير المشبعة Monounsaturated fats
تتحول بعض الدهون، لاسيما تلك الموجودة في السمك وزيت الزيتون والبذور والأفوكادو Avocados، إلى مركبات تشجع إنتاج المواد الكيميائية المضادة للالتهاب؛ أما الدهون الأخرى، لاسيما تلك الموجودة في اللحوم والمنتجات اللبنية، فتعزز إنتاج المواد الكيميائية المحرضة للالتهاب Pro-inflammatory chemicals.
•  كل القليل على مستوى منسب سكر الدم Glycemic index
تعزز الأطعمة الكربوهيدراتية (السكرية) التي تسبب ارتفاعا سريعا في الأنسولين حدوث الالتهاب. ويمثل منسب سكر الدم نظاما تقديريا يحسب تأثير مختلفة الأطعمة في إنتاج جسمك للأنسولين؛ فالأطعمة الغنية أو المرتفعة على منسب سكر الدم، مثل الخبز الأبيض والباستا والرز والحلويات وعصير الفواكه، تميل إلى تعزيز الالتهاب؛ ولذلك، يساعد اختيار الكربوهيدرات الفقيرة أو المنخفضة على منسب سكر الدم، مثل الحبوب الكاملة والخضار الطازجة، على إنقاص الالتهاب.
•  تجنب الأطعمة الغنية بحمض الأراكيدونيك Arachidonic acid
حمض الأراكيدونيك حمض دهني يعد طليعة للسيتوكينات المحرضة للالتهاب. وتكون بعض الأطعمة، مثل البيض واللحوم العضوية، غنية بحمض الأراكيدونيك بشكل خاص. ولكن لهذه الأطعمة فوائد صحية أخرى، ويمكن تناولها باعتدال باستثناء أولئك الذين يشكل الالتهاب مشكلة خاصة لديهم.
الدَّلائلُ
الإرشاديَّة للنظام الغذائي (القوت) المضاد للالتهاب
الأطعمةُ التي يمكن الاستمتاع بهاالأطعمةُ التي ينبغي تجنُّبُها
السَّلَمون والأسماك الدهنيَّة الأخرىالشرائح الدهنيَّة واللحم الأحمر
الأفوكادومحُّ البيض (صَفَاره)
زيت الزيتونالخبز الأبيض والباستا
الجوز والبزورالبطاطا
الخضار والفواكه الطازجةعصير الفواكه
الحبوب الكاملة، بما في ذلك دقيق الشوفانالرز الأبيض وكعك الرز

العلاقة بين القلب واللثة

فضلا عن تجنب الأطعمة المحدثة للالتهاب وتناول المكملات المضادة للالتهاب، تأكد من العناية الجيدة بأسنانك؛ فمرض اللثة Gum disease حالة التهابية بشدة تتجاوز عواقبها الفم. ويمكن للسيتوكينات الالتهابية التي تصاحب مرض اللثة أن تساهم كثيرا في المشاكل المرافقة للالتهاب الجهازي. ويكون المصابون بمرض اللثة أكثر ميلا للمعاناة من مرض القلب على سبيل المثال. ويؤدي التنظيف الدوري للأسنان بالخيط والعناية الاحترافية بها إلى الحد كثيرا من خطر مرض دواعم السن Periodontal disease. ومن غير المستبعد كما يبدو أن يكون تنظيف الأسنان بالخيط Flossing جزءا هاما من برنامج وقايتك من الأمراض.

السبت، 7 نوفمبر 2015

الأعشاب الطبية والذ ئبة الحمراء

 الذئبة الحمراء اسبابه علاجه من طب الاعشاب
الذئبة الحمراء
Lupus erythematosus

تعريف المرض: هو مرض التهابي مزمن من أمراض المناعة الذاتية التي تصيب النسيج الضام ( connective tissue) والتي تصيب أعضاء كثيرة من الجسم وأشهرها: الجلد، المفاصل، الدم، والكلى. والذئبة الحمراء مرض مزمن يستمرلفترة طويلة، وتعنى كلمة مرض من أمراض الجهاز المناعي أن هذا المرض يحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعي للجسم تجعله بدلاً من حماية الجسم من البكتريا والفيروسات فإن الجسم يهاجم نفسه.
التسميه بهذا الاسم: يرجع اسم الذئبة الحمراء إلى أوائل القرن العشرين. وكلمة الذئبة مشتقة من اللغة اللاتينية وهى تصف الطفح الجلدي على وجه المريض, والذي يذكر الطبيبب العلامات الموجودة على وجه الذئب ، وكلمة الحمراء مشتقة أيضاً من اللغة اللاتينية وهى تصف لون الطفح الجلدي .ويسمى هذا المرض بمرض القناع الأحمر لأنه يظهر على شكل طفح جلدي أحمر في الوجه وقد يزيد إلى درجه التي يبدو عليها المريض وكأنه يرتدى قناع أحمر ، كما أنه أحد الأمراض الروماتيزمية التي تصيب العديد من أجهزة وأنسجة الجسم ويؤثر بصورة ملحوظة على جهاز المناعة بالجسم.
أنواع المرض:
1.نوع جلدي : ويترك آثاراً جلدية تشبه ما تتركه عضة الذئب من آثار.
2. نوع دوائي : تظهر علاماته مع تناول بعض أدوية الصرع أو المضادات الحيوية أو بعض أدوية الضغط، وتختفي أعراض المرض عند الامتناع عن تناول الدواء المسبب.
3.القناع الأحمرجهازي : وهو الأكثر انتشارا ويصيب بعض أجهزة الجسم مع وجود علامات جلدية أو بدونها.
الأشخاص الأكثر عرضة:
1.يصيب هذا المرض النساء ما بين سن 15- 45 عاماً كما أن نسبة إصابة الرجال للنساء هي 1 إلى 13 ونادراً ما يصيب الأطفال خاصة من هم دون الخامسة. 
2.تبدأ الإصابة في أي عمر ولكن غالباً في العقدين الثاني والثالث من العمر.
3. تقدر عدد الحالات علي مستوي العالم بحوالي خمسة ملايين حالة.
الأعراض:
اولا:أعراض في كل الجسم :
ارتفاع بدرجة حرارة الجسم وقد تكون مشكلة طبية يصعب معرفة مصدرها، كما يعاني الشخص من إجهاد شديد ونقص ملحوظ بالوزن وتظهر هذه الأعراض مع بداية المرض ومع بداية الانتكاسات للمرض وأحياناً قبل الدورة الشهرية بالنسبة للنساء أو بعد التعرض الطويل لضوء الشمس. 
ثانيا:أعراض في أجهزة الجسم المختلفة:
1. الجهاز الحركي والمفاصل : حيث يشكو المريض من آلام وتورم بالأصابع والمفاصل لكنه لا يسبب تشوهات مفصلية دائمة كما أن المريض قد يعاني من آلام في العضلات في مناطق مختلفة من الجسم. 
2.الجلد والأغشية المخاطية : يكون الجلد حساساً لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية ويظهر طفح أحمر متقشر مثير للحكة يظهر على الأنف والوجنتين على شكل فراشة وأحياناً يعاني المريض من تقرحات بالفم والغشاء المخاطي للأنف الذي قد يصاحبه نزيف أنفي. ويظهر الطفح على الجسم عادة كرقع دائرية، ومن المحتمل أن تستمر الحالة لعدة سنوات مع حدوث تحسن أو تدهور من وقت لآخر. وغالباً ما يصبح الجلد رقيقاً ومندياً بعد أن تزول العلامات الجلدية.
3.الشعر: أما بالنسبة إلى الشعر فقد يحدث تساقط الشعر حتِى بدون تمشيط للشعر؛ وينشط هذا التساقط في نوبات الانتكاسة المرضية أو بعد استعمال الكورتيزون وبعد مثبطات المناعة المستخدمة لعلاج المرض، ومع هدوء المرض يقل تساقط الشعر بل قد يعود لطبيعته السابقة. 
4. الكلى: قد يسبب مرض الذئبة الحمراء التهابات كلوية متكررة بنسبة 25% إلى 50% من المرضى؛ وإذا لم يتم تدارك المشاكل الكلوية في أولها سوف يؤدي ذلك إلى مشكلات مزمنة سوف تنتهي بخلل لوظيفة الكلى أو فشل كلوى بالإضافة إلى معاناة المريض من ارتفاع بضغط الدم الشرياني بسبب مرض الكلى. 
5.لجهاز التنفسي: يعاني تقريباً 30% من مرضى الذئبة الحمراء من التهابات بالغشاء البلوري للرئتين قد يصاحبها تجمع سوائل بالغشاء البلوري وقد يعاني المرضى من التهابات بالقصبة الرئوية أو أنسجة الرئة وتزداد فرص الإصابات الرئوية مع تناول بعض العلاجات الدوائية الخافضة للمناعة الجسمية مثل الكورتيزون وبعض العلاجات الأخرى. 
6. القلب: يعانى أقل من ثلث مرضى الذئبة الحمراء من مشكلة قلبية أو أكثر فقد يصاب المريض بالتهاب الغشاء المحيط بالقلب وقد تتجمع بعض السوائل في هذا الغشاء وقد يكون تأثيرها خطيراً على وظيفة المضخة القلبية، بعض المرضى الآخرين قد يعانون من اعتلال بوظيفة العضلة القلبية أو من التهابات بأحد الصمامات قد تتطور إلى التهابات صديدية خطيرة قد تؤثر أيضاً على وظيفة التوصيلات الكهربائية للقلب، من ناحية أخرى قد يؤثر المرض على مرونة وكفاءة الأوعية الدموية مختلفة الأحجام وظاهرة رينود بسبب انقباض الأوعية الدقيقة في الأطراف. 
7. الجهاز الهضمي : قد يعاني المريض من فقدان للشهية أو شعور بالغثيان والتقيؤ أو قد يعاني من نوبات مغص مصحوب بإسهال أثناء الحالة المرضية أو أثناء الانتكاسة، ومع تناول بعض العلاجات الدوائية قد يعاني المريض من الأعراض الجانبية الهضمية أو مضاعفات تحدث بسبب تناول الدواء. 
8. الجهاز العصبي والنفسي: في كثير من الحالات المرضية للذئبة الحمراء يعاني المرضى من اضطرابات عصبية ونفسية قد تختلف في الشدة من مريض لآخر ومن مرة مرضية لمرحلة مرضية أخرى وفي حالات نادرة قد يصل الأمر إلى تكرر نوبات صرع أو نوبات اكتئاب شديدة ولكنها تستجيب للعلاج الدوائي في أغلب الأحيان. 
9. الدم : قد يحدث لنسبة غير بسيطة من مرضى الذئبة الحمراء فقر دم أو نقص في عدد كريات الدم البيضاء أو في عدد صفائح الدم. 
10.الجهاز التناسلي والحمل : قد تعاني السيدة المصابة بمرض الذئبة الحمراء النشط من صعوبة في حصول الحمل أو صعوبة في استمرار الحمل إذا حصل وهناك زيادة في نسبة الإجهاض وخاصة في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل من ناحية أخرى إذا كانت المريضة في وضع جيد وتم التحكم في مرضها قبل الحمل فإن استمرار الحمل لنهايته من الأمور المتوقعة لأن المرض لا ينشط عادة أثناء الحمل كما أن المرض لا يورث للأبناء.
ما مدى شيوع هذا المرض؟
الذئبة الحمراء مرض نادر يصيب خمسة في كل مليون طفل سنوياً، وبداية ظهور أعراض المرض نادراً ما تكون قبل سن الخامسة وغير شائعة قبلا البلوغ. وتعتبر السيدات في سن الخصوبة (من 15 إلى 45 سنة) هن الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتكون الإصابة بين السيدات إلى الرجال 1:9 ولكن في الأطفال وقبل سن 
البلوغ تكون نسبة المرض في الذكور أكثر من الإناث. وتكثر الإصابة بالمرض في أطفال إفريقيا،أمريكا, آسيا.
ما هي أسباب المرض؟
لا يزال سبب الذئبة الحمراء غير معروف ولكن المعروف، وكم اذكر سابقاً، أنه مرض من أمراض اضطراب الجهاز المناعي حيث يفقد الجهاز المناعي قدرته على التفرقة بين الأجسام الغريبة وأنسجة الجسم نفسه فيقع الجهاز المناعي في خطأ وينتج أجسام مضادة تهاجم خلايا الجسم نفسه وتقضى عليها على أنها أجسام غريبة. ونتيجة هذا الخطأ يكون حدوث التهاب في أعضاء كثيرة من الجسم كالمفاصل والكلى والجلد. وكلمة التهاب تعنى أن المنطقة المصابة تكون دافئة، حمراء، منتفخة ومؤلمة واستمرار الالتهاب في هذه الأعضاء يؤدى إلى تلفها وفقدانها وظائفها الطبيعية ولذلك يهدف علاج المرض إلى تقليل الالتهاب.
ويعتقد أن تفاعل بعض العوامل الوراثية مع بعض العوامل البيئية هو المسبب لهذا الاضطراب في الجهاز المناعي. ويعتبر اضطراب الهرمونات عند البلوغ أو التعرض لأشعة الشمس أو الإصابة ببعض الفيروسات أو تناول بعض الأدوية من أشهر العوامل التي تؤدى إلى الإصابة بالمرض.
هناك الكثير من الاسئلة المتوقعه والتي تخطر على بال كثير من الناس وهي:
1.هل هومرض وراثي؟ هل يمكن منعه؟
لا يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض الوراثية إذ أنه لا ينتقل من الآباء إلى الأبناء إلا أنه من الممكن وراثة بعض الجينات التي تجعل الأبناء أكثر احتمالية للإصابة بالمرض. وقد أظهرت الدراسات أنه من الممكن أن يجد طفل الذئبة الحمراء أن فرداً آخراً من أسرته مصاب بالمرض ولكن من النادر أن تجد طفلين مصابين في عائلة واحدة.
2.لماذا أصيب ابني بالمرض؟ هل من الممكن منعه؟
نظراً لأن سبب المرض لا يزال غيرمعروف وأغلب الظن أن المرض يحدث نتيجة تفاعل بين بعض العوامل الوراثية والبيئية،لذا فإنه ينصح دائماً بالابتعاد عن بعض الأشياء والتي يمكن أن تلعب دوراً في حدوثالمرض مثل التعرض لأشعة الشمس بدون كريم واقي، الإصابة ببعض الفيروسات، الشدالعصبي، الهرمونات وبعض الأدوية.
3.هل هومرض معدي؟
لا، فهو لا ينتقل من شخص لآخر عند طريق العدوى
4.ما هي أعراض المرض؟
تبدأ أعرض المرض في الظهور تدريجياً خلال فترة تتراوح مابين الأسابيع إلى الشهور وفي بعض الأحيان السنوات، ولعل الشعور بالإجهاد هو من أوائل أعراض المرض كما قد يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض الوزن وفقدان الشهيةفي نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض.
ومع مضى الوقت تبدأ الأعراض المميزة للمرض وتكون نتيجة إصابة أعضاء متعددة من الجسم مثل الجلد والذي يكون في صورة طفح جلدي، حساسية للشمس، وقرح في الفم والأنف، وقد يأخذ الطفح الجلدي على الوجه شكل الفراشة والذي يظهر عبر الأنف والخدين ويحدث ذلك في نصف الأطفال المصابين بالمرض. كذلك قد يسقط الشعر في بعض الأحيان ويتغير لون الأصابع من الأحمر إلى الأبيض ثم الأزرق عند التعرض للبرد ومن الممكن أيضاً أن يحدث تيبس أو تورم بالمفاصل، ألم في العضلات، أنيميا، صداع، تشنجات أو ألم في الصدر. كذلك قد تتأثر الكلى في بعض الأطفال ويظهر ذلك في صورة ارتفاع في ضغط الدم، ظهور دم أو بروتين في البول أو حدوث تورم في القدمين والجفون.
5.هل يتشابه المرض عند كل الأطفال؟
تختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء من شخص لآخر وبالتالي فلا يتشابه المرض عند الأطفال المصابين ولكن تظهر الأعراض السابق ذكرها على فترات مختلفة من حدوث المرض سواءً عند بداية ظهور الأعراض أو بعد فترة منبداية المرض
6.هلا المرض في الأطفال يختلف عن الكبار؟
بوجه عام لا يختلف المرض بين الأطفال والكبار ولكن بينما قد يتغير المرض سريعاً في الأطفال، يكون المرض أكثر شدة عند البالغين.
نصائح هامة:
على مرضى الذئبة الحمراء النصائح التاليه والتي تعتبر مساعده في العلاج 
1 تناول الهليون والبيض والثوم والبصل، حيث إنها تحتوي على الكبريت اللازم لإصلاح وإعادة بناء العظم والظروف والنسيج الضام، كما أنه يساعد على امتصاص الكالسيوم.
2. تناول باستمرار الأناناس الطازج، حيث إن انزيم البروميلين الموجود فيه يساعد على تقليل الالتهابات.
3. لا تستخدم اللبن أو منتجات الألبان أو اللحم الأحمر وتجنب أيضاً الشاي والقهوة والموالح والفلفل الأحمر (الشطة) والملح والتبغ وكل شيء يحتوي على السكر.
4. تجنب الفلفل والباذنجان والطماطم والبطاطس، حيث إنها تحتوي على مادة السولانين التي تسبب الآلام والالتهابات.
5. تجنب ضوء الشمس القوي واحم نفسك من الشمس ولا تخرج إلا عند الضرورة.
6. تجنبي أقراص منع الحمل فهي تسبب تدهور الحالة وتفاقم المرض.
7. تجنب الأماكن المزدحمة والأشخاص المصابين بالبرد أو المصابين بالالتهابات الفيروسية فأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء تجعل المصاب عرضة للإصابة بالفيروسات.
بعض من الاعشاب التي تساعد في علاج الذئبه الحمراء وتخفف من حدتها.
1.البرسيم الحجازي:
وهو نبات عشبي معمر يعرف علمياً باسم Medicago Sativa والجزء المستخدم منه جميع أجزائه يحتوي على أيزوفلافونات وكومارينات وقلويدات وفيتامينات وأهمها فيتامين K وبورفرينات، ومن المعروف أن الايزوفلافونات والكومارينات مولدة للاستروجين. كما تحتوي على معادن ويستخدم من مسحوق البرسيم مقدار ملء ملعقة صغيرة يضاف لها ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة 15دقيقة لتنقع ثم تصفى وتشرب بمعدل كوب صباحاً وآخر عند النوم.
2.خاتم لذهب
نبات عشبي صغير معمر تتميز بجذرها الأصفر تعرف علمياً باسم Mydrastis Candaensis والجزء المستخدم من النبات الجذور. تحتوي الجذور على قلويدات الايزوكينولين وأهمها هيدراستين وبربرتين وكندين كما تحتوي على زيت طيار ومواد راتنجية. وتعتبر الجذور مقوية مضادة للالتهابات وموقفة للنزف الداخلي ومضادة للجراثيم ومنبهة للرحم وقابضة. تؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق الجزر وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم يغطى لمدة 15دقيقة ويصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
3. كعيب(شوك الجمل)
وهو نبات شائك ثنائي الحول يصل ارتفاعه إلى متر ونصف المتر، له أوراق بيضاء ذات عروق واضحة وأزهار في قمة الأغصان ذات لون ارجواني جميل والنبات مغطى بأشواك حادة. يعرف علمياً باسم Carduus marianus. الجزء المستخدم من النبات الأزهار والبذور وكامل النبات يحتوي النبات على ليغنانات الفلافون وأهم مركب فيها مركب السليمارين، كما يحتوي على مواد مرة ومتعددات الاسيتيلين. يستعمل كمقو للكبد وينبه إفراز الصفراء ويدر الحليب ومضاد للاكتئاب. يستعمل من مسحوق البذور. أما الأزهار ملء ملعقة صغيرة تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم تترك لمدة 15دقيقة ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
4. شجرة الحمى
نبات عشبي معمر يصل ارتفاعه إلى 60سم لها أزهار تشبه أزهار الأقحوان. الجزء المستعمل من النبات جميع الأجزاء الهوائية يعرف علمياً باسم Tanacetum Parthenium يحتوي النبات على زيت طيار ولاكتونات تربينية أحادية نصفية وأهم مركب فيها هو بارثينوليد، وكذلك يحتوي على تربينات أحادية نصفية وأهم مركب فيها هو الكافور. تستخدم شجرة الحمى كمسكنة ومخفضة للحرارة، ومضادة للروماتيزم وضد الصداع النصفي. تستعمل على هيئة مغلي بمعدل ملء ملعقة صغيرة من مسحوق النبات تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي ثم يغطى ويترك لينقع لمدة 10دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
5. نفل المروج
وهو عشب معمر يصل ارتفاعه إلى حوالي 40سم، له ساق منتصب وزهور ذات لون إرجواني جميل. يعرف علمياً باسم Trifolium Pratense والجزء المستخدم من النبات الأزهار فقط. تحتوي الأزهار على فلافونيرات وأحماض فينولية مثل حمض الساليسيليك وزيت طيار وسيتوستيرول وأحماض دهنية. والفلافونيدات الموجودة في الأزهار مولدة للاستروجين. يستعمل نفل المروج لعلاج الحالات الجلدية يستخدم مسحوق الأزهار بمعدل ملعقة صغيرة على ملء كوب ماء مغلي ويترك لينقع لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل كوب في الصباح وآخر في المساء.
هل يوجد مكملات غذائيه تساعد في العلاج:
نعم والمكملات الغذائية التي يمكن استخدامها جنباً إلى جنب مع العلاجات السابقة :
1. الكالسيوم والماغنسيوم ضروريات لتوازن حامضية الدم وللوقاية من هشاشة العظام نتيجة التهاب المفاصل.
2.الرسيستين فرل - ميثنونين تساعدان على حماية وحفظ الخلايا ومفيدة في تكوين الجلد ونشاط كريات الدم البيضاء.
3 .كبسولات الثوم والتي تحتوي على الليسين الذي يقضي على الفيروسات.
4. انزيمات محللة للبروتينات وهو مضاد قوي للالتهابات ومضاد للفيروسات.
5.زيت بذر الشمس الأسود وزيت بذر الكتان وزيت زهرة الربيع بكميات متساوية تقي من التهاب المفاصل وتحمي خلايا الجلد ولازمة لتكاثر خلايا الجسم ملعقه صغيره صباحا ومساءً.
6. كبريتات جلوكوزامين مهمة لصحة الجلد والعظام والنسيج الضام ويمنع مرض الذئبة الحمراء.
7.فيتامين ج الذي يحسن من وظائف المناعة.
8. الزنك يحسن وظائف المناعة ويحمي الجلد والأعضاء وينشط الالتئام.
9. فيتامين E مضاد قوى للأكسدة ويزيد عملية الالتئام
10.تناول الخبز الاسمر المخلوط ببذر الكتان.
11.استعمال زيت بذر الكتان على السلطات.
12.تناول الرز البني،السمك، ،الفواكهة الطازجة غير الحمضية ،الحبوب الكامله ،الشوفان الكامل.
13.في حالة نقص الحديد يؤخذ من المصادر الغذائية المهمة الخضروات الورقيه
اما وحسب تجاربي البسيطه فيكون العلاج كالتالي ودائما يكون في الحسبان ان 99% من الحالات تعالج و1% غير قابل للعلاج والعكس صحيح ، والاحتمالية الاخرى يمكن التخفيف بالتدريج من حدة اعراض المرض وبالتالي حماية كثير من الاجهزه الجسميه والحصول على الشفاء التدريجي.
1.يقراء على 5 ليترماء للشرب) بسم الله المانع ، بسم الله الشافي قدر المستطاع) ويشرب من الماء يوميا مع الدعاء الخالص لله بالشفاء ، وسيشفى المريض باذن الله تعالى .
2.شاي من مغلي الاعشاب التاليه حيث تخلط الاعشاب جميعا وتطحن،ومن الممكن تعبأة عرق السوس في كبسولات 5ملغم يؤخذ منها 1-1-1 بعد الوجبه يشرب بمعدل 1-1-1 يوميا بعد الاكل مع مراعاة الموانع 
1 .بابونج 50غراممهدىء ، يوقف تكون هرمونil-8 المدمر للانسجه.
2 اقحوان 50غرام يخفف من التهاب وآلام المفاصل.
3 .الهليون 50غرام يعمل على تنظيم الجهازالمناعي لوقف الالتهاب ، وله خاصية حماية انسجة الكلى
4 .زعرور شائك 50غرام يخفف الاجهاد الناجم عن الممراسات الحياتية اليوميه.
5 .عرق سوس 50غرام يخفف الالم والالتهاب ، يزيد من فعالية الستيرودات وخاصة البريدنيزولين
6. يانسون 50غرام مهدىء للجهاز المناعي
7 .لحاء الصفصاف 50غرام يحتوي على حمض السلسليك مع مراعاه من يتاول مميعات دم
8 شوك الجمل 50غرام ينظف ويحمي الكبد وينقي الدم.
3.شرب خل القريص مقدار فنجان قهوه في الصباح والاخر في المساء مع مراعاة الموانع ، وملاحظة المريض بعد استعمال الجرعات الاولى اذا كان له ردة فعل يوقف فورا.
1 .قريص 200 محفز لهرمون الكورتيزون المضاد للالتهابات ، مقوي للدم
2 بذر الانجره 100 محفز لهرمون الكورتيزون المضاد للالتهابات ، مقوي للدم
3 خل تفاح طبيعي ليتر منقي دم ومانع من الالتهابات
التحضير يطبخ القريص وبذره في 3 ليتر ماء لمدة نصف ساعه حتى ينقص الماء تقريا الى النصف ، ثم يصفى الخليط ويضاف عليه خل التفاح ويخلط جيدا ويوضع في وعاء زجاجي للاستعمال.
4.عمل كريمات خاصه مكونة من الاصناف التالي يدهن بها مكان الاصابة حسب الحاجة وهي زيت جنين القمح 10 غرام ،زيت بابونج 10 غرام ، زيت قريص 10 غرام ،زيت اللوز 10 غرام ، زيت زيتون 10 غرام مع وسط قاعدي يفضل لانولين أبيض او زبدة كاكاو تمزج جميع الاصناف على البارد واذا لم يتوفر الوسط القاعدي يمكن ان تخلط الزيوت جميعا ويدهن بها مباشرة .
5.استعمال عصير الصبار العلدي او المخلوط مع نكتار مقدار فنجان قهوه 3 مرات يوميا قبل الاكل حيث يعتبر مضاد التهاب مقدما.
6.استعمال عكبر النحل كبسوله بعد الاكل كمضاد حيوي .
7.استعمال اقراص فيتامين سي أو تناول عصير الجزر صباحا والبرتقال مساءً . 
اما في حالة تأثير المرض على جهاز معين فيجب الاخذ بالحسبان من معالجة ذلك الجهاز.
مع تمنياتي للجميع المرضى بالشفاء



تبلغ نسبة إصابة الكلى لدى مرضى الذئبة
أكثر من 50% من حامليّ المرض، كما أنه يحدث في السنوات الأولى
من التشخيص، وتختلف شدته من شخص لآخر تتراوح بين
الخفيف الذي ليس له أعراض تذكر، ويكتشف عن طريق عينة من الكليه الى الشديد الذي يؤدي لقصورحاد في وظائف الكلى والحاجة للغسيل الكلوي.

ومن أعراضه: إرتفاع ضغط الدم أكثر 90/140، وانتفاخ في الجسم وخصوصا في الساقين والوجه وحول العينين وأحيانا زياده في الوزن وصعوبة في التنفس وذلك بسبب زيادة تجمع السوائل، وخمول وتعب عام في الجسم، نقصان في الشهية وغثيان وتقيؤ بسبب قصور في وظائف الكلى وتجمع حمض اليوريا في الدم، تغيرات في البول إما أن يميل لونه للإحمرار او ظهور الدم الواضح ، أو يكون كرغوة الصابون وذلك لوجود الزلال (البروتينات) وفي الحالات الشديدة تقل كمية البول، ولكن ليس هناك أعراضا واضحه دائما خصوصا في بدايته لذا يجب الفحص الدوري بانتظام لضغط الدم للتأكد من عدم ارتفاعه، وتحليل البول للكشف عن وجود دم أو زلال، وتحليل دم للكشف عن أي قصور في وظائف الكلى وذلك للكشف عن التهاب الكلى مبكرا، وعند وجود هذه الدلالات يجب أخذ عينه من الكلى وهي الطريقة الوحيده للتأكد من إصابة الكلى بالذئبة وليتم تحديد درجة الالتهاب لأن هذا الأمر يؤثر على نوعية العلاج ومدته، وأنواع الالتهاب تتراوح بين الخفيف وهي الدرجه الأولى او الثانية من تصنيف الإلتهاب والذي يكون علاجه هو علاج الجلد والمفاصل (جرعة صغيره من الكورتيزون ومضادات الملاريا كاالبلاكونيل)، الى المتوسط والشديد وهما الدرجة الثالثة، والرابعة (الأسوأ) والدرجه الخامسة فيحتاج الى علاج قوي لتهبيط المناعة لاتقل مدته عن سنتين، بالإضافة للكرتزون وهنا غالبا تكون الأعراض أكثر وضوحا، والنوع الأخير التهاب الدرجة السادسة وهو النوع المتأخر جدا وهو تليف الكلى ويكون المريض غالبا وصل لمرحله غسيل الكلى، أما العلاجات المستخدمة لمرضى الكلى بسبب الذئبة الحمراء فهي كالأتي:

مضادات الأنجيوتينسين: (ACE inhibitor and ARB )

هذه الأدوية عبارة عن عائلتين من الأدوية التي تعطى لمرضى القلب و لمرضى ارتفاع ضغط الدم ولكنها مهمة جدا لمرضى الكلى حيث أنها تقلل من نسبة الزلال في البول وتبطئ من تليف الكلى الذي قد يسببه الالتهاب، يجب التأكد من استقرار وظائف الكلى لأنها قد تسبب قصورا مؤقتا في وظائف الكلى لدى قلة من المرضى كما أنه يجب تحذير المرضى من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم (كالتمر والمكسرات والموز) لأن هذه الأدوية مع هذه الأغذية ترفع من نسبة البوتاسيوم في الدم الذي قد يؤدي الى اعتلال في كهرباء القلب، كما أنها ممنوعة على الحامل.

الكورتيزون:

هو العلاج الأساسي للذئبة في مراحله الأولى وخصوصا للالتهابات من الدرجة المتوسطه للشديده وذلك للحد من شدة الإلتهاب ونشاط المرض ولكنه لا يعالج الالتهابات الكلوية لوحده، وللكورتيزون أعراض جانبية كثيرة إذا استخدم بجرعات كبيرة ولفترات طويلة ويجب على المرضى معرفة أن استخدامه بجرعات كبيرة و لفترات طويلة قد يقلل أو يوقف إفراز الكورتيزون من الغدة جارة الكلوية لذلك فإنه من الخطر إيقاف الدواء فجأة لأنه قد يسبب هبوط حاد بضغط الدم وآلام في البطن وتقيؤ وارتفاع للبوتاسيوم، وقد يحتاج المريض إلى أدوية حموضة لتخفيف آثاره على المعدة وكذلك إلى كالسيوم وفيتامين د ودواء مضاد للهشاشة كالفوساماكس لحماية العظام طالما يأخذ المريض جرعات عالية ولمدد طويلة.

الأدوية المثبطة للمناعة

علاج التهاب الكلى لدى مرضى الذئبة  يتم بطريقتين تعملان عن طريق تثبيط المناعة:

الطريقة الأولى هو سايكلوفوسفامايد ويعطى عن طريق الوريد مرة كل شهر لست جرعات غالبا ومن بعد يبدأ مايكوفينوليت (سيل سيبت) وهو الأفضل أو الإزاثيوبرين (الإميوران) لمدة سنتين او أكثر حسب استجابة المرض كي يكون خاملا، وهذه الطريقة الأفضل خصوصا اذا كان إلتهاب الكلى من الدرجة الرابعة

الطريقة الثانية هي ان يعطى مايكوفينوليت وتؤخذ أقراصه مرتين يوميا لمدة سنتين على الأقل، أو الإزاثيوبرين والذي كان يؤخذ في السابق قد حل محله سيل سيبت كبديل أفضل ولكنه يمكن أن يعطى للحامل، واختيار اي الطريقتين يعتمد على درجة التهاب الكلى واختيار الطبيب المعالج والمريض.

الذئبة والحمل


الذئبة الحمراء هي مرض مناعي التهابي مزمن شائع الانتشار قد يصيب أعضاء الجسم المختلفة وقد يحدث أثناء الحمل  
1من  1600حالة حمل وقد ساعدت الدراسات الحديثة على التعرف على التأثيرات المتبادلة بين الحمل والمرض.. وتعتمد المضاعفات عند الحامل على درجة الإصابة ونوعها وعلى العضو المصاب وتزداد خطر الإصابة إذا ما أصيبت الكليتان وتأثرت وظائفهما. تحدث الإصابات الكلوية عند نصف الحوامل المصابات بالذئبة الحمراء وهي على درجة من الأهمية لسهولة التباسها بارتفاع التوتر الشرياني الحملي (ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل).
فتأثيرات الحمل على الذئبة الحمراء وكذلك تأثير الذئبة الحمراء على الحمل فهي كما يلي:
1- تعتمد التأثيرات على حالة الذئبة الحمراء فإذا كانت في حالة هجوم لفترة أكثر من  6أشهر فإن المضاعفات تقل وإمكانية ولادة جنين طبيعي قد تصل إلى 90% أما إذا كانت الحالة فعالة خلال الستة الأشهر الأخيرة فإن نسبة اشتداد أعراض الذئبة الحمراء تزداد المضاعفات على الجنين.
2- إذا كانت إصابة الكليتين طفيفة فإن وظائفهما تبقى في حالة جيدة أثناء الحمل وفي نسبة قليلة جداً أقل من 10% يحدث تراجع في وظائف الكليتين.
3- أما إذا كانت الكليتان مصابتان بدرجة متقدمة فإن الإصابة تميل للاشتداد مع زيادة تأدى وظائفهما عند 10% من المريضات مما يرفع من نسبة الوفيات عند المصابات.
4- ترتفع نسبة الاسقاطات العفوية المتكررة خاصة إذا أمكن اكتشاف العوامل الدئبية المضادة للتخثر في دمها.
5- تزداد حالات تأخر نمو الجنين ومدة الجنين وتكون مرتبطة بمدى تأثر الكليتين.
6- لا توجد أي علاقة ما بين الذئبة الحمراء والتشوهات الخلقية عند الجنين.
7- إن خلايا الذئبة الحمراء المضادة قادرة على اجتياز المشيمة وتصل للجنين ولكن تختفي الخلايا من دوران الطفل خلال سبعة أسابيع كما تزول الأضداد من دمه خلال عام واحد ويبدي بعض الولدان إصابات بالحصار القلبي الولادي بسبب التلف الطارئ على جهاز الوصل الممتد بين عقدة AV وحزمة هيس علماً بأن هذه التظاهرات قد تكون لا مرضية عند الوليد في معظم الحالات.
8- يجب الاستمرار في إعطاء علاج البردنيسلون والأدوية المثبطة للمناعة أثناء فترة الحمل بالمقادير الكافية لتثبيط فعالية الآفة ومع أنه ليس من فائدة في زيادة مقاديرها أثناء الحمل إلاّ أنه ينصح بزيادتها أثناء المخاض ولمدة شهرين بعد الولادة تجنباً للهجمات الاشتدادية علماً بأنه ليس لمستحضراتها تأثير ضار على الجنين.
9- تشاهد الحامل كل أسبوع أو اثنين حتى الولادة وتقوم وظائف الكليتن بقياس البروتين البولي خلال أربع وعشرين ساعة واختبار تصفية الكرياتنين كل شهر أو اثنين ويقرر توقيت الولادة وطريقتها تبعاً لتقويم حالة الجنين والأم.
10- يعالج ارتفاع التوتر الشرياني عند الحامل المصابة بالذئبة الحمراء كمعالجة الارتفاع الحملي المنشأ وتحمل الولادة المبكرة السليمة معها أقل المخاطر الوالدية وتعطى الجنين أفضل الفرص.
11- في بعض الحالات تكون الذئبة الحمراء شديدة ربما يؤدي الحمل إلى إصابات خطيرة تأثر على الأم لذلك ينصح بمنع الحمل باستخدام وسائل التعقيم الجراحي الذي يجب ان يجري أثناء فترة هجوم المرضى ويمنع استعمال حبوب منع الحمل وكذلك اللولب خصوصاً أثناء استعمال مهبطات المناعة لأنه ربما يؤدي إلى حدوث التهابات في المهبل والحوض تكون مزمنة وربما خطيرة. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
  أثبتت الدراسات فيما سبق أن داء الذئبة الحمراء هو مرض يستهدف النساء غالبا، وفي مختلف الأعمار ابتداء من سن المراهقة وحتى سنوات منتصف العمر مما يجعل هناك تقاطعاً بين توقيت الاصابة والحياة الطبيعية للمرأة وخصوصاً فيما يتعلق بالزواج والحمل والانجاب فأصبح هاجساً مقلقاً لدى المرأة المصابة بمرض الذئبة الحمراء فتجدها تتساءل.. ترى هل يمكنني الحمل والانجاب؟

الحقيقة أن مرض الذئبة الحمراء لا يمنع النساء من الحمل والانجاب الطبيعي لكن يجب أن يكون المرض خاملا لمدة سته أشهر على الأقل قبل الحمل، فالحمل خلال فترة نشاط المرض قد يعرض الحامل لتسمم الحمل، أو الاجهاض أو الولاده المبكرة.

وعلى الحامل معرفة أن الحمل قد يزيد من نشاط الذئبة لذا فان عليها أن تتابع بانتظام مع طبيب النساء والولادة والروماتيزم لمعرفة مدى نشاط وتاثير المرض وذلك باخذ التاريخ الطبي والفحص الاكلينيكي واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.

ومن خلال زيارة الطبيب المختص يجب معرفة كامل الأدوية والعقاقير ومعرفة كافة تأثيراتها الجانبية، حتى بعض الفيتامينات والمقويات خلال فترة الحمل يجب ان تكون تحت اشراف طبي لتجنب الاعراض الجانبية للأم والجنين.

اما النساء اللواتي يعانين من متلازمة اضداد الفوسفولبيد، والتي تدعى ايضا «متلازمة الدم اللزج»، والتي يعتبر مرض الذئبة الحمراء من اهم اسباب الاصابة بهذه المتلازمة، وهي حالة يكون فيها المريض عرضة لتشكل خثرات في اوعيته الدموية، فهذه المتلازمة قد تصيب الأوردة، وقد تؤدي لحدوث تجلطات دموية في الشرايين، اما لدى النساء الحوامل، فقد تتعرض المشيمة للضرر وبالتالي فان خطر الاجهاض يكون بشكل أكبر.

معايير التصنيف والتشخيص لمتلازمة اضداد الفوسفولبيد عادة يتطلب:

* التخثر في الاوعيه الدموية (تجلط الدم) ويحدث ذلك في أي جهاز أو نسيج في الجسم أثناء الحمل ويكون سبباً ل(واحد أو أكثر من حالات الإجهاض بعد الأسبوع العاشر من الحمل، وثلاثة أو أكثر من حالات الإجهاض قبل الأسبوع العاشر من الحمل، أو واحد أو أكثر من الولادة المبكرة لطفل غير مكتمل النمو قبل 34 أسبوعا من الحمل بسبب تسمم الحمل).

* النتائج الايجابية للاجسام المضادة للشحوم الفوسفورية، على أن يتم الفحص على فترات (6 أسابيع بين كل تجربة) و(اختبار تخثر الذئبة).

ويتم معالجه الامر باخذ الاسبرين ومضادات التخثر كالهيبارين وهي ابر تحت الجلد اثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة ويلزم متابعة الطبيب المعالج.

اما حبوب منع الحمل فقد تنشط مرض الذئبة الحمراء وقد تزيد من فرص الإصابة بجلطات الساقين خصوصا لدى المصابات بمتلازمة اضداد الفوسفولبيد لاحتوائها على هرمونات، اما فيما يتعلق بالحياة الزوجية وذلك ما قبل الحمل فنود التنبيه على أن استخدام المرأة للولب قد يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات الميكروبية إذا كانت المناعة منخفضة لذا فمن الأفضل استخدام العازل الذكري أو الأنثوي، وفي الختام ننصح بمتابعة اطباء النساء والولادة والروماتيزم قبل واثناء وبعد فترة الحمل.



شاع عند عموم الجمهور استخدام كلمة «روماتيزم» للتعبير عن كل الأمراض الروماتيزمية من دون استثناء
أو تفريق. وعليه أصبح واجبا على الأطباء إيضاح المقصود بالأمراض الروماتيزمية، وأنه ليس كل مريض
يعاني من الروماتيزم يكون بالضرورة مصابا بالتهاب في مفاصله.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة حنان عبد الله العصيمي رئيس وحدة الأمراض الروماتيزمية بالمستشفى
العسكري بجدة واستشاري باطنة وأمراض روماتيزم الحمل، وأوضحت أن مصطلح «روماتيزم» ليس
تشخيصا لحالة مرضية، وإنما هو عبارة عن مجموعة من الأعراض، قد يكون القاسم المشترك بينها وجود
التهاب بالمفصل يبدأ بالشعور بألم، مع ظهور احمرار وتورم. وتقدر الأمراض الروماتيزمية بأكثر من 100
مرض، ومنها على سبيل المثال مرض الذئبة الحمراء.
* الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء هو نوع من أنواع الأمراض الروماتيزمية، وله
القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب

القابلية لأن يصيب أي عضو من أعضاء الجسم، وهو أكثر حدوثا في النساء مقارنة بالرجال، وغالبا ما يصيب
النساء في سن مبكرة، ونسبة إصابة النساء إلى الرجال 9 إلى 1. يصيب مرض الذئبة الحمراء الأطفال، أيضا،
وقد يأتي في بعض الحالات في سن الشيخوخة. ومن المعلوم أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد الأمراض
الروماتيزمية المناعية المزمنة، وليس مرضا معديا، ولم يحدد بعد سبب رئيسي للإصابة به، ولكن هناك
الكثير من الفرضيات حول أسباب الإصابة بالذئبة الحمراء.
أما بالنسبة لتسميته بمرض الذئبة الحمراء، فلقد أخذ الاسم من الكلمة اللاتينية (lupus)، وهي تعني الذئب،
وذلك نتيجة إصابة المريض بالطفح الجلدي على الوجنتين وعظمة الأنف، على شكل الفراشة، التي تشبه
العلامات الموجودة على وجه الذئب.
تتفاوت درجة الإصابة بالمرض من مريض لآخر، وتعتمد بنسبة كبيرة على تأثر أعضاء الجسم، وهي بالتالي
تحدد مقدار المضاعفات التي من الممكن أن تلحق بالمصاب أو المصابة، وتختلف شدة أعراض مرض الذئبة
الحمراء من حالة لأخرى فقد تؤثر على الجلد أو المفاصل، وقد يكون تأثيرها أكبر على أعضاء مثل الكلية أو
الجهاز العصبي، أو كريات الدم، والصفائح الدموية، وبالتالي فإن العلاج هنا سيختلف حسب شدة المرض.
وقد يظهر المرض أثناء الحمل.
* الذئبة الحمراء والحمل
ن وجود المرض الروماتيزمي عند المرأة قبل الحمل أو أثناء الحمل، يمكن أن
يغير نشاط المرض. ومن ناحية أخرى فإن المرض في حد ذاته يمكن أن يؤثر على الحمل ومساره.
وللعلم، فإن الأمراض الروماتيزمية هي عبارة عن اختلال في الجهاز المناعي الذي ينتج أجساما مناعية
تهاجم أنسجة الجسم كلها ومنها المفاصل والكلى.. إلخ، وبالتالي يغير في سلوك المرض بالإيجاب أو السلب.
وهنا يأتي التركيز على نصح المرأة الحامل والمصابة بالذئبة الحمراء بالمتابعة من بداية التشخيص مع
طبيب متخصص بالأمراض الروماتيزمية، وذلك لما لتأثير العلاج المبكر من فعالية، وأيضا يجب الأخذ
بالاعتبار وجود تشابه في الأعراض بين نشاط الذئبة الحمراء فترة الحمل وفسيولوجية الحمل.
وفي الماضي كان الأطباء ينصحون المريضات بالأمراض الروماتيزمية ومنها مرض «الذئبة الحمراء» بعدم
الحمل، ولكن الوضع أصبح مختلفا حاليا حيث يسمح بالحمل للمصابات بالأمراض الروماتيزمية بعد وضع
الخطة المناسبة لوضعها الصحي. ومن أهم الأمراض الروماتيزمية التي تحتاج إلى متابعة مستمرة خاصة
أثناء الحمل مرض «الذئبة الحمراء».
وبالنسبة للمصابة بمرض «الذئبة الحمراء» أفادت د. العصيمي بأنها لا بد لها من استشارة طبيب الأمراض
الروماتيزمية قبل الحمل، وذلك لأهمية أن يكون مرض الذئبة الحمراء في مرحلة خمول على أقل تقدير 6
أشهر قبل السماح للمريضة بالحمل، ومن هنا تأتي أهمية متابعة صحة الأم ونمو الجنين بصفة مستمرة
ومتكررة خلال الحمل بمشاركة طبيب النساء والولادة في عيادة متخصصة بالحمل عالي المخاطر. وأهمية
الزيارات خلال حملها وعمل الفحوصات المخبرية الدورية، وُيفضل أن تراجع الحامل كل أسبوع إلى
أسبوعين عيادة الأمراض الروماتيزمية وعيادة النساء والولادة خلال الـ3 أشهر الأخيرة من الحمل، وحتى
موعد الولادة. وتكمن أهمية زيارة العيادات المذكورة سابقا لأخذ التاريخ المرضي للمريضة وخاصة وجود
تاريخ مرضي سابق، كالإجهاض أو الجلطات الدموية وأيضا مراجعة جميع الأدوية التيُتصرف للمريضة،
وآثار هذه الأدوية الجانبية على الأم والجنين، وذلك لأن هناك بعض الأدوية لا يمكن صرفها وإعطاؤها
للحامل لتأثيرها السلبي.
إن الأمر المطمئن لهذا الوضع حاليا أنه إذا بدأ الحمل في فترة خمول المرض، بمعنى السيطرة على نشاط
المرض، فإن احتمالية اكتمال الحمل تكون كبيرة، حيث إنها الفترة الأمثل والأنسب للحمل، وذلك لتجنب
المخاطر على الأم والجنين.
ومن الأهمية أن نذكر أن الحمل خلال نشاط مرض الذئبة الحمراء تكون فيه احتمالية إصابة المريضة بتسمم
الحمل عالية (تسمم الحمل هو حالة مرضية يصاحبها ارتفاع ضغط الدم والزلال في البول) وتزداد هذه
الاحتمالية أكثر إذا كان المرض له تأثير على الكلى، وأيضا قد يعرض الحامل للإجهاض أو الولادة المبكرة.
وقد أكدت الدراسات أن أغلب حالات الحمل لدى المصابات بالذئبة الحمراء تسير بشكل طبيعي وولادة
طبيعية إذا خضعت للمتابعة والعلاج اللازمين. وبالإضافة إلى السيطرة على نشاط المرض قبل وأثناء
الحمل، هناك بعض الفحوصات المهمة والأساسية لبعض الأجسام المضادة التي يجب على الطبيب المعالج
التأكد من وجودها أو عدم وجودها قبل حدوث الحمل، وذلك لما لهذه الأجسام المضادة من تأثير على
استمرار الحمل.
* متلازمة الأجسام المضادة
إن النساء اللاتي يصبن بمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد) كأحد الأسباب الثانوية لإصابتهن
بمرض «الذئبة الحمراء»، تكون إصابتهن على أحد الأشكال المحتملة التالية:
* إما أن تكون مريضة «الذئبة الحمراء»، تحمل نتيجة موجبة للأجسام المضادة ومن دون وجود أي أعرض
أخرى لمتلازمة الأجسام المضادة (مضادات الفوسفولبيد)، وفي هذه الحالة تتم معالجتها بجرعات صغيرة
من الأسبرين.
* وإما أن تكون المريضة قد أصيبت من قبل بجلطات في الأوعية الدموية، وهذه الجلطات قد تصيب
الشرايين أو الأوردة أيضا.
زوجتي لديها مرض الذئبة الحمراء وهي حامل في الشهر الرابع وخي تعاني بشدة من الارهان وحرقان في صدرها وتورم بعض الشي
قي قدمها وقاد ابلغتها الدكتورة بانها لن تحمل ولكنها حملت وهي تعاني من هذا المرض ماهي نصيحتكم رغم انها تاابع كل اسبوع او
اسبوعين مع الطبيبة ماهو رايكم في علاجها ، كما انني زوجها واراها تعبة ويقلني هذا الامر واحببت قبل ذلك ان تقوم بالاجهاض لكنها
رفضت واتمنى منكم الرد في هذا الموضوع شاكرا لكم مساعدتكم لنا ولبقية اخواتنا ..
أضف تعليقك
الشرايين أو الأوردة أيضا.
* أو أن يكون لدى المريضة حالة أو أكثر من حالات الإجهاض السابق في تاريخها المرضي، وهنا تكمن أهمية
بدء العلاج بمضادات التخثر عن طريق إعطاء إبر تحت الجلد في فترة الحمل، وفترة ما بعد الولادة التي قد
تمتد إلى أسابيع.
إن كل ماُذكر من خطوات علاجية يجب أن يتم بمتابعة وإشراف من الطبيب المختص.
* مواليد المصابات
تقول د. حنان العصيمي إنه من الأهمية بمكان أن نوضح أيضا أن هناك بعض الأجسام المضادة ضد نواة
الخلية (Anti ­ Ro­ Anti ­ La) قادرة على المرور إلى الجنين عن طريق المشيمة، ولكن تأثيرها يختفي من دم
المولود بعد فترة بسيطة من الولادة. ومعظم الأمهات المصابات اللاتي يحملن هذه الأجسام المضادة يرزقن
بأطفال مواليد يتمتعون بالسلامة.
وقد يصاب الجنين للأم التي تحمل هذه الأجسام المضادة بطفح جلدي، ولكنه يكون لفترة معينة، ثم يختفي
ولا يترك أي آثار بعد ذلك.
وفي حالات نادرة، قد يحدث تأثير من الأجسام المضادة على قلب الجنين مسببا تباطؤا شديدا في عدد
ضربات القلب، وخاصة في الموصلات الكهربائية للقلب، وهذا يشخص ما بين (الأسبوع 15 والأسبوع 25)
من الحمل، وذلك عن طريق الأشعة فوق الصوتية لقلب الجنين.
قد يحتاج بعض الأطفال، بعد ولادتهم، إلى تركيب منظم لضربات القلب، وهنا تكمن أهمية عمل تحليل
الأجسام المضادة ضد نواة الخلية للمريضة المصابة بالذئبة الحمراء.
وأخيرا، فإن التخطيط الجيد لعلاج الأمراض الروماتيزمية عامة ومرض الذئبة الحمراء خاصة يخفض
مخاطر الحمل، ومن هنا تأتي أهمية المتابعة المستمرة والمنتظمة مع الطبيب المعالج، وخاصة أثناء الحمل،
وعلى ضرورة أن تتم ولادة الأم المصابة بالذئبة الحمراء في مستشفى يتوفر فيه عناية فائقة لحديثي
الولادة.

مضاعفات الذئبة



الذئبة الحمراء
 الذئبة (Lupus) هو مرض التهابي مزمن، ينشا عندما يهاجم الجهاز المناعي (Immune system) انسجة الجسم نفسه واعضاءه. الالتهاب الذي يشكل مرض الذئبة مصدره قد يصيب اجهزة الجسم المختلفة، بما في ذلك المفاصل، الجلد، الكليتان، خلايا الدم، القلب والرئتان. والنساء اكثر عرضة للاصابة بمرض الذئبة من الرجال، لسبب غير واضح.


هنالك اربع انواع من مرض الذئبة: الذئبة الحمامية المجموعية (Systemic lupus erythematosus)، الذئبة الحمامية الجلدية (Cutaneous lupus erythematosus)، الذئبة المحدثة بالادوية (Drug - induced lupus) والذئبة الوليدية (Neonatal lupus). ويعتبر مرض الذئبة الحمامية المجموعية النوع الاكثر انتشارا وصعوبة من بين هذه الانواع الاربعة.

في الماضي، كان مرضى الذئبة يواجهون مصيرا تعيسا، لكن تقدم وتحسن كبيران تحققا في مجال تشخيص مرض الذئبة وفي طرق معالجته، اليوم، حتى اصبح مرضى الذئبة يحظون، اليوم، بعلاجات لائقة تتيح لهم عيش حياة فاعلة.

أعراض الذئبة
اعراض الذئبة وعلاماتها قد تظهر  بشكل فجائي، او قد تتطور ببطء وبشكل تدريجي. تختلف حالات الذئبة، الواحدة عن الاخرى ولا توجد حالتان متماثلتان من مرض الذئبة.  وقد تكون الاعراض طفيفة، خطيرة، مؤقتة او دائمة. ويعاني معظم مرضى الذئبة من نوبات المرض التي تستمر فترات زمنية مختلفة، تتفاقم خلالها العلامات والاعراض ثم تعود لتتحسن وقد تختفي كليا، لفترة معينة.

وتختلف العلامات والاعراض باختلاف الجهاز المصاب في الجسم. لكن هذه العلامات والاعراض تشمل، بشكل عام:

التعب
الحمى
ارتفاع الوزن، او انخفاضه
الام، تيبس وانتفاخ في المفاصل
طفح على شكل فراشة على الوجه (Malar rash)، يغطي منطقة الخدين وجسر الانف
جروح في الجلد تظهر، او تتفاقم، نتيجة التعرض للشمس،
تساقط الشعر (الصلع)
متلازمة رايوناود (Raynaud's phenomenon)- تصبح اصابع كفتي اليدين والقدمين بيضاء او زرقاء اللون جراء التعرض للبرد، او في الفترات التي يسودها التوتر الشديد
صعوبة التنفس
الام في الصدر
جفاف في العينين
حساسية مفرطة للاصابات
القلق والاكتئاب
فقدان الذاكرة
أسئلة وأجوبة
ما هي الذئبة؟ | اسئلة واجوبة من ويب طب
ما الذي يسبب للذئبة؟ | اسئلة واجوبة من ويب طب
هل يوجد انواع مختلفة للذئبة؟
كيف استطيع منع تفشي مرض الذئبة؟
لماذا يجري الناس عملية زرع الشعر؟
أسباب وعوامل خطر الذئبة
الذئبة هو مرض من امراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases)، اي حينما يهاجم الجهاز المناعي الانسجة السليمة في الجسم، بدل مهاجمة الاجسام الغريبة فقط، كالجراثيم والفيروسات. ونتيجة لذلك، تحدث التهابات واضرار لاجزاء/ اعضاء عديدة في الجسم، بما في ذلك المفاصل، الجلد، الكليتان، القلب، الرئتان، الاوعية الدموية والدماغ.
حتى الان، لا يعرف الاطباء السبب الحقيقي الذي يولد امراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة. ويعتقد، على الارجح، ان مرض الذئبة يتكون نتيجة اجتماع عوامل جينية / وراثية وعوامل بيئية، معا. ويؤمن الاطباء بان قابلية الاصابة بمرض الذئبة يمكن ان تكون وراثية، لكن ليس المرض نفسه. وقد يصاب الاشخاص ذوي القابلية الوراثية بالذئبة عند التعرض لعامل بيئي يحفز مرض الذئبة، مثل بعض الادوية او الفيروسات.

 انواع الذئبة:

هنالك اربع انواع من الذئبة، هي المرض نفسه من حيث التصنيف، لكن لها مميزات مختلفة وعلاجات مختلفة:

- الذئبة الحمامية المجموعية: قد تصيب اي عضو من اعضاء الجسم

- الذئبة االحمامية الجلدية: تصيب الجلد، فقط

- الذئبة المحدثة بالادوية: تظهر بعد استخدام ادوية معينة

- الذئبة الوليدية: نوع نادر، يصيب الاطفال حديثي الولادة

لا يعرف الاطباء ما هو سبب مرض الذئبة، لكنهم يتعرفون على عدد من العوامل التي قد تزيد من خطر تطور مرض الذئبة، من بينها:

الجنس: مرض الذئبة اكثر انتشارا بين النساء، مقارنة بالرجال
السن: قد يصيب مرض الذئبة الناس في اية مرحلة من العمر، بمن في ذلك الاطفال الرضع، الاولاد والكهول، لكن يتم تشخيصه، عادة، لدى الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 45 عاما
اشعة الشمس: قد يؤدي التعرض للشمس الى ظهور افات جلدية مرتبطة بمرض الذئبة، او قد يؤدي الى ردة فعل داخلية لدى الاشخاص ذوي القابلية للاصابة بمرض الذئبة
ادوية معينة: قد يؤدي تناول ادوية معينة لفترة طويلة الى الاصابة بمرض الذئبة
عدوى بفيروس ابشتاين - بار (Epstein - Barr virus - EBV)


مضاعفات الذئبة
قد يؤثر الالتهاب الناجم عن مرض الذئبة على اعضاء عديدة في الجسم، بينها:

الكليتان
الجهاز العصبي المركزي
الدم والاوعية الدموية
الرئتان
القلب
التلوث (عدوى)
السرطان
موت انسجة العظام (نخر العظام - Osteonecrosis)
مضاعفات خلال الحمل
تشخيص الذئبة
من الصعب تشخيص مرض الذئبة، لان الاعراض تختلف، كثيرا، من شخص الى اخر. قد تتغير علامات واعراض الذئبة مع مرور الوقت، وفي بعض الاحيان قد تتطابق مع علامات واعراض امراض اخرى. لذلك، يفكر الاطباء في هذا التشخيص فقط عندما تكون العلامات والاعراض اكثر وضوحا.     

وحتى في الحالات التي تكون فيها العلامات والاعراض واضحة، من الصعب تشخيص مرض الذئبة، لان هنالك تغيرات متواترة في درجة خطورة مرض الذئبة، لدى جميع مرضى الذئبة تقريبا. فاحيانا يتفاقم المرض واحيانا اخرى يختفي تماما.

 المعايير التي حددتها "الكلية الامريكية لامراض الروماتيزم" (ACR - American College of Rheumatology) لتشخيص الذئبة:

لقد حررت الكلية الامريكية لامراض الروماتيزم (ACR) قائمة المعايير السريرية والمخبرية التي تساعد الاطباء في تشخيص وتصنيف مرض الذئبة. الاشخاص الذين تتوفر لديهم اربعة معايير من اصل 11 في ان واحد، او تظهر بشكل منفصل الواحد تلو الاخر، يعانون في الغالب من مرض الذئبة. قد يفكر الطبيب في هذا التشخيص حتى لو ظهرت اقل من اربع اعراض عند بعض المرضى.

المعايير التي تم تحديدها هي:

طفح جلدي في الوجه، يسميه الاطباء (Malar rash) وهو طفح على شكل فراشة تغطي جسر الانف وتنتشر الى ما بعد الوجنتين.
طفح جلدي احمر ومتقشر، يسمى "الطفح القـرصي الشكل" (Discoid rash)، يبدو مثل الرقع القشرية على الجلد.
طفح جلدي مرتبط بالشمس، يظهر بعد التعرض لاشعة الشمس.
جروح في الفم، ليست مؤلمة، عادة.
الام وانتفاخ في مفصلين او اكثر.
انتفاخ في الاغشية المحيطة بالقلب والرئتين.
مرض كلوي.
اضطراب عصبي، مثل الاختلاج (Convulsion) او الذهان (Psychosis).
تعداد دم منخفض، مثل: قلة كريات الدم الحمراء، قلة الصفيحات الدموية (Thrombocytopenia) او قلة كريات الدم البيضاء (Leukopenia).
نتائج ايجابية لاختبار ANA، والتي تدل على ان المريض قد يكون مصابا بداء مناعة ذاتية.
نتائج ايجابية في فحوصات دم اخرى قد تدل على وجود داء مناعة ذاتية، كنتائج ايجابية في اختبار الاجسام المضادة لـ- DNA، نتائج ايجابية في اختبار الاجسام المضادة لـ- Sm، نتائج ايجابية في اختبار مضادات التخثر او نتيجة ايجابية خاطئة في اختبار الزهري (Syphilis).
الفحوصات المخبرية:

لتحديد التشخيص، قد يطلب الطبيب اجراء فحوصات الدم والبول التالية:

العد الدموي الشامل (Complete blood count)
سرعة تثفل الكريات الحمر (ESR - Erythrocyte sedimentation rate)
الاداء الوظيفي للكبد والكليتين
فحص بول
اختبار الاجسام المضادة للنواة (ANA - AntinuclearAntibody Test‏)
تصوير الصدر بالاشعة السينية (رنتجن - X - ray)
مخطط كهربية القلب (ECG - Electrocardiogram)
اختبار الزهري
علاج الذئبة
علاج الذئبة يتعلق  بالعلامات والاعراض. ويتطلب اتخاذ القرار بشان الحاجة الى معالجة الاعراض، العلامات وبشان انواع الادوية التي ينبغي وصفها، تقييما دقيقا للافضليات (الحسنات) مقابل المخاطر (المساوئ) من خلال التشاور طبيب الروماتيزم (Rheumatologist). وعندما تتفاقم الاعراض، او تهدا، يستطيع الطبيب والمريض معا اتخاذ قرار باستبدال الادوية او تغيير الجرعة.

ادوية شائعة لمعالجة مرض الذئبة:

هنالك ثلاثة انواع شائعة من الادوية لمعالجة مرض الذئبة، في حال وجود علامات واعراض طفيفة او معتدلة. وتتطلب معالجة الذئبة الحادة ادوية اقوى تاثيرا وفاعلية.

واجمالا، بعد تشخيص الذئبة بشكل اولي يتناقش الطبيب مع المريض حول الادوية التالية:

مضادات الالتهاب اللاستيرويدية  (Non - steroidal Anti - Inflammatory Drug - NSAIDs / NAIDs)
ادوية مضادة للملاريا
كورتيكوستيرويدات (Corticosteroids)
معالجة علامات واعراض محددة للذئبة:

يتم تحديد نوع العلاج بحسب العلامات والاعراض. وتشمل هذه المعالجات:

معالجة المفاصل المؤلمة والمنتفخة
معالجة الطفح الجلدي
معالجة التعب
معالجة الانتفاخ حول القلب والرئتين
معالجة الحالات الصعبة والحادة من الذئبة:

حالات الذئبة التي تشكل خطرا على الحياة تشمل تلك التي تؤدي الى مشاكل في الكليتين، التهاب الاوعية الدموية ومشاكل في الجهاز العصبي المركزي، كنوبات الاختلاج -  فهذه قد توجب علاجا اكثر حدة. وفي مثل هذه الحالات قد يفكر الطبيب والمريض باستخدام:

الكورتيكوستيرويدات بجرعات كبيرة
ادوية كابتة (Suppressive) للجهاز المناعي
ابحاث سريرية:

يجري الباحثون ابحاثا سريرية لتطوير علاجات جديدة للذئبة. وتتيح هذه الابحاث لمرضى الذئبة فرصة تجربة علاجات جديدة، لكنها لا تضمن الشفاء.

من بين العلاجات التي يتم بحثها في الابحاث السريرية:

زرع خلايا جذعية
ديهيدروايبياندروستيرون (DHEA - Dehydroepiandrosterone)
 ريتوكسيماب (Retuximab) (ريتوكسان - Rituxan)
العلاجات البديلة
المرضى الذين لا ينجحون في السيطرة على جميع اعراض مرض الذئبة بواسطة الادوية، او الذين تعبوا وملوا من نوبات مرض الذئبة، قد يبحثون عن حلول في مجال الطب المكمل (Complementary medicine) او الطب البديل (Alternative medicine). ويلاحظ في الاونة الاخيرة ان الاطباء التقليديين بداوا يبدون قدرا اكبر من الانفتاح في مناقشة هذه الامكانيات مع مرضاهم.

ولكن، بما ان جزء صغير فقط من طرق العلاج هذه قد تم بحثها من خلال التجارب السريرية، فمن الصعب تقدير مدى نجاعتها في معالجة مرض الذئبة، اضافة الى ان المخاطر المحتملة لهذه العلاجات في قسم من الحالات لا تزال غير واضحة.

وفي كل الاحوال، يوصى المرضى المعنيون بتجربة العلاجات المكملة او البديلة، باستشارة الطبيب المعالج اولا. فقد يساعد الطبيب في فحص الحسنات مقابل المخاطر، وتحديد ما اذا كان العلاج البديل (او التكميلي) يمكن ان يعيق فعالية الادوية التي يتناولها المريض.

العلاجات المكملة والبديلة الشائعة في معالجة مرض الذئبة تشمل:

زيت السمك: زيت السمك، كمضاف غذائي (Food additive)، يحتوي على الاحماض الدهنية من نوع اوميغا 3، التي قد تفيد المصابين بمرض الذئبة
بذور الكتان: تحتوي بذور الكتان على الحمض الدهني من نوع الفا - لينولينيك، التي قد تخفض من حدة الالتهاب في الجسم